تراجع الطلب على التسجيل في رحلات الحج للموسم الحالي بنسبة تصل إلى نحو 50% ، مقارنة بالعام الماضي رغم انخفاض الأسعار، بحسب مسؤولين في حملات حج بأبوظبي.
وقال هؤلاء لـ “الاتحاد” إنهم اضطروا لخفض الأسعار بنسبة وصلت في بعض الرحلات إلى 30% في محاولة لجذب حجاج. وقال ناصر النعيمي رئيس شركة ناصر للسفريات والحج والعمرة “حجم الطلب حالياً لا يشكل نصف الإقبال العام الماضي”. ولفت النعيمي إلى أن كلفة الحج انخفضت، إذ أن الحج السريع بات يكلف أقل من 30 ألف درهم هذا العام، مقارنة بنحو 35 ألفا العام الماضي. وقال إن بعض الشركات خفضت أسعار الحج السريع لتتراوح بين 18 إلى 22 ألف درهم في محاولة منها لتعويض تراجع الطلب.
وأدى تراجع الطلب إلى إلغاء أغلب الشركات لحملات الحج البري، واتجهت أخرى لقبول دفع تكاليف الحج بالتقسيط.
وأرجع مسؤولو حملات الحج تراجع الطلب إلى المخاوف من مرض انفلونزا الخنازير، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي أثرت على السيولة لدى الكثرين، مؤكدين أنه رغم تراجع الأسعار مقارنة بالعام الماضي، إلا أنه يظل تراجعاً محدوداً، حيث ما تزال الأسعار مرتفعة مقارنة بتكاليف الحج قبل 3 سنوات. وأضاف أن طول الإجازة الصيفية أثر من ناحية أخرى على موسم الحج، موضحاً أن تأخر بدء الدراسة لبعد رمضان، شجع الكثيرين على السفر للخارج، مما أدى لتأخر الحجز برحلات الحج، وتراجع الطلب نتيجة زيادة مصروفات الأسر في هذه الرحلات السياحية.
وأضاف أن تكلفة الحج الشامل الذي يضم زيارة مكة والمدينة تراجع إلى نحو 35 ألف درهم، مقارنة بأكثر من 40 ألفا العام الماضي.
وتمتد حملة “الحج الشامل” لنحو 13 يوماً وتشمل زيارة مكة والمدينة، في حين تصل مدة رحلة”الحج السريع” إلى 7 أيام فقط، وتقتصر على زيارة مكة فقط.
حج البدل
وأوضح النعيمي أن تكلفة حج البدل تتراوح من 2500 إلى 4500 درهم، والحج البدل هو الذي يقوم فيه أحد الإداريين بالحملة بأداء الفريضة نيابة عن شخص آخر”. وأرجع السبب في تراجع التكلفة إلى انخفاض أسعار الفنادق بمكة والمدينة، إضافة إلى تراجع أسعار الطيران سواء على رحلات الطيران السعودي أو طيران الإمارات.
كما تراجع سعر تأجير الخيام التي تضم 8 أشخاص في “منى” إلى 24 ألف درهم، مقابل 35 إلى 38 ألف العام الماضي، بحسب النعيمي.
وأكد النعيمي أن تراجع الطلب دفع بعض الحملات للموافقة على طلبات الحج بالتقسيط، عبر سداد نصف التكلفة قبل السفر والنسبة المتبقية تسدد على أقساط سنوية.
وأشار إلى اتجاه بعض الحملات للاتفاق على الدمج، بحيث يتم دمج نحو 4 حملات لتنظيم حملات مشتركة، إلا أنه استدرك بالقول أن الاندماج غالباً ما يتعثر في ظل اختلاف سياسة الشركات.
وبين أن خسائر شركات الحج هذا العام كبيرة، مشيراً إلى أن الشركات لا تعتمد كثيراً على أرباح الحج، حيث يتم التركيز على رحلات العمرة والتي تمتد طوال العام، ودون التزام بأعداد محددة.
من جانبه، أشار سيد رسلان مدير المبيعات بحملة “الشاعر للحج والعمرة” إلى إضطرار شركته لخفض سعر رحلة “الحج الشامل” من 38 ألف درهم إلى 35 ألفا، موضحاً أن الشركة قد تضطر إلى خفض السعر مرة أخرى في حالة استمرار تراجع الطلب.
وقال إن تكلفة نفس الرحلة بالشركة العام الماضي كانت تتراوح من 42 إلى 45 ألف درهم للفرد.
انفلونزا الخنازير
وأرجع رسلان تراجع الطلب بنسبة تزيد عن 50% إلى أزمة “انفلونزا الخنازير” التي أصابت الكثيرين بالخوف دون مبرر، موضحاً أن انتشار الشائعات والمبالغات حول المرض أصابت الجميع بالرعب.
وأضاف أن الأسعار لها دور أيضا في تراجع الطلب، موضحا أنه رغم تراجع أسعار الحج هذا العام مقارنة بالعام الماضي، إلا أن التكلفة لاتزال مرتفعة مقارنة بالأسعار قبل نحو 3 سنوات.
وأكد رسلان أنه رغم اتجاه كثير من الفنادق لخفض أسعارها، وبالتالي اتجاه أصحاب الحملات لخفض الأسعار، إلا أن الإقبال لا يزال ضعيفا، رغم أن المدة المتبقية تقل عن شهر لبدء موسم الحج.
وأوضح أن انخفاض الطلب دفع أغلب الشركات للتركيز على رحلات الحج الشامل فقط، ليتراجع حجم رحلات الحج السريع أو الحج بالالتحاق “أي سفر الحجاج على نفقتهم ثم التحاقهم بالحملات في مكة أو المدينة”.
حج بري
وأشار رسلان إلى إلغاء أغلب الشركات لرحلات “الحج البري” في ظل تراجع أعداد الحجاج، لافتا إلى وجود 3 حملات برية فقط في أبوظبي.
وقال إن الشركات اضطرت لإلغاء الرحلات البرية، حيث تتردد أي شركة في حجز حافلة تستوعب 50 راكباً، في حين لا يزيد عدد حجاج الشركة عن 10 أو 15 حاجاً، وهو ما يدفع الجميع لتفضيل الحملات الجوية.
وذكر رسلان أن الحج المميز “في أي بي” تزيد تكلفته أحيانا عن 90 ألف درهم، حيث يضم حجز جناح خاص وتوفير طيران وسيارة خاصة، وخيمة خاصة في “منى” وبوفيهات مميزة، وغير ذلك من الخدمات العديدة.
عدد اليوم
