الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزيارات العائلية.. جســــر محبة يــعزز العلاقات الاجتماعية

الزيارات العائلية.. جســــر محبة يــعزز العلاقات الاجتماعية
13 يونيو 2017 14:49
أحمد السعداوي (أبوظبي) تتعدد الأعمال الخيرية التي يقوم بها أفراد المجتمع في عام الخير، والتي تزيد من روابطهم، وبالتالي تنعكس إيجاباً على الجميع سواء في حياتهم الشخصية أو علاقاتهم مع الآخرين، ومن أبرز هذه العادات والمبادرات الجميلة التي تتم خلال شهر رمضان الكريم وتتماشي مع عام الخير.. الزيارات العائلية لما لها من أثر كبير في تطييب القلوب وإشاعة أجواء الفرحة بقدوم الضيوف، وإزالة الشحناء بين هذا الطرف أو ذاك. الحب والمودة ظبية ماجد آل علي، تؤكد أن القيام بأعمال الخير في حياة الإنسان العادية تجعل روابطه أقوى مع المحيطين سواء على نطاق زملاء العمل أو الأهل والأقارب، خاصة أن هذه الزيارات تبث السعادة وتزيد الحب والمودة، كذلك فإنها تزيل ضغائن القلوب. وأوضحت أن أكثر ما يميز شهر رمضان، أنه شهر للخير وتقوية العلاقات من خلال الزيارات المتبادلة التي تتم بين العائلات على مدار الشهر، كما أن هذه الزيارات طريق لرضا الله سبحانه وتعالى. صفاء النية وأكدت ظبية أن هناك فوائد متنوعة يشعر بها الفرد بها عقب القيام بإحدى هذه الزيارات أو استقبال الزيارات العائلية، يأتي على رأسها أن الزيارات العائلية، سبب للسعادة التي يبحث عنها الجميع، وكما ذكر رسولنا الكريم فهي سبب في تنَزُّيلِ الرَّحمةِ مِنَ اللهِ سبحانَهُ علَى العبادِ، وسببٌ فِي سعة المال. ودعت إلى وضع الزيارات العائلية في دائرة الاهتمام على مدار العام، ولا نتعذر بمشاغل الحياة والعمل، وعلى الإنسان أن يعود نفسه على زيارة أرحامه وجيرانه ويتحرى فيها الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، كما أوصى الرسول الكريم بمعاملة الجيران بالحسنى، ومن ذلك تبادل الزيارات معهم. أثر اجتماعي أما عبد الحميد محمود عبد الحميد، أكد من جانبه على الأثر الاجتماعي للزيارات العائلية بوصفها من أهم وأبسط أفعال الخير التي يمكن أن يقوم بها الجميع، ولها انعكس كبير في تقوية العلاقات والقرابة وتوطيد المعرفة للمحبين. ويقول «أنا على سبيل المثال، كرب أسرة ومسؤول عنها ولدي العديد من الأقرباء والأصدقاء، أجد أن شهر رمضان هو من أعظم اللحظات التي يستطيع المرء فيها أن يزورهم ويجدد رؤيته. ويكون ذلك عن طريق زيارات منزلية تقام في منزلي أو في منازل الآخرين وما تحتويه هذه الزيارات من أكلات ووجبات وأجواء محبة وألفة تواكب أجواء الشهر وتتمثل في أقوال وتطورات كل الأشخاص المقربين وما يطرأ في حياتهم من جديد». ويتابع: في بعض الأحيان يكون اللقاء في مكان خارجي بعيداً عن الأجواء المنزلية لنستمتع بالخيم الرمضانية التي تزين أجواء الشهر الكريم، ومن هنا تمثل هذه الزيارات أهمية كبيرة لأن خلال الفترات الأخرى من شهور العام، تجد انشغال الجميع بتفاصيل الحياة المختلفة، فيأتي هذا الشهر لتوطيد العلاقات ليتمثل بهيئة نقطة تجمع لجميع مسارات الحياة ليلتقي الجميع بمودة وألفة تجمع بين القلوب. ولفت إلى أن الزيارات الاجتماعية لا تتمثل فقط في زيارات الإفطار الرمضاني التي تشمل تناول الطعام وما تحتويه من نقاشات، فللشباب طرق اجتماعية للتواصل بشكل مختلف وأيضاً خاص بشهر رمضان الكريم، كممارسة بعض الرياضات في الفترة ما بعد صلاة التراويح وقبل السحور، فالتجمع مع الأصدقاء للعب كرة الطائرة على الشاطئ أو لعب كرة القدم من سبل التواصل. أفضل الفرص إيمان محمد إبراهيم، ربة منزل، ترى أن شهر رمضان الكريم من أفضل الفرص التي قد تأتي للشخص ليرى ويتواصل مع كل الأشخاص الذين حالت بينه وبينهم الأقدار ومشاغل الحياة دون أن يتواصل معهم، فكما تكون دعوتنا في الشهور التي تسبق الشهر الكريم أي «اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين»، فيكمن السبب خلف هذه الدعوة في ممارسة العبادات والتأكيد عليها في هذا الشهر الكريم، بالإضافة إلى صلة الأرحام والاطمئنان على الأقرباء