السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الفيفا» يعلن الحرب على المنشطات من جوهانسبرج

«الفيفا» يعلن الحرب على المنشطات من جوهانسبرج
13 يونيو 2010 23:00
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم عن خطته الجديدة للقضاء على المنشطات في اللعبة مؤكداً أن الشعار سيكون «كأس عالم وكرة قدم خالية من المنشطات»، كما تم الإعلان عن التعاون بين الفيفا والوكالة الدولية لمكافحة المنشطات “الوادا” من أجل تفعيل مبادئ الشراكة بين الطرفين والعمل من أجل هدف واحد وهو القضاء على آفة المنشطات واستئصالها نهائياً من عالم كرة القدم بشكل خاص ومن الرياضة بشكل عام، وبذلك يعلن «الفيفا» حرباً شرسة وغير مسبوقة على المنشطات. وقد شهدت قاعة المؤتمرات في ملعب سوكر سيتي في جوهانسبرج أمس الأول مؤتمراً صحفياً بحضور الدكتور ميشيل هوج رئيس اللجنة الطبية في الفيفا والبروفيسور جيري فوراك عضو اللجنة والدكتور جون فاهي رئيس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات والدكتور ديفيد هومان المدير التنفيذي للوكالة، وتناول المؤتمر شرح التجهيزات الطبية خلال كأس العالم الحالية وخطة الفيفا للتعاون مع الوكالة الدولية بهدف مكافحة المنشطات. وقال ميشيل هوج إن التحضيرات الطبية لكأس العالم بدأت منذ فترة طويلة حيث كانت اللجنة الطبية تقوم بزيارات دورية إلى مدن جنوب أفريقيا للتعرف على البنية التحتية للتجهيزات الطبية في الملاعب وإجراءات فحص المنشطات وأماكن إجرائها، وكذلك التعرف على إمكانيات المستشفيات التي ستعمل خلال البطولة وإمكانية تعاملها مع الحالات الحرجة. وأضاف هوج أنه تم عقد الكثير من ورش العمل والمؤتمرات الطبية مع الأطباء العاملين وتم إطلاعهم على طريقة التعامل مع الحالات المختلفة في كأس العالم كما تم الاجتماع مع أطباء الفرق الـ32 المتأهلة إلى كأس العالم وتعريفهم بالخطة الاستراتيجية الطبية التي تم إعدادها من قبل «الفيفا» وما تم التخطيط له وهو يتعلق بأمور كثيرة مثل المنشطات والتعامل مع المستشفيات والهدف المعلن، والمتمثل في كأس عالم خالية من المنشطات، كما تلقوا الشرح عن الخطة المعدة لفحوصات المنشطات وتم الاستماع إلى ملاحظاتهم، مضيفاً أن الأطباء الـ32 بالإضافة إلى اللجنة الطبية قاموا بالتوقيع على وثيقة يلتزم فيها الجميع بخطة الفيفا المتعلقة بمكافحة المنشطات. وأكد هوج أن عمل اللجنة الطبية يجب أن يكون في منتهى الحذر لأن كأس العالم تتضمن أكثر من 64 مباراة في الملعب، ولكن هناك 600 من موظفي الفيفا يعملون بشكل متواصل وبعضهم متواجد منذ فترة طويلة بالإضافة إلى 15 ألف إعلامي وعشرات الآلاف من المشجعين، مؤكداً أنه يجب الاستعداد للتعامل مع أي حالة طارئة. واختتم هوج حديثه بالقول إنه بعد كل الزيارات التي قامت بها اللجنة تستطيع القول إن مستوى الخدمات الطبية في جنوب أفريقيا هي على أعلى المستويات وبإمكانها التعامل مع أي حالة في جميع المواقع، وإنه تم إصدار دليل طبي يتضمن جميع المعلومات المطلوبة حول الخدمات الطبية المتوفرة في البطولة. بعد ذلك، تسلم البروفيسور فوراك دفة الحديث حول إجراءات الفيفا لمراقبة المنشطات خلال البطولة، حيث قال إنها تنقسم إلى جزءين، الأول خارج البطولة حيث تم إجراء زيارات مفاجئة لجميع الفرق وتم أخذ عينات عشوائية من البول والدم من ثمانية لاعبين في كل فريق وهو ما يصل مجموعه إلى 256 عينة من كل الفرق، كما تم إجراء 250 فحصاً عن طريق مؤسسات فحص المنشطات الوطنية وهو ما يصل بعدد العينات التي تم فحصها إلى 512 عينة. وتحدث فوراك عن الجزء الثاني وهو فحص المنشطات أثناء المباريات حيث سيتم فحص أربعة لاعبين في كل مباراة بواقع لاعبين