الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة تكنولوجيا المعلومات تتعافى من الأزمة العالمية

صناعة تكنولوجيا المعلومات تتعافى من الأزمة العالمية
31 أكتوبر 2009 01:11
أخذت كافة الدلائل تشير إلى أن العديد من الاقتصادات الرئيسية في العالم أصبحت تشق طريقها بكفاءة وفعالية نحو فصل الشتاء المقبل، إلا أن طلبيات الشراء من شركات التكنولوجيا استمرت تشهد الازدهار بطريقة أشبه بالورود التي تتفتح بعيد هطول الأمطار في فصل الربيع. فالعمالقة من شركات التكنولوجيا مثل إنتل وانترناشونال بيزنيس ماشينز (اي بي ام) وجوجل حققت جميعها نتائج أفضل من المتوقع في نتائجها المالية في الأسبوع الماضي بينما أعرب التنفيذيون في هذه الشركات عن كامل ثقتهم بأن الصناعة قد تجاوزت الأسوأ، كما أن كامل الانتعاش أصبح على بعد خطوات قليلة. وبالإضافة لذلك فقد أضحى التفاؤل سائداً في أوساط كبار التنفيذيين في شركات مثل دل وجيسكو للأنظمة مؤخراً، وكما يقول إيريك شميدت الرئيس التنفيذي لشركة جوجل “لقد أصبح من الواضح أننا تركنا الركود خلفنا ولدينا ثقة كاملة تجعلنا أكثر تفاؤلاً بشأن المستقبل”. وإلى ذلك فإن أكثر الأسواق قوة ونشاطاً بالنسبة لمزودي التكنولوجيا باتت تتركز في الدول النامية مثل الصين والهند، والبرازيل، أما في الولايات المتحدة الأميركية فإن معظم الإنفاق على التكنولوجيا بات يأتي من جموع المستهلكين، خاصة من أولئك الذين يشترون أجهزة الكمبيوتر الشخصية وهواتف الموبايل الذكية. وكما يقول ايدوارد يارديني الاقتصادي واستراتيجي الاستثمارات “إننا نشهد انتعاشاً تقوده صناعة التكنولوجيا كما أن هذا التحسن الكبير الذي أصبحت تتمتع به شركات التكنولوجيا بات يعني أن الانتعاش أصبحت لديه أرجل يتمشى عليها”. الازدهار التكنولوجي ولكن الأمر أضحى يتوقف فيما يبدو على الكيفية التي يمكن من خلالها أن ينتشر ويتمدد هذا الازدهار التكنولوجي في داخل نسيج الاقتصاد الكلي، ومن المعلوم أن أجهزة الكمبيوتر وسائر أنواع برامج المعلومات أصبحت تبني لنفسها مواقع شديدة الأهمية في داخل الاقتصاد المعاصر بمثل ما تشكله المعادن الأساسية مثل الفحم والحديد الخام بالنسبة للصناعة. وفي الإجمالي فإن منتجات التكنولوجيا أصبحت الآن تساهم بحوالي نصف إنفاق الشركات والمؤسسات على سائر أنواع الأجهزة والمعدات. فالرقائق وأجهزة التشفير الصغيرة الحجم أصبحت تدخل بازدياد في تشغيل سلع المستهلك التكنولوجية مثل أجهزة الكمبيوتر الشخصية وأجهزة آي فون بينما أضحت أجهزة الكمبيوتر الكبيرة الحجم في مراكز البيانات تشغل البريد الإلكتروني والتجارة الإلكترونية بالإضافة إلى الانترنت. لذا لم يكن من المستغرب أن يشير بول أوتيلليني الرئيس التنفيذي لشركة انتل أكبر شركة مصنعة لأشباه الموصلات في العالم أجمع في الأسبوع الماضي إلى أن شركته استطاعت أن تؤدي بقوة في الربع الثالث من العام، ومضى يقول: “لقد برهن الكمبيوتر على أنه شديد الأهمية في حياة الأشخاص مما يؤكد على ضرورة المضي قدماً في عمليات الابتكار والاختراع التكنولوجي من أجل استعادة الانتعاش الاقتصادي. رقائق الكمبيوتر إلى ذلك فقد أصبحت رقائق الكمبيوتر مثل تلك التي تنتجها شركة انتل أحد الركائز الرئيسية التي تستخدم في السلع التكنولوجية، كما أن الإنفاق على هذه الشرائح بات من المتوقع أن يزداد بنسبة 47 في المئة في النصف الثاني من هذا العام وفقاً لإحصائيات شركة جارتز للبحوث. برامج المعلومات ويتوقع جون شامبرز الرئيس التنفيذي لشركة جيسكو أن الاستثمارات في برامج المعلومات والانترنت والأجهزة سوف تعمل على إحداث زيادة مقدرة في الإنتاجية. واستطرد يقول “أعتقد أننا سوف نشهد فترة أشبه بتلك التي امتدت من عام 1997 وحتى عام 2004 حيث شهدنا عقداً كاملاً في الزيادة في الإنتاجية” ومن المفهوم أيضاً أن ارتفاع الثقة والزيادة في الاستثمارات عادة ما تترجم في نهاية المطاف في الاتجاه على توظيف واستخدام الأفراد. وفيما يبدو فإن هذا الاتجاه قد بدأ لتوه حيث شرعت شركة جوجل على سبيل المثال في توظيف الأشخاص مجدداً في أغسطس المنصرم كنتيجة للازدهار الذي شهدته الشركة في أعمال البحوث وفي الأعمال التجارية للإعلانات في الإنترنت. بل إن المدير التنفيذي للشركة ذكر مؤخراً بأنها أصبحت تتطلع لعمليات الاستحواذ والشراء، وكذلك فإن شركة انفوسيز تيكنولوجيز الهندية العاملة في مجال خدمات التكنولوجيا والتعهيد أصبحت تخطط لتوظيف 1000 مستخدم وعامل في الولايات المتحدة في العام المقبل في ظل استراتيجيتها التي تهدف للتوسع في السوق الأميركي، وحتى الآن فإن الانتشار المتسارع الوتيرة لأعمال المحاسبية والكمبيوتر في كافة أنحاء الصناعة والمجتمع باتت تعني أن اتجاه النمو المتصاعد في قطاع التكنولوجيا أصبح أشبه بالمرآة لحركة موتور الاقتصاد. إذ يقول ستيفن مينتون المحلل في مجموعة آي دي سي للبحوث “لقد أَصبح قطاع التكنولوجيا يعكس الطريقة التي سوف يؤدي بها الاقتصاد في وقت قريب”. عن “انترناشونال هيرالد تريبيون”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©