الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تلوث «غير مسبوق» في قرية نيجيرية

13 يونيو 2010 23:40
ينهمك قرويون مجهزون بأدوات زراعية وهم يرتدون قفازات وأقنعة وبزات بيضاء واقية تغطي كل أجسادهم، في جرف التربة الملوثة بالرصاص وتعبئتها في أكياس لنقلها بعيداً تحت إشراف خبراء دوليين في إزالة التلوث. فتربة بلدة داريتا الواقعة قُرب مدينة جوسو عاصمة ولاية زامفارا في شمال غرب نيجيريا، ملوثة بالمعدن القاتل بسمك 5 سنتمترات، بما يشكل بشكل خطراً كبيرا على الصحة العامة. وقد تسبب القرويون من دون أن يدركوا في تلويث مكان عيشهم أثناء بحثهم عن الذهب. وباتت هناك ضرورة ملحة لإنقاذ مئات الأطفال في القرية التي تضم نحو 100 منزل مبنية من الطين ولا يمكن الوصول اليها سوى عبر دروب موحلة. وقال زعيم القرية المسن محمد بيلو والقلق ظاهر عليه “توفي 61 طفلا في الشهرين الأخيرين، وأحد أحفادي مريض”. وقال مدير شركة “تيراجرافيكس، المتخصصة في مكافحة التلوث البيئي، يان فون ليندرن مدير “إن جميع الأطفال تقريبا في هذه القرية تسمموا بالرصاص بشكل خطير”. وهو يشرف على الأعمال في داريتا، حيث تشاهد شاحنات كبيرة محملة بالتربة في حركة ذهاب وإياب، ويحادث دبلوماسيين ومسؤولين جاؤوا للاطلاع على الكارثة. واستخراج الذهب من مناجم عشوائية أمر رائج في زامفارا. فالقرويون الفقراء يحملون إلى منازلهم كتلا صخرية مستخرجة من تلك المناجم، ثم يقومون بتفتيتها لفصل الذهب عنها. لكن لسوء طالعهم وقعوا قبل عدة أشهر على منجم يحتوي على نسبة مرتفعة من الرصاص الذي يمكن في حال ابتلاعه أو تنشقه أن يدخل إلى الدورة الدموية ويمنع انتاج الهيموجلوبين الذي ينقل الاوكسجين إلى الأعضاء. والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر. وقد تلوثت 6 إلى 7 قرى وتوفي 163 شخصا بينهم 111 طفلا بسبب ذلك، وفق إحصائية رسمية. لكن الخبراء يخشون أن تكون الأرقام أكثر من ذلك في الواقع. وقال أحدهم “نحن أمام مشكلة لا نعلم مدى خطورتها”. وقال ليندرن أثناء وجوده على ضفة بحيرة داريتا ذات المياه الملوثة “إنه أمر غير مسبوق. هنا وفيات بسبب تسمم بالرصاص أكثر من بقية العالم خلال الاربعين سنة الأخيرة”. وأضاف أن خبراء دوليين بينهم فريق من المركز الأميركي لمراقبة الأمراض، أرسلوا مؤخرا الى المنطقة، استنتجوا أن نسبة الرصاص في دم الأطفال تفوق المستوى الأعلى الذي تستطيع آلاتهم رصده. وقد يبقى أثر لدى عدد منهم يظهر على المديين المتوسط والطويل. ويمكن أن تكون للرصاص عواقب عصبية خطيرة. وفي انتظار العلاجات، لا بد من إزالة التلوث من أماكن العيش وهي عملية أساسية. وقال العالم الأميركي سيمبا تيريما، محذرا، “إننا نعمل في حالة مستعجلة لأن موسم الأمطار سيبدأ والمياه قد تنقل التربة الملوثة، مما يجعل تنظيفها أكثر صعوبة”.
المصدر: داريتا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©