الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مرضى الفشل الكلوي في غزة يواجهون الموت السريع في ظل الحصار

مرضى الفشل الكلوي في غزة يواجهون الموت السريع في ظل الحصار
31 أكتوبر 2009 23:49
أجساد منهكة تتمدد على الأسِرّة في قسم الكلى في مستشفى الشفاء، يجاورها أجهزة اتصلت بأجساد المرضى الشاحبي الوجوه، منهم هذا الشاب خالد ذو الجسد الضئيل، والعيون الغائرة وقسمات الوجه الذي كان يوماً ما نَضِراً، ترافقه زوجته التي ترتدي السواد ويظهر الحزن من تحت نقابها، تجلس إلى جواره وتقرأ بعض آيات القرآن. منذ عام انضم خالد إلى ما يقارب الـ350 مريضاً بالفشل الكلوي في قطاع غزة، لتتوقف عقارب الساعة في حياته عند ذلك اليوم، يستذكر لحظة معرفته بمرضه، فيقول: “كانت صدمة، كنت أشعر بالسخونة والدوار، ظننت أنها أعراض إعياء، لكن الطبيب طلب منى إجراء بعض التحاليل وحدث ما حدث”. ويضيف: “بعد مرضي تركت عملي التزاماً بنصيحة الأطباء بألا أجهد نفسي، عندما أبذل مجهوداً أشعر بالمرض ويضعف جسدي أكثر”. يعيل أسرة خالد الصغيرة والده وبعض أهل الخير، عن ذلك يقول: “كم هو مرير هذا الشعور”. مواطنة أخرى تستلقي على أحد الأسرة وهي تضطر إلى غسيل الكلى 3 مرات أسبوعياً، وتقول: منذ عامين وأنا أعاني من صعوبات كبيرة في إجراء الغسيل، كما أعاني من أمراض عديدة منها زيادة في ضغط الدم والسكري، حيث تم بتر أحد أصابع قدمي، ووضعي المادي صعب، حيث أجد صعوبة في توفير أجرة المواصلات للتنقل بين مدينتي والمستشفى، وفي أحيان كثيرة أصل إلى المستشفى ولا أجد العلاج متوفرا بسبب الحصار”. والمستشفى الذي تتلقى به هذه السيدة علاجها يقدم علاجا لحوالي 59 مريضاً بالكلى يتوافدون على قسم غسيل الكلى لإجراء الغسيل على الرغم من أن القسم يعاني من ضيق المكان، حيث إن القسم يعمل بـ12 جهازاً موزعة على 3 غرف صغيرة الحجم. وينفذ هذا القسم 600 غسلة شهرياً، وهناك من المرضى من يقوم بغسيل الكلى بواقع 3 جلسات أسبوعياً وبعضهم بجلستين في الأسبوع، وهناك بعض مستلزمات عملية غسيل الكلية الصناعية مفقودة من المستشفى منذ 4 أشهر، كما أن هناك نقصا في بعض المحاليل الخاصة بتعقيم أجهزة غسيل مرضى الكلى بسبب منع إسرائيل دخول الأدوية إلى غزة. ويعاني مرضى الفشل الكلوي في غزة من الموت البطيء بسبب تدهور أوضاعهم الصحية وعدم توفر الأدوية المخصصة لغسيل الكلى بسبب الحصار ومنع إسرائيل دخول الأدوية، ما أثر كثيراً على الخدمات التي تقدم لمرضى الكلى، حيث تعاني أقسام مستشفيات غزة من عدم توفر الأجهزة المطلوبة والحديثة، فاحتياج المريض أسبوعيا لغسيل كلى بمعدل ثلاث جلسات، وبمعدل 3 ساعات في الجلسة والغسلة الواحدة أو أربع ساعات، يفوق إمكانيات المستشفيات وما يحدث فيها هو إخضاع المريض لعدد غسلتين أسبوعيا بمعدل (2-3) ساعات في الغسلة الواحدة، وهذا يعود إلى شح الإمكانيات نتيجة عدم توفر الأجهزة بالكم المطلوب، وبما يتواكب مع الزيادة المطردة في أعداد مرضى الغسيل الدموي الكلوي وزيادة احتياجات كل مريض من المستلزمات الطبية والدوائية. وتصاب عشرة أجهزة من أصل ثلاثين جهازا لغسيل الكلى في مستشفى الشفاء، بالعطل بسبب انقطاع التيار الكهربي الدائم، وعدم استطاعة إدارة المستشفيات ووزارة الصحة جلب قطع غيار لها في ظل إغلاق معابر القطاع، كما أن المولدات التي تعمل بواسطة الوقود لا تستطيع العمل بصفة مستمرة وتحتاج إلى فترات راحة، وبذلك تؤثر على صحة المرضى. ويزداد انتشار مرضى الكلى في غزة بسبب زيادة نسبة تلوث المياه واختلاطها بالمياه العادمة، وسيطرة إسرائيل على المياه الجوفية في غزة، وانتشار أمراض ضغط الدم والسكر بين الشباب، وعدم توفر التغذية الصحية الملائمة لسن النمو بالنسبة للمراهقين الأطفال في غزة.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©