الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

التطاول على صحيح البخاري دعاوى خبيثة

التطاول على صحيح البخاري دعاوى خبيثة
9 ابريل 2015 22:45
أحمد مراد (القاهرة) أدان علماء من الأزهر حملات التطاول على «صحيح البخاري» وغيره من كتب السُنة النبوية، والتشكيك في صحة الأحاديث التي وردت فيها، مؤكدين أن هذه الحملات مقصودة ومدبرة لإحداث بلبلة وفتنة وارتباك في صفوف المسلمين، ولا سيما أن الكثير من الأحاديث النبوية الواردة في هذه الكتب تحدد وتحكم العديد من القضايا التي تمس حياة المسلم. حملات التطاول تصف الباحثة الإسلامية الدكتورة خديجة النبراوي - صاحبة أول موسوعة لأصول الفكر الاقتصادي والاجتماعي والسياسي في الإسلام، والمتخصصة في شؤون السُنة النبوية - حملات التطاول والتشكيك في «صحيح البخاري» وغيره من كتب السُنة النبوية بأنها دعاوى خبيثة ومدبرة، ويهدف الذين يروجون هذه الدعاوى الخبيثة من وراء هذه الحملات الطعن في صحة السُنة النبوية نفسها، ومن هنا كان من الضروري التصدي لهذه الحملات بالحجة والبرهان، وتوعية المسلمين بأهمية الكتب التي وضعها كبار الأئمة في السُنة النبوية، والتي جمعوا فيها أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بذل هؤلاء الأئمة مجهوداً جباراً في جمع الأحاديث من مصادرها الصحيحة والتأكد من سلامتها وسلامة سندها ومتنها، وقد أفنى هؤلاء الأئمة أعمارهم في? ?طلب الحديث وجمعه وتوثيقه وتيسيره للناس. حسن النية وفي السياق ذاته، يقول الدكتور القصبي زلط - نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق: لو أننا فرضنا حسن النية فيمن يشكك في صحة «صحيح البخاري» وغيره من كتب السُنة، فإننا نؤكد أن ما يتفوه به هؤلاء نابع عن جهل وعدم معرفة بكيف كانت كتب السُنة تُجمع وتوثق، فكان أئمة السُنة يتحرون صحة كل حديث، ويقطعون مئات الأميال للتأكد من صحته، ولو كانت هناك نسبة ضئيلة تضعف من إثبات صحة الحديث فكانوا لا يقبلوه، وقد وضع الأئمة قواعد علمية دقيقة لقبول الحديث سنداً ومتناً، ومن ثم يجب على من يشككون في صحة كتب السُنة أن يرجعوا إلى كتب التراث التي توضح كيف جمعت السُنة النبوية، ومدى الجهد المبذول في تأليفها وتصنيفها. دور الأئمة ويشير نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق إلى أن هناك فارقاً كبيراً بين من يشكك في صحة الأحاديث النبوية الواردة في صحيح البخاري وغيره من كتب السُنة، وبين من يوجه نقداً لبعض الأحاديث لوجود قصور ما سواء في? ?السند أو المتن، ? ?فالتشكيك مرفوض رفضاً تاماً، بينما النقد مقبول ومتاح، ولكن هذا النقد يجب ألا يمنعنا من أن نثني على دور الأئمة وجهودهم في جمع هذه الأحاديث، ?وعلينا أن نقر بفضلهم ونشكر جهدهم ونثمن عملهم وندعو لهم. لا علم ولا ثقافة ويؤكد الدكتور أحمد عمر هاشم - أستاذ الحديث، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وعضو هيئة كبار العلماء - أن حملات التطاول على صحيح البخاري وغيره من كتب السُنة النبوية حملات مغرضة لا تستند على أي منهج علمي مقبول، ومن يقفون وراء هذه الحملات لا علم لهم ولا ثقافة، ويجهلون أبسط القواعد العلمية في النقد العلمي، ويكتفون فقط بألفاظ وعبارات «رنانة» لجذب العامة، ويكفي أن نشير إلى أن هؤلاء قرأوا عدداً من الأحاديث ولم يستوعبوها لأنهم لم يقرأوا شرحها في كتب الشروح، ولم يسألوا عنها العلماء المتخصصين في السُنة النبوية، ومن هنا كان حكمهم على الأحاديث نابعاً من أهوائهم وليس عن منهج علمي حقيقي. فهم واستيعاب وأوضح أن الحكم على صحة الأحاديث لا يعتمد على فهم من يتلقاها، إنما عبر قواعددقيقة، مشيراً إلى أن الإمام البخاري والإمام مسلم والإمام أبو داود وغيرهم لم يقولوا إن كل ما جمعوه صحيح قطعي? ?الثبوت، ?لكنهم اجتهدوا?، وقدموا لنا عملاً عظيماً، وعلينا جميعاً أن نقدر جهدهم، ولا نبخس عطاءهم ولكن الكمال لله عز وجل، ?وعمل ابن آدم مهما كان? ?غير كامل، ?لذلك فقد استدرك عدد من الحفاظ المعاصرين للبخاري? ?ومسلم ومن تلاهم من الأئمة والفقهاء والمحدثين على الصحيحين وغيرهما من الصحاح وانتقدوا عدداً من الأحاديث لوجود علل في? ?المتن خفيت على الإمامين، ?مثل أن? ?يكون الحديث مخالفاً للنص القرآني? ?أو حادثة تاريخية أو قاعدة علمية أو معارضاً بحديث أصح أو بديهة عقلية، ?وقد كان انتقاد الأئمة واستدراكهم على البخاري? ?ومسلم أمراً عادياً طبيعياً، ولكن وجود بعض الأحاديث المنتقدة في? ?الصحيحين لا? ?يعني? ?ولا? ?يسوغ ?بأي حال من الأحوال ?التشكيك في? ?صحتهما.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©