اعلنت حكومة قرغيزستان امس التعبئة العامة لقوات الاحتياط، ومنحت الضوء الاخضر الى الجيش لاطلاق النار من دون انذار سعيا لانهاء لمواجهة الاضطرابات العرقية بين القرغيز والاوزبك التي استمرت لليوم الثالث على التوالي في الجنوب وسط ارتفاع حصيلتها الى 97 قتيلا و1247 جريحاً، ونزوح الآلاف الى اوزبكستان المجاورة. وارسلت روسيا كتيبة عسكرية لحماية قاعدتها العسكرية. وقال وزير الحالات الطارئة الاوزبكي «لقد تم تسجيل 32 الف نازح على الاقل من دون احصاء الاطفال الذين يقدر عددم بالآلاف».
وقالت وزارة الصحة القرغيزية إنه تم احصاء 97 قتيلا في مناطق أوش وجلال آباد”، مشيرة إلى 1247 جريحا، بينهم 727 قيد المعالجة في المستشفيات.وأكدت الوزارة أن 87 من الضحايا سقطوا في منطقة أوش، حيث اندلعت أعمال العنف ليل الخميس الجمعة و14 آخرين في منطقة جلال آباد المجاورة التي إمتدت اليها المواجهات أمس الأول. وفي هذه الأثناء، قالت وكالة “انترفاكس” الروسية نقلا عن مصدر عسكري أن كتيبة روسية من المظليين وصلت إلى قرغيزستان أمس للمساعدة في حماية المنشآت العسكرية الروسية.
وعبأت قرغيزستان أمس جيشها وسمحت لقواتها باطلاق النار دون انذار مسبق في جنوب هذا البلد الاستراتيجي في آسيا الوسطى، بهدف احتواء اعمال العنف العرقية المتواصلة منذ يوم الجمعة. كما أجيز لقوات الأمن إطلاق النار دون سابق انذار. كما فرضت الحكومة الانتقالية حظرا للتجول طيلة النهار والليل في أوش ثاني مدن البلاد وفي منطقتين مجاورتين لها، بعد أن كان هذا التدبير ساريا خلال الليل فقط.
كذلك قررت الحكومة توسيع حالة الطوارىء لتشمل كل منطقة جلال آباد المجاورة. وأفاد شهود عيان أن الوضع في اوش ما زال بعيدا عن التهدئة وأشاروا إلى حصيلة أكبر بكثير من تلك التي أعلنتها السلطات. وروى أحد سكان اوش طالبا عدم كشف هويته “لا يسمحوا لنا بانتشال الجثث من الشوارع. السلطات تخفي فداحة المأساة والحقيقة. وسط المدينة يخضع لسيطرة مسلحين مسعورين”. وفي جلال آباد صرحت ممثلة وسيط الجمهورية لحقوق الإنسان عليمة امانوفا أن نحو ألفي شخص بعضهم مسلحون تجمعوا في ميدان الخيل في المدينة.
وقالت “في ميدان الخيل هناك أكثر من ألفي شخص بينهم كثيرون من الاستفزازيين. لا أرى أي ممثل للسلطات”.
ودعت منظمة العفو الدولية الحكومة لحماية “جميع المواطنين في قرغيزستان وخصوصا ذوي الأصول الأوزبكية التي تستهدفهم أعمال العنف”. ودعت المنظمة اوزبكستان لفتح حدودها من أجل استقبال آلاف اللاجئين.
ورأت سيفيرين شاباز المسؤولة الثانية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قرغيزستان أن “الأمور تذهب من سيء إلى اسوأ”. أما روسيا التي تملك ايضا قاعدة عسكرية في قرغيزستان، فقد أعلنت السبت إرسال مساعدة انسانية رافضة طلبا قرغيزستان لارسال قوات.
إلى ذلك وجهت منظمة المؤتمر الإسلامي بلسان أمينها العام أكمل الدين إحسان أوغلو دعوة “للعودة إلى الهدوء والوضع الطبيعي في قرغيزستان”. ودعا المجموعات العرقية في قرغيزستان العضو في المنظمة، إلى “ضبط النفس والاستمرار في العيش بسلام في ظل حكم القانون”. وقد بدأت أعمال العنف في اوش ليل الخميس الجمعة إثر مشادات بين أوزبك وقرغيز أدت الى تدهور الوضع. وتعد هذه المواجهات الأكثر عنفا منذ انتفاضة إبريل الماضي التي اسفرت عن سقوط 87 قتيلا وأدت إلى سقوط نظام الرئيس كرمان بك باكيف. وكانت أعمال عنف أدمت في مايو منطقة جلال آباد معقل الرئيس المخلوع.
مقتل باكستاني وخطف 15
إسلام آباد (رويترز) - قال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي أمس إن طالبا باكستانيا قتل ووردت أنباء عن خطف نحو 15 آخرين كرهائن لطلب فدية في مدينة أوش بقرغيزستان.
وقال قرشي «أولويتنا الكبرى هي ضمان سلامة إخواننا الذين تقطعت بهم السبل هناك. نحاول الاتصال بسلطات قرغيزستان.» وأضاف قرشي أن نحو 1200 باكستاني أغلبهم طلبة يعيشون في قرغيزستان رغم أن الكثير منهم عادوا إلى باكستان لقضاء عطلة الصيف.
وتجتذب الجامعات في الدول السوفيتية السابقة الباكستانيين لرخص مصروفاتها في مجال الطب والهندسة. وقال عبيد أنصاري الذي يدرس الطب في أوش إنه فر من المدينة وعاد لباكستان بعد وقت قصير من اندلاع أعمال الشغب. واستطرد «أتلقى رسائل نصية من زملائي وأصدقائي الذين احتموا في مخابئ.. أبلغوني أن 15 شخصا خطفوا».
عدد اليوم
