«خبز الجباب» يتربع على مائدة الفطور

مازالت موائد الإمارات تحتفظ منذ عقود من الزمان بأطباق مختلفة، وقد واصلت الأجيال المتعاقبة المحافظة على معظمها حتى وقتنا الحاضر. من بين تلك الأطباق «خبز الجباب»، الذي يتربع على مائدة الفطور، وتفوح منه رائحة طيبة، حيث يمتزج جمالها في مدى بساطتها ومكوناتها وأدواتها المستخدمة البسيطة في إعداده، والتي من خلال طبخها يشعر كل من يتذوق الخبز بمدى مهارة ربة البيت في صنعه، ورغم ظهور الكثير من أنواع الخبر العربي والفرنسي وغيرها من المسميات الأخرى، إلا أن الكثير من أفراد الأسرة الإماراتية يفضلون التمتع بطعم «الجباب»، لا سيما في الصباح الباكر. تقول فاطمة بنت محمد، مؤلفة كتاب الطبخ الميسر: «الأكلات الشعبية في دوله الإمارات تتميز بكثرتها وتنوعها وتميز أسلوب إعدادها، وتجذب قطاعات عريضة، وغالباً ما يكون لكل نوع من هذه المأكولات مناسبة، فمنها ما يؤكل في الأعياد، ومنها ما يقدم صباحاً ومساءً، والبعض يعتبره الطبق الرئيس على الفطور». وتضيف فاطمة: «نظراً لاستغناء الكثير من الأسر عن هذا النوع من الخبز لتوافر العديد من الأنواع الأخرى بنكهات مختلفة ومسميات عربية وأجنبية، إلا أن الكثير من فتيات اليوم يحاولن تعلم طريقة إعداد الخبز من أمهاتهن، أو من خلال مشاهدة بعض الجدات أو ربات البيوت اللاتي يشاركن في المعارض التراثية والفعاليات الوطنية ويتعلمن منهن كيفية إعداده، إذ إنها طريقة سهلة يمكن تعلمها في يوم واحد، باعتبار محتوياتها سهلة، ومقاديرها متوافرة في البيت ولا يحتاج إنجاز الخبز من خلالها إلى وقت طويل». وتشرح فاطمة بنت محمد طريقة إعداد «خبز الجباب» قائلة: «تعجن العجينة وتضاف المقادير لها، ثم تترك لتتخمر مدة تتراوح بين نصف ساعة إلى ساعة، حتى تصبح عجينة رخوة بعض الشيء، فتكال بواسطة علبة صغيرة، وتصب على (الطابي)، ثم تبسط على شكل دوائر قبل أن تجف على (الطابي) الذي يكون على نار خفيفة، فتجف الخبزة وتظهر منها فقاعات، وتقلب على النار أو الفحم حتى تنضج، وهذا النوع من الخبز عادة ما يؤكل معه العسل، أو يمكن رش القليل من السكر الناعم فوقه، كما يمكن تناوله مع (الجامي)، أو بعض الأجبان الأخرى، وهو يعطي مذاقاً لذيذاً وشهياً».