السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو حنيفة النعمان.. صاحب أول مذهب فقهي

9 ابريل 2015 22:45
القاهرة (الاتحاد) إمام أهل السنة والجماعة، وأول من وضع مذهبا فقهياً متكاملاً، جاهر بالحق، وناصر العدل، وقاوم الباطل، وحارب الظلم، يعده المؤرخون من متأخري جيل التابعين. هو الإمام أبو حنيفة بن النعمان بن ثابت بن زوطي، المولود في مدينة الكوفة في العراق سنة 80 هجرية، وكان أبوه يعمل في تجارة الأقمشة، وقد لازمه لسنوات طويلة، وتعلم منه أصول التعامل مع البائعين والمشترين، ولم يشغله عمله في التجارة عن طلب العلم والتفقه في شؤون الدين، حيث لازم إمام عصره حماد بن أبي سليمان، وتعلم على يديه الفقه ومختلف العلوم، واستمر ملازماً لشيخه حماد إلى أن مات، وقد بدأ تلقى العلم عنه وهو في الثانية والعشرين من عمره. مسائل وفي هذا الشأن يقول الإمام أبو حنيفة: بعد أن صحبت حماداً ثماني عشرة سنة نازعتني نفسي لطلب الرياسة، فأردت أن أعتزله وأجلس في حلقة لنفسي، فخرجت يوما بالعشي وعزمي أن أفعل، فلما دخلت المسجد رأيته ولم تطب نفسي أن أعتزله فجئت فجلست معه، فجاء في تلك الليلة نعي قرابة له قد مات بالبصرة، وترك مالا وليس له وارث غيره، فأمرني أن أجلس مكانه، فما هو إلا أن خرج حتى وردت على مسائل لم أسمعها منه، فكنت أجيب وأكتب جوابي، ثم قدم، فعرضت عليه المسائل وكانت نحوا من ستين مسألة، فوافقني بأربعين وخالفني في عشرين، فآليت على نفسي ألا أفارقه. التأمل في الأحكام اختلف الإمام أبو حنيفة النعمان عن علماء عصره في العديد من الأمور، حيث اهتم بالفقه الفرضي بخلاف معظم علماء عصره الذين كانوا يقولون نحن مضطرون أن نعلم حكم الله في أمر حصل أما إذا لم يقع لا نحمل أنفسنا هذه المؤونة، ولكن أبا حنيفة كان على النقيض إذ كان يفترض الوقائع وإن لم تقع، وكان يتأمل في حكمها ويعطي كلاً منها فتوى، وهذا الأمر أعطى فقهه غزارة. كان الخليفة العباسي أبو منصور، يرفع من شأن أبي حنيفة ويكرمه ويرسل له العطايا والأموال ولكنه يرفض، وذات مرة عاتبه المنصور على ذلك قائلاً: لم لا تقبل صلتي؟.. فقال أبو حنيفة: ما وصلني أمير المؤمنين من ماله بشيء فرددته ولو وصلني بذلك لقبِلته إنما وصلني من بيت مال المسلمين ولا حق لي به. يصدع بالحق وعندما قتل أبو جعفر المنصور محمد بن عبدالله بن حسن الملقب بالنفس الزكية من الطالبيين بدأ أبو حنيفة يغير موقفه من الخليفة وأخذ ينتقد مواقفه وأخطاءه عندما تطرح عليه الأسئلة، وكان ذلك يغيظ الخليفة كثيراً، وذات مرة انتفض أهل الموصل على المنصور وكان قد اشترط عليهم أنهم إن انتفضوا حلت دماؤهم، فجمع المنصور العلماء والفقهاء والقضاة وكان بينهم أبو حنيفة وقال لهم: أليس صحيحاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال المؤمنون عند شروطهم يلتزمون بها وأهل الموصل قد اشترطوا ألا يخرجوا علي وها هم قد خرجوا وانتفضوا ولقد حلت دماؤهم فماذا ترون؟ قال أحد الحاضرين: يا أمير المؤمنين، يدك مبسوطة عليهم وقولك مقبول فيهم، فإن عفوت فأنت أهل العفو وإن عاقبت فبما يستحقون، والتفت المنصور إلى أبي حنيفة يسأله فقال أبو حنيفة: إنهم شرطوا لك ما لا يملكونه وشرطت عليهم ما ليس لك لأن دم المسلم لا يحِل إلا بإحدى ثلاث، فإن أخذتهم أخذت بما لا يحل وشرط الله أحق أن يوفى به، عندئذ أمر المنصور الجميع أن ينصرفوا ما عدا أبي حنيفة وقال له: إن الحق ما قلت، انصرِف إلى بلادك. انتشار فقهه ويعد الإمام أبو حنيفة أول من رتب مسائل الفقه حسب أبوابها، ودونها في سجلات حتى بلغت مسائله المدونة خمسمئة ألف مسألة، وقد انتقل تلامذته البالغون 730 شيخاً إلى بلادهم خاصة بلاد الأفغان وبخارى والهند، فانتشر فقه الإمام أبي حنيفة حتى قيل إن ثلثي المسلمين في العالم على مذهبه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©