الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر الباشا يخلّد الوجود البيزنطي والروماني في غزة

قصر الباشا يخلّد الوجود البيزنطي والروماني في غزة
31 أكتوبر 2009 23:42
يعتبر قصر الباشا من أهم المعالم التاريخية والأثرية في مدينة غزة وسمي بقصر الباشا نسبة إلى الباشا الذي حكم غزة في الفترة التركية وقصر النائب وهو نائب غزة في العصر المملوكي وقصر الرضوان نسبة إلى الحاكم الذي حكم غزة في الفترة التركية وقلعة نابليون لأنه يقال إن نابليون بونابرت مكث في القصر ثلاثة أيام وهو في طريقه إلى عكا، كما يطلق عليه قصر شمشون. ولكن الاسم الأدق هو قصر الباشا الذي يعتبر رمزاً للسيادة والحكم على مر العصور المختلفة، والقصر يتكون من جزءين، الأول وهو الواجهة التي تطل على شارع الوحدة والثاني المبنى الرئيسي ويتكون من طابقين وما يميز الواجهة هو وجود رنك أي شارة وهي كلمة فارسية الأصل فقد كان لكل سلطان أو أمير للمماليك رنكاً معيناً فمثلاً الساقي كان رمزه الكأس والسلحدار (الجنرال في الجيش) كان رمزه عبارة عن سيف والأمير المسؤول عن البلطمانة أي الاحتفالات كان رمزه عبارة عن دائرة يتوسطها إيقاع وغيرها من الرموز. واجهة فنية تعتبر واجهة القصر من أرقى فنون العمارة في منطقة غزة وهي تجسد اهتمام المماليك سواء السلاطين أو الأمراء بهذه المنطقة فالواجهة تمتاز بزخارف هندسية بالإضافة إلى أن بعض السلاطين مثل السلطان المملوكي الظاهر بيبرس البندقداري كان رنكه عبارة عن أسدين في أعلى المدخل العلوي للقصر عن اليمين والشمال دليلاً على تصديه في آن واحد للخطر المغولي والصليبي. ومن العناصر المعمارية الزخرفية الموجودة في القصر زخرفة العقد أو القوس الموجودة فوق المدخل العلوي للطابق العلوي وهي عبارة عن زخرفة تسمى في مصر زخرفة الوسائد وفي بلاد الشام أكعاب الكتب ومن العناصر الأخرى الدعامات السائدة وهي عناصر معمارية جديدة لدعم الواجهات خاصة المرتفع منها وهي موجودة في الكاتدرائيات. وتعرض القصر إلى عدة ترميمات نتيجة الحروب والزلازل والتصدعات ومياه الأمطار والسيول وغير ذلك وأعيد بناؤه أكثر من مرة خلال العصرين المملوكي والعثماني. وفي عام 1947 كان القصر معلماً من المعالم الأثرية التي يتردد عليها زوار المنطقة ومنذ بداية فترة الإدارة المصرية على غزة عام 1948 وحتى ثورة يوليو 1952 كان القصر عبارة عن مدرسة تحمل اسم مدرسة الأميرة فريال وهي ابنة الملك فاروق وبعد انتهاء الثورة تغير اسم المدرسة إلى مدرسة الزهراء الثانوية للبنات وهو لقب ابنة الرسول صلى الله عليه وسلم وكان القصر جزءاً من هذه المدرسة وقد استخدم بعضه كغرف للإدارة، ومنذ عام 2000 م قامت دائرة الآثار والتراث بتحويل مدينة غزة إلى منطقة جذب سياحي ضمن احتفالات بيت لحم 2000 , فتم إجراء عمليات إزالة الأجزاء الحديثة والتي كانت مشيدة إلى جانب الأجزاء القديمة وفُصل عن المدرسة ويعتبر الآن من أهم المعالم الأثرية الدالة على تاريخ المدينة العريق. متحف فريد المتحف يحتوي على قاعة واسعة تم تخليد ذكرى الشهداء والأبطال فيها حيث توجد صناديق زجاجية تحتوي على مقتنيات لشخصيات سياسية ومجاهدين ومناضلين، وشهداء ممن تركوا أثرهم في شعبهم وتوجد بها متعلقات شخصية وجدت مع الشهداء لحظة استشهادهم. وفي قاعة أخرى يوجد مقتنيات تراثية مثل الأدوات البسيطة التي كان القدماء يستخدمونها؛ كالهودج، والبكرج «وهو الابريق الذي يصب به القهوة السادة» والهون صينية، ومطراز، كما يشتمل القسم على زاوية لبعض الأزياء الرسمية للقرى الفلسطينية المهجرة سنة النكبة (1948)، كما أن هناك أدوات حديدية؛ مثل منشار يدوي، ومثقاب يدوي، وآلة الغزل، وأدوات نحاسية، وأدوات طهي، منها أدوات لتقديم القهوة، وكذلك مقصات يدوية، وأدوات حدادة مختلفة الأشكال والأنواع، فضلاً عن أداة لخضّ اللبن. وهناك قاعة الأواني والفخار والقوارير والأسرجة التي تعود للعصور القديمة المختلفة، وهي أوان فخارية تعود للعصر البرونزي، وإبريق يعود لأواخر العصر البرونزي وأوائل العصر الحديدي، وأوان فخارية أخرى تعود للعصر الحديدي، ومثلها ما يعود للعصر اليوناني، فضلاً عن أسرجة من الفخار تعود للعصر اليوناني. وتوجد أيضا قوارير من الفخار متعددة الأحجام والأنواع والاستخدام تعود للعصر الروماني، وأوانٍ فخارية رومانية عليه نقوش آدمية وزخرفية، وبقايا تماثيل فخارية تعود للعصر الروماني، إضافة إلى أسرجة يُظهِر تطوّرها، وأكواب حليب، وأوان فخارية بيزنطية مختلفة الأحجام حسب الاستخدام. وهناك أوان فخارية للطهي تعود للعهد البيزنطي، إضافة إلى قنوات مائية لتصريف المياه، وأوانٍ فخارية تعود لنهاية العهد البيزنطي، وكانت تستعمل لحفظ زيت التعميد، وأسرجة بيزنطية وإسلامية، وهناك قسم الزجاج والمعادن والحلي المصنوعة من العظم ومن العاج، وقطع نقدية، وقوارير زجاجية رومانية، ومرايا رومانية من البرونز، وميزان قديم، وخواتم من البرونز، وأساور، وقلادة، وطاسات. وصندوق به خرزا ملونا والذي تم استخراجه من داخل قبر في كنيسة في منطقة جباليا، يعود للعصر الروماني، ويبدو بألوان متعددة زاهية، كالبنفسجي والبرتقالي، ونماذج عاجية بيزنطية، وأزرار، وقطع نرد، وأجزاء من تماثيل من العاج منحوت عليها نحت آدمي وهندسي، وخرز ملوّن من العاج للحلي وللملابس، وقرطين من الذهب الخالص يعودان للعصر البيزنطي، ومشابك شعر بيزنطية من العاج، وقطع نقود تعود للفترة الرومانية. وتحاول وزارة السياحة والآثار في غزة المحافظة على المتحف، وضم الكثير من المقتنيات الأثرية الموجودة لدى المواطنين بعد شرائها منهم، ولكن سيحتفظون بأسماء أصحابها الأصليين عليها.
المصدر: فلسطين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©