من كل فريق وسيتم الاختيار بالقرعة، وأضاف فوراك أن اللجنة قامت بإجراء فحوصات المنشطات على 18 فريقاً أثناء معسكراتها في أوروبا و13 فريقاً بعد وصولها إلى جنوب أفريقيا معلناً أن جميع العينات التي تم فحصها كانت نتائجها سلبية. بعد ذلك، تم عرض فيلم أعدته اللجنة الطبية في الفيفا شارك فيه عدد من نجوم اللعبة، حيث وجهوا رسالة إلى مجتمع كرة القدم بالتكاتف من أجل مكافحة المنشطات. وتحدث الدكتور جون فاهي رئيس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات عن التعاون بين الوكالة والفيفا معرباً عن اعتزازه بالوعي الهائل لدى المنظمة التي تدير اللعبة الشعبية الأولى على مستوى العالم معتبراً أنها رسالة للعالم وللشباب الصغار من أجل الإدراك بمخاطر المنشطات. الموت المفاجئ وقامت اللجنة الطبية في الفيفا بإجراء فحوصات طبية شاملة على جميع اللاعبين المشاركين في البطولة من أجل الوصول إلى الحالة الطبية لكل لاعب على حدة في محاولة لتفادي حالات الموت المفاجئ التي حدثت مؤخراً بسبب عدم سير الفحوصات الطبية بشكل دوري، وتقوم اللجنة في الفترة الحالية بدراسات بهذا الخصوص كما تم الاتفاق مع أطباء الفرق الـ32 المشاركة في البطولة من أجل تقديم تقارير طبية يومية عن حالة اللاعبين الصحية وستكون هذه التقارير ضمن الدراسة التي تعدها اللجنة. إحصائية وقدمت اللجنة الطبية في الفيفا إحصائية تم إعدادها بخصوص حالات فحص المنشطات التي تم إجراؤها على مدار الأعوام السابقة، وعلى الرغم من أن عمل اللجنة قد بدأ في عام 1972، إلا أن الإحصائية تبدأ منذ عام 2004 حيث تم إجراء الاختبارات على 22 ألف حالة وفي عام 2008 وصل عدد الاختبارات إلى 33 ألف اختبار وفي العام الماضي ارتفع العدد إلى 40 ألف اختبار، ويتم الكشف سنوياً على عدد من 70 إلى 90 حالة إيجابية يتعلق معظمها بتعاطي المخدرات، كما أنه منذ كأس العالم 1994 وحتى البطولة الحالية فقد تم إجراء 7000 اختبار وكانت جميع النتائج سلبية. مارادونا المذنب الأخير وأكد الدكتور هوج أن ما تقوم به اللجنة الطبية في هذه البطولة هو نفسه الذي تقوم به في كل البطولات السابقة وهو ما أدى إلى التزام الجميع، وقال: كانت آخر حالة لتعاطي المنشطات في كأس العالم 1994 وهي التي تعرفونها جميعاً دون أن يكمل، وهو لم يكن يحتاج لأن يكمل فهي فعلاً الحالة المعروفة ولعلها الأشهر في تاريخ كرة القدم عندما كان المذنب هو اللاعب الأرجنتيني السابق والمدرب الحالي لمنتخب التانجو الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا، الذي عاد من جديد إلى المونديال ولكن كمدرب هذه المرة. مسك ختام المؤتمر كان سؤال وجهه أحد الصحفيين في منتهى البراءة لرئيس اللجنة الطبية يقول فيه: بعد كل الإحصائيات التي عرضتموها وبعد كل الأرقام التي تعبتم كثيراً في إعدادها من المفاجئ ألا تكون هناك حالة تعاطي منشطات واحدة في كأس العالم منذ عام 1994، فهل أصبح لاعبو كرة القدم شرفاء إلى هذا الحد في الوقت الذي يتم فيه الكشف عن حالات كثيرة في رياضات أخرى. هذه القضية التي توقف عندها الجميع مشدوهين وحائرين، كانت إجابتها في منتهى الصعوبة، فكان الرد من البروفيسور فوراك حيث قال إنه يسأل نفسه هذا السؤال أيضاً فلماذا لم يتم الكشف عن حالات لتعاطي المنشطات منذ ذلك العام؟