الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العطلة الصيفية.. بوابة استعادة الدفء الأسري

العطلة الصيفية.. بوابة استعادة الدفء الأسري
1 أغسطس 2016 12:58
أحمد السعداوي (أبوظبي) يهلّ الصيف حاملاً معه بشائر الراحة من عناء موسم دراسي طويل، وضغوط عمل شاقة تجعل الجميع تواقين إلى الاستمتاع بعطلة الصيفية طال انتظارها، وتأتي الأجواء العائلية وزيادة اقتراب أفراد الأسرة من بعضهم عبر ممارسة أنشطة مفيدة وهوايات مرحة مثل السباحة وغيرها، أو تنظيم رحلات جماعية سواء داخل الدولة أو خارجها، من أفضل مكتسبات الإجازة الصيفية بما تتيحه من فرصة لاستعادة الدفء الأسري وزيادة الترابط بين أفراد العائلة نتيجة وجودهم معاً فترات طويلة قياساً بباقي أوقات العام. تركيز وتخطيط ويقول خالد حمزة، موظف حكومي، ولديه عدة أبناء في مراحل التعليم المختلفة، إن العطلة الصيفية لها فوائد متنوعة يجب على كل رب أسرة أن يجنيها بقليل من التركيز والتخطيط، خاصة أن هذا العصر يجد الجميع فيه نفسه منشغلاً عن أفراد أسرته بأعباء العمل والدراسة التي تستهلك معظم الوقت اليومي لسائر أفراد الأسرة ما قد يكون له تأثير سلبي على هذه العلاقات إن لم يكن رب الأسرة منتبهاً لذلك، ومن هنا يعد حمزة العدة في كل صيف لقضاء أطول الأوقات مع الأهل والأبناء، مشيراً إلى أن الدولة لم تقصر مطلقاً في هذا المجال عبر تنظيم عديد من الفعاليات العائلية الترفيهية الجميلة في كل الإمارات، والتي تمنح «الوناسة» لكل أفراد الأسرة وتجعل أوقاتهم مجتمعين أفضل من قضاء الوقت بمفردهم أو بصحبة الأصدقاء. ويلفت إلى أنه كثيراً ما يقول لأبنائه في أيام الصيف، استعدوا للخروج الآن من أجل التنزه في أحد الأماكن، فتكون مفاجأة مبهجة لهم، وتعطيهم شعوراً بالبهجة وجمال العلاقات الأسرية، ربما يفتقدونها معظم أوقات العام بسبب الانشغالات المختلفة، منوهاً إلى تنوع الشواطئ والمراكز التجارية والحدائق المغلقة المجهزة على أعلى مستوى لاستقبال العائلات طوال العام، وإن كان هذا الاستعداد يتزايد خلال الصيف وهو ما نراه من زخم الفعاليات العائلية التي تقام في مختلف الأماكن. مذاق خاص وفي ذات السياق، تؤكد عبير السويدي، أن فصل الصيف في الإمارات له مذاق خاص عن كثير من دول العالم، ما يجعل قضاء الأوقات في الدولة بصحبة الأهل من أكثر مسببات السعادة، لسببين رئيسين، الأول هو الاشتياق إلى هذه الجلسات والاستمتاع بعضنا مع بعض وقضاء فترات طويلة معاً، الثاني هو توافر مزارات متنوعة تستقطب كل أفراد الأسرة بحسب اهتماماتهم المختلفة، ففي المكان الواحد يمكن ممارسة التسوق وألعاب الصغار والكبار، والجلوس في محال الطعام والشراب الراقية والاستمتاع بخدماتها المتميزة بأسعار معقولة، وكل ذلك في إطار أجواء عائلية جميلة تساعد أفراد الأسرة على الاقتراب من بعضهم وتحيي جو الدفء الأسري الذي ربما تأثر بسبب التزامات وتعقيدات الحياة اليومية. وتوضح أن الذهاب إلى دور السينما والبحر يحمل أهمية خاصة لها ولباقي أفراد الأسرة، حيث يذهبون إلى مختلف شواطئ الدولة مثل شاطئ الراحة والبطين وغيرها من الأماكن المطلة على الماء والتي تم إعدادها بشكل يشجع الأسرة على قضاء أفضل الأوقات فيها وبالتالي ممارسة أنشطة وألعاب والاحتفاظ بذكريات جميلة بعيداً عن ضغوط الشغل والمدارس والجامعات. فعاليات أسرية كما أشادت السويدي، بوجود عدد هائل من الفعاليات الأسرية تتنافس في تقديمها هيئات ومؤسسات مختلفة بالدولة توفر أفضل الأجواء العائلية لكل أفراد الأسرة على اختلاف مراحلهم العمرية واهتماماتهم، ومنها موسم صيف أبوظبي، عالم مدهش في دبي، وغيرها من الأحداث الجميلة التي يترقبها أهل الإمارات من مواطنين ومقيمين من العام إلى العام، ليجددوا دماء العلاقات بين أفراد الأسرة ويغسلون بها عناء العمل والدراسة الممتدة أشهراً طويلة. وتؤكد رولا صادق، أن العطلة الصيفية تمثل