الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

بالصور..تعرف على «داليا».. ابنة الأربع سنوات التي قرأت أكثر من ألف كتاب

بالصور..تعرف على «داليا».. ابنة الأربع سنوات التي قرأت أكثر من ألف كتاب
19 يناير 2017 03:05
قبل أن تبصر «داليا ماري آريانا» النور، كانت بالفعل تتعلم القراءة وهي لا تزال جنيناً.. هكذا يقول والدا هذه الطفلة المعجزة التي أتمت بالفعل قراءة أكثر من ألف كتاب، وهي في الرابعة من العمر فحسب.   هذا العشق للمطالعة يبدو وراثياً في الأسرة، فوالدتها «حليمة» اعتادت قراءة الكتب لأبنائها الآخرين الأكبر سناً، عندما كانت حبلى بها. وحينما كانت «داليا» رضيعة، كان يتناهى إلى مسامعها أصوات إخوتها هؤلاء، وهم يقرؤون فصولاً مما يحبونه من كتب بصوت عالٍ في منزل الأسرة بمدينة غاينزفيل بولاية جورجيا الأميركية. ولذا لم يكن مفاجئاً أن تستطيع هذه الصغيرة &ndash عندما كان عمرها نحو عام ونصف العام - التعرف على الكلمات التي تقرأها لها أمها. لكن ظمأ الرضيعة لم يكن يرتوي على ما يبدو، فحسبما قالت والدتها في مقابلة مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية؛ كانت «داليا» ترغب منذ هذه السن المبكرة في أن تبدأ القراءة بنفسها، و«كلما زاد عدد المفردات التي تتعلمها، رغبت أكثر في القراءة». وهكذا فقبل أن تُكمل عامها الثالث بشهر واحد، أي في السن التي يدرك فيها غالبية الصغار بالكاد أن النصوص المكتوبة هذه تتضمن معاني ما - كانت «الطفلة المعجزة» قد أتمت قراءة أول كتاب بنفسها. «أمينة» لمكتبة الكونغرس الآن وهي في الرابعة من العمر، يفوق عدد الكتب التي طالعتها «داليا» الألف، كما تمكنت من مطالعة نصوص من تلك المقررة على طلاب المرحلة الجامعية. وبطبيعة الحال، أصيبت «كارلا هيدِن» أمينة مكتبة الكونغرس، وهي المكتبة الأكبر في الولايات المتحدة، بالانبهار إزاء عشق هذه الطفلة للأدب وبراعتها في القراءة حتى قبل بلوغها سن المدرسة. ولذا حلت الصغيرة ضيفةً على المكتبة قبل أيام، إذ سنحت لها الفرصة للتدرب على الاضطلاع بدور «هيدِن»، بعدما اختارتها الأخيرة لتصبح «أمينة مكتبة ليومٍ واحد». وكم كان مثيراً أن تجول الطفلة بعينيها وثوبها الوردي ورباط شعرها الذي يتخذ شكل أنشوطة ويحمل اللون نفسه، وسط الأروقة المتشعبة للمكتبة الأكبر في العالم، بل وأن تجلس على طاولة الاجتماعات التي يلتف حولها كبار المسؤولين، مثلها مثل أي أمينة مكتبة ذات شأن. وبينما كانت تجول في القسم المخصص للأطفال في مكتبة الكونغرس، قرأت «داليا» بعض الكتب أمام «هيدِن»، كما التقت ببعض الموظفين الآخرين في المكتبة. وعندما سألها هؤلاء عما إذا كانت لديها مقترحات أو توصيات، سنحت لها فكرةٌ على الفور مفادها ضرورة وضع ألواح كتابة في الممرات حتى يتسنى للصغار أمثالها التدوين عليها، وهو اقتراحٌ تقول والدة الطفلة إن مسؤولي مكتبة الكونغرس، أشاروا إلى أنهم سيحاولون وضعه موضع التنفيذ. ولم تتردد هيدِن - التي دخلت التاريخ بوصفها أول امرأة تدير المكتبة الأكبر في الولايات المتحدة وأول أميركي من أصل أفريقي يشغل هذا الموقع كذلك &ndash في أن تنشر صور الزيارة على الحساب الرسمي لمكتبة الكونغرس على موقع تويتر. إحدى هذه الصور، أظهرت داليا ومضيفتها، وهما تسيران جنباً إلى جنب على النسق نفسه تقريباً، وقد عقدت كلٌ منهما يديها وراء ظهرها، بينما تنظر الطفلة إلى هيدِن &ndash الأمينة الرابعة عشرة لمكتبة الكونغرس - بعينيّن مفعمتيّن بالتقدير والإعجاب. ومن جهتها، تقول الأم «حليمة» إن طفلتها طالما أبدت إعجابها بتلك المكتبة مُعتبرةً إياها «الأفضل والأفضل والأفضل بالنسبة لها على الإطلاق في العالم بأسره». «هوس بالديناصورات» بالطبع تعد «دودة الكتب» الصغيرة هذه وجهاً مألوفاً في العديد من المكتبات. فقد أشارت وسائل إعلام أميركية محلية