، ثم أضاف أنه يضع ثلاث أجوبة لهذا السؤال وأولاها أن الفيفا تقوم منذ زمن طويل بإجراء أكبر عدد من الفحوصات على مستوى العالم وهو ما يجعل اللاعبين يدركون أن هناك احتمالاً كبيراً لفحصهم، وثانيها أن كرة القدم لعبة جماعية ومعظم اللاعبين يعملون تحت مراقبة طبية من اتحاداتهم الأهلية وأنديتهم وهم مراقبون من أطباء مهرة يعرفون ما يعملون. وأضاف أنه يعلم أن هناك حالات استثنائية ولكنه تدارك قائلاً: ولكن خلال السنوات العشر الأخيرة لم تكن موجودة، وأنه إذا كانت هناك أندية تقدم مواد منشطة للاعبيها فمن السهل اكتشافها لأن اللاعبين ينتقلون من ناد إلى آخر مرات عدة. أما الجواب الثالث فهو يتعلق بكرة القدم كلعبة لا يحتاج فيها اللاعب للمنشطات بشكل أساسي لأنها تعتمد بشكل أقل على المجهود البدني، وهي لعبة تعتمد على التكتيك واستراتيجية المدربين، واختتم حديثه قائلاً: لا توجد منشطات في كرة القدم ولكن لا توجد ثقافة المنشطات. سر الكرة المختلفة جوهانسبرج (الاتحاد) - كانت الكرة المعروضة في المؤتمر مختلفة عن الكرة الرسمية لكأس العالم وهي “جابولاني” وكانت هذه الكرة معرض تساؤل الجميع وكشف البروفيسور فوراك السر عندما رفع الكرة التي تم تجهيزها خصيصاً من أجل حملة مكافحة المنشطات وقام لاعبو منتخب جنوب أفريقيا الـ23 بالتوقيع عليها، كما وقع عليها السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يوم المباراة الافتتاحية بالإضافة الى رئيس الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات. ولم تكن هذه الكرة من أجل توثيق الحملة ولكن من أجل تعزيز الشراكة مع الوكالة وقامت اللجنة الطبية بإهداء الكرة إلى رئيس الوكالة الدولية الذي وعد بوضعها في المختبر الرئيسي للوكالة في مونتريال بمكان مميز. معلومة أقلقت المكسيكيين جوهانسبرج (الاتحاد) - المعلومة التي أوردها البروفيسور فوراك في إحصائيته التي أعدها حول أن آخر حالة إيجابية تم اكتشافها كانت في كأس القارات 2005 التي أقيمت في ألمانيا وتورط فيها لاعبون من المكسيك، أثارت قلق الصحفيين المكسيكيين خلال المؤتمر وكلما قام أحدهم بتوجيه السؤال كان يتحدث حول إذا ما كان الفيفا سيقوم بالتشديد على المنتخب المكسيكي ومع تكرار الأمر أكثر من مرة قال الدكتور هوج إنه لا يتحدث عن المكسيك وإنه نادم على ذكر المعلومة وأكد أن لديه الكثير من الأصدقاء في المكسيك متمنياً من الصحفيين ألا يأخذوا الكلام الذي قاله وكأنه ترصد بالمنتخب المكسيكي. الأعشاب الأفريقية جوهانسبرج (الاتحاد) - في ورشة العمل التي أقامتها اللجنة الطبية في فبراير الماضي في جوهانسبرج وحضرها أطباء الفرق المشاركة في المونديال تطرق أحد الأطباء الأفارقة لقضية الأعشاب الطبية والتي يتداولها بعض اللاعبين الأفارقة كنوع من العلاج الشعبي وعما إذا كانت قد تكون تحتوي على بعض المكونات المحظورة. وقال الدكتور هوج إجابة عن سؤال بهذا الخصوص إن هناك 32 طبيباً قاموا بالتوقيع على وثيقة لمكافحة المنشطات، والذين وقعوا على الوثيقة هم أطباء محترفون يعلمون ما يجب عليهم عمله وليس من العقل أن يجعلوا لاعبيهم يتناولون أعشاباً لا يعرفون ما هي. بالصوت والصورة جوهانسبرج (الاتحاد) - شرح البروفيسور فوراك الطريقة التي تقوم من خلالها لجنة مراقبة المنشطات بعملها بعرض شريط تم تصويره خلال هذه العملية من أجل إظهار الشفافية في عمل اللجنة حيث تقوم اللجنة بزيارة مفاجئة للفندق الذي يقيم فيه المنتخب ويتم الاتجاه إلى غرفة طبيب الفريق وإيقاظه من النوم ومن ثم يتم النظر في مواعيد استيقاظ اللاعبين فيقوم بعض العاملين في اللجنة بإيقاظهم، واختيار ثمانية لاعبين بشكل عشوائي، ويتم أخذ عينة من البول وسحب الدم من اللاعب وتوضع في علب مغلقة لا يمكن فتحها سوى بكسرها ومن ثم إرسالها إلى المختبر. وقال فوراك إن الشريط تم تصويره من أجل الشفافية ولتأكيد أن اللجنة لا تخفي شيئاً، مؤكداً أن اللاعبين رحبوا بذلك كما قال إنه لم يتم تصوير سحب الدم من اللاعبين لأن الناس لا يحبون مشاهدة هذا المشهد.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©