الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ثورة غضب في بوليفيا احتجاجاً على ارتفاع الأسعار

ثورة غضب في بوليفيا احتجاجاً على ارتفاع الأسعار
31 ديسمبر 2010 23:37
التسامح منهج أصيل في دولة الإمارات العربية المتحدة، وممارسة الجميع للحرية الدينية عنوان لهذا المنهج ، فالذين يقيمون ويعيشون على ترابها يزيدون على مئتي جنسية من مختلف الأعراق والألوان، والمذاهب والأديان، ويقومون بدورهم في خدمة الوطن بروح التسامح والتعاون، فمنهم العامل والتاجر والموظف والمزارع والخبير والطبيب والمهندس والمدرس، وغير ذلك من المجالات. وإن هذه القيمة النبيلة غرسها فينا مؤسس الدولة الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – تغمده الله تعالى بواسع رحمته – حيث قام بحسن التواصل والتعارف مع جميع الناس، وشملت أياديه البيضاء ومشروعاته الخيرية دول العالم، يعود نفعها على المسلمين وغير المسلمين من متضرري الحروب والكوارث، وأصحاب الحاجات ومستحقي المساعدات. ذلك أن احترام الأديان السماوية ركن من أركان الإيمان، فالمسلم يؤمن بجميع أنبياء الله تعالى ورسله كما قال تعالى «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ» سورة البقرة 285 وبالممارسة العملية على أرض الواقع، فقد تجلى التسامح في أفعال النبي - صلى الله عليه وسلم - وسيرته المباركة، فقد ضمنت وثيقة المدينة لغير المسلمين حريتهم الدينية، وسمحت لهم أن يعيشوا بسلام ويشاركوا في الحياة العامة بكل مجالاتها. فقد صح أنه كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - غلام يهودي يخدمه! وإن الخدمة تقتضي أن يدخل بيته ويستقبل ضيوفه ويطلع على أحواله الخاصة التي قد لا يتأتى لغير الخادم أن يطلع عليها! وعلى الصعيد الاقتصادي فقد سمح النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو رئيس المدينة النبوية لغير المسلمين من سكان المدينة أن يبيعوا ويشتروا ويتاجروا في سوق المدينة وقد عاملهم شخصياً فكان يقترض منهم إلى أجل معلوم!، فمن المحفوظ لدينا ما ذكره البخاري وغيره عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَدِرْعُهُ مَرْهُونَةٌ عِنْدَ يَهُودِيٍّ بِثَلَاثِينَ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ» وتذكر بعض الروايات أنه تم رهان الدرع مقابل طعام اقترضه النبي -صلى الله عليه وسلم - لأهل بيته! واستمر منهج التسامح في عهد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ففي سنن الترمذي أَنَّ «عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ذُبِحَتْ لَهُ شَاةٌ فِي أَهْلِهِ فَلَمَّا جَاءَ قَالَ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟ أَهْدَيْتُمْ لِجَارِنَا الْيَهُودِيِّ؟! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ» وفي زمن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول شريح القاضي: لما توجه علي إلى صفين افتقد درعاً له فلما انقضت الحرب ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي! فقال لليهودي: الدرع درعي لم أبع ولم أهب! فقال اليهودي: هي درعي وفي يدي! فقال: نصير إلى القاضي. فتقدم علي فجلس إلى جانب القاضي شريح! فقال: قل يا أمير المؤمنين فقال علي: نعم هذه الدرع التي في يد هذا اليهودي درعي لم أبع ولم أهب. فقال شريح: أيش تقول يا يهودي؟ قال: بل هي درعي وفي يدي! فقال شريح: ألك بينة يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم، قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي. فقال شريح: شهادة الابن لا تجوز للأب! فقال اليهودي: أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه! وقاضيه قضى عليه! أشهد أن هذا هو الحق! وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله. وإن الدرع درعك يا أمير المؤمنين. وستبقى الإمارات وشعبها الطيب المسلم مثلاً معاصراً للتسامح والتعاون والتعايش ذلك أن التسامح منهج أصيل يتعامل به كل مسلم عملاً بمبادئ القرآن الكريم، واقتداء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم. د. محمد بسام الزين drbassam@eim.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©