الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات.. رحلة تميز حضاري لا تعرف المستحيل

الإمارات.. رحلة تميز حضاري لا تعرف المستحيل
31 يوليو 2016 14:01
أبوظبي (وام) يعترف الرعيل الأول أو كل من زار الإمارات قبل تأسيس اتحادها بأنه لم يكن ليخطر على بال أي شخص مهما كان خياله استثنائياً أن الإمارات ستغدو بهذا الرقيّ والتطور والجمال في هذه المدة الزمنية القصيرة، فاليوم العالم يقف أمام معجزة تحققت، ولا غرابة في ذلك، فالإرادة تصنع كل شيء وما التاريخ إلا جملة من الإرادات وهمم الرجال. في البدايات الأولى قاد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بحنكة وذكاء السفينة إلى بر الأمان بعد الغوص وراء اللؤلؤ، ولم يطلب من شعبه سوى أن يكونوا يداً واحدة تواجه الصعوبات وتحديات الزمن ومصاعبه وتثبت أن في الاتحاد قوة لتحقيق المستحيل، ثم بدأ يطلب منهم بذكائه الفطري التحلي بروح الاتحاد والصبر، وقاد هو المسيرة المباركة حتى تشكلت هذه الدولة على يده وأدارها برؤيته الثاقبة لكنها ازدهرت بجهود العديد من أبناء الإمارات الذين ساروا على نهجه لتصل إلى ما هي عليه اليوم. وخير من ذكّر بتلك الحقبة والأحوال الصعبة التي مر بها الوطن وكفاح أبنائه وصبرهم، هو صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.. فقال: «هذا البلد مر عليه حالات من الفقر والمجاعة اضطر الناس فيها لأكل الذرة ولبسوا الخيش لكنهم لم يغادروا هذا الوطن وإذا اضطروا للعمل في البلدان المجاورة عادوا إلى أرضهم محتملين كل الظروف الصعبة لأن جذورهم ضاربة في العمق ومن يُخلع منها فليس له جذور». من جانبه يذكر المواطن عتيق عيسى القبيسي «75 عاماً من أهالي المنطقة الغربية» تلك الحقبة قائلاً: وسط وهج رمال الصحراء المترامية الأطراف والممتدة على مسافة أكثر من 500 كيلومتر طولاً من مدينة أبوظبي حتى السلع كان لا يوجد بهذه المنطقة إلا عدد قليل من السكان الرحّل يعدّون على أصابع اليد يبحثون عن العشب والماء ولا يدركون معنى الكهرباء والماء والاتصالات ومقومات الحياة الحديثة». ويضيف: في هذه المنطقة المترامية الأطراف حتى منتصف ستينيات القرن الماضي كان لا يوجد طريق معبد واحد لأن الجِمال كانت هي وسيلتنا الوحيدة للنقل ولا نملك منازل سكنية في هذه المنطقة لأننا في منازل الطين والحجر لا نشعر بالأمان ونخاف أن تدفنها الرمال المتحركة في أي لحظة ولكن منازلنا كانت عبارة عن بيوت من الشعر حيث نشعر بالأمان داخلها فإذا شعرنا بقرب الرمال نحوها أسرعنا بإزالتها وطيها وتحركنا فوق ظهور الإبل نحو سيح آخر. ويتابع القبيسي: لم نذق طعم السعادة إلا بعد حكم الشيخ زايد، فحوّل هذه الصحراء الشاسعة إلى جنة وبدل التجمعات البدوية المتنقلة أنشأ مدناً عصرية بها جميع الخدمات الضرورية وظهرت مدن عمرانية حديثة وسط الرمال وتعددت أسماؤها مثل مدينة زايد والمرفأ وغياثي والسلع ومزيرعة.. وتغير الحال وعرفنا الطرق المعبدة التي تربط بينها، وظهرت السيارات، والآن تغير الحال وأصبحت هذه الصحراء الشاسعة أول منطقة في الإمارات يعبرها القطار. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي عاشتها الإمارات في السابق فإنها نجحت على مسيرة 4 عقود ونيف في فرض نفسها على الخريطة العالمية ككيان دولي مهم وقوة اقتصادية ومحطة دولية للأعمال والسياحة ولاعب إقليمي مهم تأخذ القوى الدولية رأيه في كل ما يمس قضايا المنطقة. وتسير الإمارات على خطط مدروسة تمتد للمستقبل بعيد الأمد من خلال استراتيجية الإمارات «2030» والتي تضع توجهات ورؤى الإمارات التنموية للمستقبل وفق خطة محكمة واستناداً إلى العدالة والتنافسية وتحقيق أكبر قدر من التنمية المتوافقة مع ما تشهده البلاد من تجربة ديموقراطية رائدة تعزز خلالها مناخ الحرية والانفتاح والتطور والمواطنة وحقوق الإنسان حيث يزداد فيها نطاق التقدم والإصلاحات إلى ما وراء حدود التوقع، ما جعل الإمارات تحظى بإشادة وإعجاب دول العالم. مكافحة التمييز والكراهية جاء قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، والذي صدر العام الماضي بشأن مكافحة التمييز والكراهية والذي يقضي بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها لتكون الإمارات سابقة في كل شيء حتى في مثل هذا القرار سابقت الزمن سواء على مستوى دول العالم أو على المستوى الإقليمي. واليوم تجني الإمارات ثمار احترامها للعالم فجاء العام الماضي الاتفاق التاريخي بين الاتحاد الأوروبي والإمارات بإعفاء مواطني الدولة من تأشيرة «الشنجن» كتقدير عالمي من أكبر كيان دولي احتراما للدبلوماسية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وللشعب الإماراتي.وكانت رؤية الشيخ زايد سباقة وروح زايد المبدعة لا تزال مستمرة إلى يومنا هذا ،لذا لم تكن مجرد مصادفة أن تكون الإمارات موطنا للتكنولوجيا والكفاءات البشرية العظيمة ومركزا عالميا للتجدد والابتكار، واليوم تستمر هذه الرؤية على أيدي قيادة حكيمة برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.. هذه القيادة الرشيدة بالتزامها ومثابرتها تعطي الأمل للجميع نحو مستقبل مشرق. ومن هذا المنطلق في العام 2014 أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ،رعاه الله، «الاستراتيجية الوطنية للابتكار» التي تهدف إلى جعل الإمارات ضمن الدول الأكثر ابتكارا على مستوى العالم خلال السنوات السبع المقبلة، تماشيا مع الرؤية الثاقبة لسموه في بث روح الابتكار والإبداع في نفوس أفراد المجتمع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©