طوق نجاة لكثير من الأسرة للخروج من دوامة الحياة العادية وإطار الوظيفة والدراسة الذي يتقيد به الجميع، ولا يجعل لغالبية الناس متسع من الوقت لممارسة حياتهم الاجتماعية بشكل سليم سواء بين أفراد الأسرة أو حتى على مستوى التواصل مع الآخرين، مشيرة إلى أن الخروج في نزهات متنوعة خلال العطلة الصيفية يضفي الكثير من الأجواء الجميلة والدفء العائلي على كل الأسر، خاصة حينما يتشارك الآباء مع أبنائهم في ممارسة ما يحبونه من هوايات أو يتابعون الأنشطة التي يمارسها الأبناء عبر انتسابهم إلى المراكز الصيفية. رؤية واضحة من ناحيته يقول عيسى المسكري، مستشار العلاقات الأسرية، إن غالبية أبنائنا يقضون إجازتهم الصيفية بلا وجهة ولا فائدة، ما لم تكن الإجازة برؤية واضحة وخطط مرسومة، ولذلك يجب استثمار هذا الوقت بأفكار إبداعية وطرائق تربوية ممتعة ومسلية تعود بالنفع لكل أفراد العائلة، وتستعيد فيها الأسرة روح الدفء والتواصل فيما بين أفرادها التي ربما افتقدتها على مدار العام بسبب انشغال كل من أفرادها في دراسته أو عمله. ويجب تحديد نوع الأنشطة المراد ممارستها خلال العطلة الصيفية، والمدة الزمنية لكل منها، ثم كتابة الأنشطة على حسب الفترة العمرية، بذكر الهدف منها ونتائجها المنشودة، ووضع الخطط وتنظيم الوقت بما يتيح لأفراد الأسرة ممارسة بعض هذه الأنشطة بشكل مشترك بما يقوي العلاقات بين أعضاء الأسرة الواحدة، وهناك أنشطة مفيدة يمكن للجميع ممارستها خلال فصل الصيف منها: الأنشطة الثقافية، مثل المطالعة، زيارة المتاحف العلمية، الاشتراك بالدورات التعليمية، الالتحاق بمراكز تحفيظ القرآن. الرحلات الصيفية ويشير المسكري إلى أن الرحلات الصيفية تطورت وأصبحت مزودة بأنشطة ثقافية ودورات تدريبية، وعن طريق متابعة أولياء الأمور وحضورهم بعض هذه البرامج الصيفية يزداد التواصل والتقارب مع الأبناء والبنات، وهذا بطبيعة الحال له أفضل الأثر على عمليات التوجيه والتنشئة داخل البيت. وهناك الأنشطة الرياضية، التي تزود الجسد بالقوة والحيوية، وتعلم الابن مهارات التعاون وتنمي فيه روح المنافسة والتحدي وترتب له الأولويات، وتنظم له الوقت، وغيرها من الفوائد، وهذه الأنشطة تتيح للوالد أيضاً ممارسة أنواع من الرياضة ربما غالبه الكسل ولم يمارسها من زمن، ولكن الفرصة واتته للعودة إليها مع أبنائه. ويجب على أولياء الأمور الاهتمام بالأنشطة الترفيهية، التي تمنح الاستجمام والمتعة، وتجدد لكل أفراد الأسرة رتابة الحياة، وتزودهم الطاقة المتجددة، وبالتالي تتحول الإجازة إلى أيام مسلية وأوقات ممتعة. ‏? ذكريات جميلة تقول رولا صادق «فصل الصيف يتيح فرصة سفر جميع أفراد الأسرة معاً وبالتالي يقضون أوقات رائعة ويصنعون ذكريات جميلة ترافقهم طول العمر وترسخ لديهم قيمة الأسرة وبأنها الكيان الأقرب لكل إنسان ويستطيع أن يجد فيها ما يحتاجه من علاقات قوية وترابط يمنح الإنسان قوة وصلابة في مواجهة كل أمور الحياة، وهذه العلاقات تزداد بطبيعة الحال وتصير أكثر قوة حين يكون هناك متسع لقضاء أوقات وممارسة أنشطة مشتركة مثل تلك التي تقوم بها غالبية الأسر في الصيف، من الرياضات المختلفة أو القراءة الجماعية أو الخروج إلى أماكن التنزه والأنشطة الترفيهية العائلية». صلة الأرحام يلفت عيسى المسكري، مستشار العلاقات الأسرية، إلى أهمية استثمار العطلة الصيفية في استعادة الاهتمام بصلة الأرحام والتعرف إلى الأهل والأقارب فأكثر أبنائنا اليوم معرفة أسماء أقرب الناس إليهم معدومة، الابن لا يعرف أسماء العم والخال، أو العمة والخالة، فكيف بأبناء العم أو أبناء الخال، وبالتالي يأتي فصل الصيف فرصة لاستعادة قيمة هذه العلاقات وتكريس أهميتها لدى الجميع بما يحمل آثاراً إيجابية على كل أفراد الأسرة ويخرجون من العطلة الصيفية بفوائد عظيمة يبقى أثرها معهم فترات طويلة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©