الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

إيران تسلم البرادعي «رداً أولياً» على اتفاق التخصيب

إيران تسلم البرادعي «رداً أولياً» على اتفاق التخصيب
30 أكتوبر 2009 01:49
سلمت إيران أمس مدير عام الوكالة الدولة للطاقة الذرية في فيينا محمد البرادعي “رداً أولياً” على مسودة اتفاق نقل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب إلى روسيا لزيادة درجة تخصيبه ثم إلى فرنسا لتحويله إلى وقود نووي لمفاعل الأبحاث الذرية الطبية في طهران، مطالبة بتعديلات “مهمة” في بنوده الفنية والاقتصادية. وأعلنت أيضاً استعدادها للتعاون والدخول في محادثات “بناءة” مع المجتمع الدولي بشأن حل مشكلة برنامجها النووي، فيما رأت أن الدول الغربية الكبرى اختارت التعاون بدل المواجهة معها. في الوقت نفسه، أعلن فريق خبراء الوكالة الذي تفقد المحطة النووية الإيرانية الجديدة في منطقة في فوردو الجبلية قُرب مدينة قم وعلى بُعد نحو 160 كيلومتراً جنوب طهران، لدى عودته إلى مقر الوكالة في فيينا أمس أن مهمته كانت “جيدة” لكنه لم يذكر أي تفاصيل. وقال رئيس الفريق هيرمان ناكيرتس لصحفيين في مطار فيينا “زرنا منشأة فوردو للتخصيب وكانت زيارة جيدة. الآن سنحلل البيانات ثم يُعد مدير عام الوكالة محمد البرادعي تقريراً عنها في الوقت المناسب”. ولم يذكر إن كان فريقه اكتشف أي شيء غير عادي أو ُسمح له بتفتيش جميع أجزاء المحطة المبنية داخل جبل. ومن المقرر أن يقدم البرادعي تقريره المقبل عن ملف البرنامج النووي الإيراني خلال اجتماع مجلس محاظفي الوكالة المرتقب أواخر شهر نوفمبر المقبل. فقد ذكرت الوكالة في بيان مقتضب أصدرته في فيينا أن البرادعي تسلم “ردا أوليا من السلطات الإيرانية على اقتراحه استخدام اليورانيوم الايراني الضعيف التخصيب لإنتاج وقود من أجل مواصلة انشطة مفاعل الأبحاث في طهران لتصنيع نظائر نووية (مشعة) لأغراض طبية وقد انخرط في مشاورات مع الحكومة الإيرانية وكل الاطراف المعنية المهمة أملا ًفي التوصل إلى اتفاق حول اقتراحه قريباً”. ولم يذكر البيان تفاصيل الرد الإيراني. وقال مندوب إيران لدى الوكالة علي أصغر سلطانية للصحفيين بعدما سلم الرد للبرادعي “إن الجمهورية الاسلامية في ايران ترى ان من المهم عقد اجتماع فني بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونحن ننتظر أن تؤخذ ملاحظاتنا الفنية والاقتصادية في الاعتبار أثناء بحث سبل تسليم الوقود النووي لمفاعل الابحاث في طهران”. وأضاف “بصفتي ممثلا لإيران في محادثات فيينا (مع الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا)، يجب أن أعمل لتحقيق ملاحظات إيران الفنية والاقتصادية في مسار المحادثات”. ولم يذكر تفاصيل التعديلات المطلوبة. لكن صحيفة “جوان” الإيرانية الحكومية ذكرت أن إيران تريد إدخال تعديلين على مسودة الاتفاق هما نقل مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب الى روسيا تدريجياً لا تسليمه دفعة واحدة و”تبادل متزامن” تتسلم بموجبه وقودا لمفاعل طهران في حين تشحن فيه اليورانيوم منخفض التخصيب الى روسيا. ورفض المسؤولون الإيرانيون التعليق على خبرها غير المنسوب إلى أي مصدر. في عضون ذلك، أعلن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد استعداد إيران للتعاون مع المجتمع الدولي وتبادل الوقود النووي مع دول أخرى، معللاً ذلك بأن الغرب “انتقل من المواجهة الى التعاون” مع بلاده بشأن برنامجها النووي. وقال خلال خطاب ألقاه في مشهد شمال-غربي إيران “في السابق كانوا يطالبون بوقف (البرنامج النووي الايراني)، اليوم وافقوا على تبادل الوقود النووي والمشاركة في بناء مفاعلات ومحطات نووية. لقد انتقلوا من سياسة المواجهة الى التعاون”. واضاف “لحسن الحظ أعدت شروط للتعاون الدولي في المجال النووي. نرحب بالتعاون في مجال الوقود النووي وبناء مفاعلات ومحطات الطاقة النووية ونحن مستعدون للتعاون”. لكنه شدد مرة أخرى على أن إيران “تتمسك بحقها المطلق في برنامجها النووي السلمي”. وقال “ما دامت هذه الحكومة في السلطة، لن تتراجع قيد أنملة عن الحقوق الثابتة للأمة الايرانية”. في السياق نفسه، أكد أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي وسيط الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا “مجموعة 5+1” منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا خلال مكالمة هاتفية بينهما، استعداد بلاده لمواصلة المفاوضات مع المجموعة على أساس المقترحات الإيرانية لحل مشاكل دولية وإقليمية ونزع الأسلحة النووية في العالم. وذكر مجلس الامن القومي الإيراني في بيان رسمي أن جليلي “عبر عن استعداد بلاده لاجراء محادثات بناءة لكن فقط في إطار مقرحاتها مع أخذ الأولويات المشتركة في الاعتبار”. ورأى دبلوماسيون أوروبيون في فيينا ان الاتفاق المقرح بين الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وإيران يتيح تهدئة في الملف النووي الإيراني بدون التوصل تسوية له طالما أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم. وقال أحدهم “إن التعاون برعاية الوكالة الدولية للطاقة الذرية من شأنه تحسين المناخ ولكنه ليس بحد ذاته تسوية، لأن تعليق التخصيب هو الشيء الوحيد الذي يهمنا”. وقال دبلوماسي آخر”إن قبول ايران ارسال اليورانيوم هو “اجراء ثقة لا يندرج في عملية لوقف تخصيب اليورانيوم”
المصدر: طهران، فيينا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©