والعائلة. وتقول: أنا كربة منزل أجد أن تزيين مائدة الإفطار بأجمل الأطباق والأكلات الخاصة بشهر الخيرات من أهم الأشياء التي يجب تلبيتها وتأديتها في هذا الشهر. فأقوم بإعداد المائدة بما تشتهيه الأنفس من وجبات وعصائر ومشروبات وتقديم ما يليها من فاكهة وحلوى، وعندما نستضيف معارفنا وجيراننا يطمأن الجميع على أحوال بعضهم البعض، وما يعكسه من حب وتواصل بين الجميع ويزيد من الطيب في نفوسهم ويبعث عن المحبة بينهم. عام الخير وأضافت: أجواء عام الخير وهذا الشهر الكريم لا تكف عن إعطاء الفرص لكل من يعاني خلافاً وأن كان بسيطاً مع من كان أن يحلها وأن لا يتراكم عليه جفاء العمر، فالكلمة الطيبة صدقة وزيارة الناس وصلة الرحم أمر وجب علينا لما يترتب عليه من أثار إيجابية سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي. وتشير إلى أن هذه الزيارات أصبحت جزءاً لا يتجزأ من هذا الشهر الكريم ومن عادات وتقاليد المجتمعات. فلها دور إضافي يكمن في تنشئة الجيل الجديد على هذه العبادة والعادة التي تزيدهم من مختلف نواحي الحياة سواء الشخصية التي تساعد في تأسيس شخصيتهم باختلاطهم في مثل هذه الزيارات الاجتماعية أو على المستوى التهذيبي والتعليمي. ولفتت إلى أنه في بعض الأحيان يكون فترة الإعداد لما قبل هذا التجمع هو من أجمل الأجزاء والفترات، فقد يحدث بأن يكون هناك فترات لإعداد المائدة أو عند تجهيزها، ولكن نشاهد المائدة بانتظار مدفع الإفطار أو إعداد السحور الذي يعيننا على صيام اليوم التالي، ففي النهاية، أعمال الخير بمختلف أشكالها لها أثر على كافة نواحي حياتنا ومنها توطيد العلاقات الأسرية والاجتماعية عن طريق الزيارات العائلية التي تتم خلال الشهر الكريم. مطلب فطري الباحث الاجتماعي، علي محمد خلفان الدهماني، أكد أن الإنسان اجتماعي بطبيعته، ولا شك أن الزيارات العائلية مطلب فطري وشرعي لتمتين العلاقات بين الأسر، والتي بدورها تعمل على تنمية العلاقات الاجتماعية، وتقوية أواصر الاجتماع الإنساني بين أفراده بشكل عام. وقال: في ظل انشغال الناس بالوظائف والأعمال والدراسة وكثير من المسؤوليات، تأتي أفعال الخير التي تكثر في عام الخير وتزامنت مع شهر رمضان المبارك، لتعمق التواصل الاجتماعي والذي نراه قد تراجع في ظل وسائل التواصل الاجتماعي والتغيرات التي طرأت على نمط حياتنا المعاصرة، لذلك نرى هذا التواصل ينمو في شهر الخير في عدة صور منها موائد الإفطار والخيم الرمضانية ومشاركة الناس في مناسباتهم الخاصة والعامة. واجبات اجتماعية الدكتور حسن المرزوقي رئيس قسم الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الإمارات، أوضح أن شهر رمضان المبارك وصف بعدة أوصاف وتميزه عن باقي الشهور بمميزات لا توجد في غيره، نعم الأيام أيام الله سبحانه وتعالى ولكن فضَّل الله تعالى مخلوقاته بفضائل لا توجد في غيره، وهذا من فضل الله تعالى على عباده، حيث جعل لعباده محطات ينتقلون من محطة إلى أخرى كمن يجمع في البستان زهرة من هنا وأخرى من هناك وكمن يغوص البحث فيتجول في الأعماق يبحث في باطن البحر وخيراته هنا وهناك وهكذا، لذا جعل لشهر رمضان فضائل في الأوقات وفي الأعمال. وأشار إلى أنه هناك واجبات اجتماعية كثيرة فد لا يتسع الوقت بحجة أو أخرى وغيرها للقيام بها أو تنفيذها، ففي شهر رمضان حيث الآجر مضاعف والثواب جزيل قد يدفع المرء باستغلاله. من ذلك صلة الأرحام وزيارة الأقارب وكذلك الجيران - حيث إن زيارة الجيران والتواصل معهم أمر مهم - لأن الجار في غالب الأحوال قد يكون غريباً مغترباً عن أهله وذويه، فنسد عليه هذه الزاوية - زاوية الغربة والبعد عن الأهل والأوطان ونعوضهم وفي ذلك أجر كبير لأن فيه جبر للخواطر وفيه إدخال السرور إلى القلب وهذا مهم جداً، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً، أو تقضي عنه ديناً، أو تطعمه خبزاً». (صحيح الجامع 1107). وسُئِلَ الإمام مالك: «أي الأعمال تحب؟»، فقال: «إدخال السرور على المسلمين، وأنا نَذَرتُ نفسي أُفرِج كُرُبات المسلمين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©