إلى أن لـ«داليا» بطاقة مكتبة خاصة بها من الأصل، وأنها تتردد بانتظام على المكتبة العامة في «غاينزفيل». ونُقل عنها في هذا الشأن قولها: «أحب أن استعير الكتب يومياً.. وأريد أن أُعلِمَ الأطفال الآخرين أن يقرأوا في سن مبكرة أيضاً». وعندما كانت الصغيرة في الثالثة من عمرها، استوحت الأم «حليمة» من برنامجٍ يحمل اسم «اقرأ 1000 كتاب قبل الالتحاق بروضة الأطفال»، فكرة إحصاء عدد الكتب التي تطالعها طفلتها. في ذلك الوقت كانت «داليا» قد قرأت على الأرجح ألف كتابٍ أو نحو ذلك ولكن بمساعدة أمها. غير أنه في غضون عام من ذلك تقريباً، أنجزت الطفلة هدف البرنامج، وهو مطالعة الألف كتاب. وتسعى حالياً لأن تزيد العدد إلى نحو 1500 كتاب، قبل أن تلتحق بروضة الأطفال في الخريف المقبل. وتقول أمها إن «داليا» تأمل في أن يكون بوسعها «مساعدة معلماتها (في الروضة) على تعليم الأطفال الآخرين كيف يقرأون». وبالرغم من أن والديها لم يسعيا قط لتحديد المستوى الذي وصلت إليه طفلتهما في القراءة، فإنها قادرةٌ على أن تطالع &ndash من دون مساعدة - كتباً من تلك التي يجلبها أخواها (10 سنوات و12 سنة) معهما إلى المنزل من المدرسة. ولا تلتمس الصغيرة المساعدة سوى عندما تستعصي عليها مفردة معقدة بالنسبة لها، كما تقول والدتها. أما الكاتب المفضل بالنسبة لـ«داليا» فهو «مو ويلمز»، مؤلف سلسلتي «الحمامة» و«الفيل والخنزير الصغير». وتهتم الصغيرة بشكل خاص بالقراءة عن الديناصورات، كما تكشف والدتها، ولذا فبوسعها ذكر حقائق لا حصر لها عن هذه الحيوانات المنقرضة، وهي تحلم بأن يصبح في مقدورها يوماً ما التنقيب عن أحافير الديناصورات، كـ«خبيرة في الحفريات». نعم فهذه الطفلة التي لم يتجاوز عمرها 4 سنوات تدرك معنى مصطلح «خبيرة في الحفريات»! «مباهج الكتب» وفي مسعى لمنحها الفرصة لمواجهة تحدٍ جديد ولإشباع ظمأها للقراءة كذلك، أعطت الأم «حليمة» لصغيرتها «داليا» نصاً مقرراً على طلاب مرحلة التعليم الجامعي في الولايات المتحدة، وهو عبارة عن كلمة سطرّها الكاتب والناقد والعلامة المعروف «ويليام إل. فيليبس» باسم «مباهج الكتب». وهكذا، تمكنت الطفلة من إتقان قراءة هذه الكلمة على نحو جيدٍ للغاية، ونجحت في أن تلفظ مفرداتٍ صعبة وردت فيها مثل «punctiliousness»، والتي تعني «الحرص الشديد على التفاصيل الدقيقة»، وأن تتلو عباراتٍ معقدة مثل «يُبطل التقليد الرسمي المتبع». وقد بلغ نجاحها على هذا الصعيد حداً دفع والدتها إلى نشر تسجيل مصورٍ لها على شبكة الإنترنت، تظهر فيه وهي تقرأ هذه الكلمة. وأشارت الأم إلى أنها سعت من وراء نشر التسجيل إلى تشجيع باقي الآباء والأمهات على تعليم أطفالهم القراءة منذ نعومة أظفارهم. فبرأي «حليمة»، أدى حرصها على أن يعتاد أطفالها مرأى الكتب منذ الصغر، إلى إحداث فارقٍ كبيرٍ بينهم وبين أقرانهم من العمر نفسه. وربما تكون مقدرة الصغيرة الفذة على القراءة وكذلك حصيلة مفرداتها الثرية قد نجمتا جزئياً عن كونها نشأت في منزل يتحدث قاطنوه بلغتين، فوالدها «ميغيل آرانيا» مكسيكي، ويتحدث معها غالباً باللغة الإسبانية. وبالرغم من أن ابنة السنوات الأربع هذه، لم تتمكن بعد من التحدث بهذه اللغة بطلاقة، فإن بمقدورها &ndash كما يقول والداها - فهم معاني العديد من مفرداتها، وتأمل في أن تعمل على تعلم كيفية قراءة نصوص إسبانية. ولا عجب في أن «عاشقة القراءة الصغيرة» تحظى بشهرة واسعة في مسقط رأسها، وقد اختيرت «أمينة ليوم واحد» للمكتبة الموجودة هناك، بل وطُلب منها أن تتلو الخطاب الشهير الذي ألقاه داعية الحقوق المدنية الأمريكي الراحل مارتن لوثر كينغ قبل عقود تحت عنوان «لديّ حلم»، وذلك خلال الاحتفال بيوم ميلاد هذا الرجل، والذي يُخصص له عادةً الاثنين الثالث من شهر يناير من كل عام.        
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©