الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

وجوه وحالات يفرقها الهوى ويجمعها المكان

وجوه وحالات يفرقها الهوى ويجمعها المكان
1 أغسطس 2016 10:54
إبراهيم الملا (الشارقة) نظمت مؤسسة الشارقة للفنون مساء أمس الأول، وللعام الرابع على التوالي، المعرض الفوتوغرافي السنوي «الشارقة: وجهة نظر 4»، بمشاركة عدد كبير من الفنانين المحليين والعرب والأجانب. حيث جمع المعرض الذي أقيم بمباني المؤسسة في منطقة المريجة القديمة بالشارقة، بين صدى البيوت التراثية بتفاصيلها البصرية والاستعادية الفاتنة، وبين مجموعة مدهشة ونابضة من الصور الفوتوغرافية التي قدمها فنانون محترفون وهواة، تعبيراً عن رؤاهم الشخصية تجاه إمارة الشارقة بمناطقها المختلفة، بالتوازي مع تعابير وانطباعات ذاتية حرة، جمعت بين التوثيق، والتجريد، وإظهار العاطفة الداخلية تجاه المحيط الخارجي، وانحازت معظم الأعمال للقيمة التعبيرية المكثفة في فن «البورتريه»، ضمن انعكاسات مرآوية أقرب لظاهرة «السيلفي» المنتشرة، بينما اعتمدت أعمال أخرى الجانب الانتقائي في رصدها لوجوه وحالات يفرقها الهوى والشجن، ويجمعها المكان كحاضنة كوزموبوليتية لجنسيات وأعراق متعددة. يأتي المعرض الذي يقام في الفترة من 30 يوليو وحتى 12 أكتوبر من العام الجاري، في إطار جهود مؤسسة الشارقة للفنون لدعم ممارسة التصوير الفوتوغرافي لدول مجلس التعاون الخليجي، كما يهدف المعرض إلى تعزيز تطوّر المصورين المحليين والإقليميين، وتشجيع مشاركتهم الجماعية تحت سقف واحد، وتحت مظلة إبداعية تقدم للجمهور أساليب ورؤى فنية مختلفة، بحيث تتواصل مع المجتمعات الثقافية التي تمتد على نطاق واسع في دولة الإمارات، ودول مجلس التعاون الخليجي. وقامت مبادرة «الشارقة، وجهة نظر 4» بتوجيه دعوة مفتوحة لمشاركة المصورين المحليين والخليجيين والعرب والأجانب المقيمين، حيث ركّزت هذه الدورة على ثيمة البورتريه الشخصي، التي استجاب لها عدد كبير من المتقدمين ذوي خلفيات احترافية مختلفة، ومهارات واهتمامات متنوعة، ليقدموا مجموعة غنيّة من الصور الفوتوغرافية التي تعكس بشكل فريد ثيمة المعرض، وتحاكي مجتمعا ينبض بالحياة. «الاتحاد» التقت بالفنان علي مراد علّوش المشارك في المعرض بأربع أعمال فوتوغرافية، بدت متناغمة في شكلها الظاهري واختيارها للمنازل الأثرية المرممة في منطقة المريجة بالشارقة، كخلفية ثابتة، ولكن المحتوى الضمني لكل صورة كان متبايناً ومستقلاً اعتماداً على صورة الجسد وهو يأخذ أشكالًا تأملية صامتة في زوايا المكان، وتعليقاً على هذا التشابه الخارجي في بنية الصور، والتمايز الحسي والعاطفي في محتواها الذهني، قال علّوش: تمثل لي منطقة المريحة القديمة في الشارقة جسراً من الحنين والعشق وذكريات الطفولة، ولذلك قمت بتحويل جسدي في الصور إلى زوايا لصيقة وملتحمة بجدران البيوت العتيقة التي ضمت أرواحاً وحالات وقصصاً، أردت أن أستعيدها روحياً من خلال هذه الصور، وأن أرمم بنيتها الذهنية والتصورية الغائبة والمندثرة». ولفت علّوش إلى أن عمله كمهندس تصميم داخلي، واستخدامه لجسده في قياس الأبعاد المكانية، ساعده في تنفيذ هذه الصور الفوتوغرافية، التي وصفها بأنها محاولة لكشف تأثيرات الماضي في دواخلنا، واسترجاع الفضاءات الشفافة والنقية، وسط ضغوطات الحياة، وصخب العالم الخارجي المهيمن علينا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©