الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الطنجية» .. أكلة تقليدية مراكشية لا يعدها إلا الرجال

«الطنجية» .. أكلة تقليدية مراكشية لا يعدها إلا الرجال
21 ابريل 2014 20:38
سكينة اصنيب (الرباط) رغم أن المطبخ عالم خاص بالمرأة، خاصة المطبخ المغربي الذي لا يزال يحتفظ بعراقته وأصالته، فان أكلة “الطنجية” لا يعدها سوى الرجال، وهو عرف متوارث في المطبخ المغربي التقليدي الذي خص الرجال من دون النساء بأعداد هذه الأكلة العريقة، التي تشتهر بها مدينة مراكش السياحية، فأكلة “الطنجية” لا تذكر إلا بإضافة المراكشية إليها، دلالة على أنه طبق تختص به مدينة مراكش من دون غيرها. تقليد متبع تعتبر “طنجية” الأكلة الوحيدة، التي يشرف على إعدادها وطبخها الرجال، ويعود السبب في ذلك إلى طريقة إعداد هذه الوجبة، وطهيها في رماد الفرن الشعبي، حيث كان الرجال العالمون في الفرن يتخصصون بإعدادها بناء على طلب الأسر. واليوم لا يزال هذا التقليد متبعاً، حيث تتخصص بعض الأفران الشعبية في إعداد الطنجية، بينما تحاول بعض ربات البيوت إعداد نسخة هجينة منها، لكنها لا ترقى إلى تلك التي يعدها الرجال في الفرن التقليدي. وتأتي “الطنجية” على رأس قائمة الأكلات المطلوبة في مراكش المدينة، التي يزورها سنوياً نحو ثلث سياح المغرب، ولعل هذا هو العامل الذي ساهم في شهرة هذه الأكلة لتصبح من بين الأطباق المغربية الأشهر عالمياً. ولا تزال تقاليد المطبخ المغربي تربط تحضير “الطنجية” العريقة بوجود طهاة رجال، وليست هذه هي الميزة الوحيدة لوجبة “الطنجية”، بل إن لها عدة مميزات في طبيعة تهيئتها وطقوسها فهي لا تطهى على نار مشتعلة، بل تطهى على دفء الرماد بعد اشتعال النار وخمودها، وكان المغاربة يحرصون على طهيها في فرن شعبي بعد الانتهاء من إعداد الخبز، وهكذا يتم تقديمها ساخنة ومحتفظة بحرارة الفرن. ويساعد الوعاء الذي تطهى فيه الطنجية على بقائها محتفظة بحرارة الفرن لفترة طويلة، حيث يتم إعدادها في صحن من الفخار له شكل مخروطي أقرب إلى شكل الجرة، ويدل اسمها “الطنجية” على الوعاء الذي تتهيأ فيه، وهو إناء فخاري مصنوع من الطين المنتفخ. ومن الطقوس التقليدية المتوارثة في أكلة “الطنجية” أن يتم إعدادها لمناسبة خاصة إكراماً للضيف أو احتفاء بتجمع العائلة، وتقدم في صحن كبير، حيث يتم إفراغ المحتوى الذي تم طبخه في إناء الفخار في صحن التقديم، وبعد أن تتحلق الجماعة حوله تؤكل باليد زيادة في التذوق. مذاق خاص يقول الطباخ عمر السلاوي إن “الطنجية” أكلة مراكشية عريقة ذات مذاق خاص، وهي من بين الأكلات الفريدة، التي تميز المطبخ المغربي، ويتم إعدادها بوصفة دقيقـة يتم فيها خلط لحم الخروف أو العجــل بالبــهارات وتطهى في إناء الفخار ثم تطمـر تحت الرماد الساخن. ويضيف “رغم أن الأطباق التقليدية تأثرت كثيراً بتطور المجتمع إلا أن “الطنجية” ظلت محتفظة بميزتها فكل من زار مراكش دون أن يتذوق الطنجية فكأنه لم يزرها”، مشيرا إلى أن هذه الأكلة حسب التراث المغربي أكلة يعدها الرجال ليأكلها الرجال. ويوضح السلاوي “كانت مدينة مراكش المركز الصناعي للمغرب وتضم اغلب المعامل التقليدية المغربية، ويعيش فيها حرفيون وصناع هاجروا إليها من مدن وقرى عديدة من دون أن يصطحبوا زوجاتهم، فابتكر الحرفيون اليدويون هذه الأكلة السريعة لأنها لا تشغلهم عن أوقات الدوام ولا تتطلب الكثير من الوقت للتحضير”. وعن طريقة تحضيرها يقول الطباخ السلاوي “يوضع اللحم في قدر الطنجية ويضاف إليه السمن البلدي والبهارات والبصل والثوم وقطرات من الليمون والقليل من الماء، ثم تخلط هذه العناصر جيداً، ويغــطى قدر الطنجية بورق سميك بإحكام، ويأخذ الى الفرن التقليدي الذي يتولى طهي الطنجية تحت الرماد”. الطنجية الأكبر تم إعداد أكبر طنجية في مدينة مراكش عام 2009 في ساحة جامع الفنا الشهيرة، بلغ طولها مترين، وتم طهيها بواسطة لحم عجلين يبلغ وزنهما نحو 400 كلج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©