الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرم الجامعي.. سكن أم سجن؟!

الحرم الجامعي.. سكن أم سجن؟!
30 أكتوبر 2009 00:14
يمثل السكن الجامعي مكاناً مميزاً للعيش، فإلى جانب كونه منصة أخيرة يقفز عنها المرء نحو معترك الحياة، هو أيضاً مسرح زاخر بالكثير من المحاذير تضعها جانباً السلطات المشرفة، ويرد عليها الساكنون برغبة تائقة لاختراق اللوائح ما كان إلى ذلك سبيلاً، والمسألة تغدو أقرب إلى إشكالية لا مخرج منها، فواضعو النظم يبررون قسوتها بالحرص الضروري على الطلبة، وهم في مراحل عمرية حرجة، بينما لا يرى الآخرون في اللائحة اللامتناهية من الممنوعات، التي يطلب منهم الخضوع لها، أكثر من من نزعة متسلطة يشوبها الكثير من التعسف، وعندما يكون السكن مخصصاً للفتيات تغدو القوانين أشدَّ صرامة، وتقترب التدابير من حدودها القصوى. أيضاً مع تزايد أعداد الطالبات الملتحقات بالسكن الجامعي بعيداً عن بيوت أسرهن، فإنَّ الجامعات تسعى إلى تطبيق القوانين الصارمة سعياً لتجنيب النزيلات، وهنَّ بعيدات عن ذويهن وأقاربهن، كلَّ الأخطار المحتملة، حيث يتحمل مسؤولو السكن مهمة الحفاظ عليهنَّ والاهتمام بهن، وتلبية احتياجاتهن، ولكن هناك الكثير من الانتقادات من طرف بعض الطالبات على القوانين التي تضعها الجامعات، والتي تحد من حريتهن، فيتحول السكن، في نظرهن، إلى سجن لا يطاق. أسباب المنع في هذا الإطار تقول صنعة سعيد (22 عاماً)، وهي طالبة في تقنية المعلومات: «أجد أنَّ السكن ليس بسجن، ولكنه بعيد كل البعد عن أن يكون سكناً جامعياً، حيث لا تتوافر فيه خصائص السكن الجامعي، فهناك العديد من المشاكل والمعاناة التي تمر فيها طالبة السكن، إذ أنَّ المشرفات يصرحن دائماً أن السكن بيتنا الثاني، إلا أنهن يقمن بمنعنا من العديد من الأشياء والتحكم في حريتنا، فيمنعن الطالبات من التجمع في غرف النوم وغرفة المعيشة ليلاً، مما يضطرهنَّ إلى التجول خارج المباني، مع العلم أنه أمر محظور بعد الساعة الثانية عشرة، وهناك مذكرة تهدد بالإنذار أو الفصل من السكن جراء ذلك، مما يعني أنَّ الطالبات ليس بوسعهنَّ قضاء الوقت في الخارج، الأمر الذي يفضي إلى منع التجول سواء خارج المبنى أوفي داخله، وهو ما يثير حفيظة الطالبات». النظام لن يتخلخل توضح لطيفة (23 عاماً)، وهي أيضاً طالبة في تقنية المعلومات، أنَّ الحرم الجامعي فيه ضغوط كبيرة، وتعددها بالقول: «يقوم المسؤولون بإصدار قوانين جديدة دون إعلام الطالبات عنها، ففي الآونة الأخيرة تم تغيير وقت دخول سكن الجامعة، وأصبح محظوراً أن يتجاوز سقف الدخول الساعة التاسعة والنصف مساء، وقد عرفت بهذا القانون عند وصولي الساعة العاشرة مساء، وهو الحد الأقصى سابقاً، وكنت متأخرة في نظرهن، فقامت المشرفات بتهديدي بالحصول على إنذار إن تأخرت مرة أخرى، إن قانون الحد الأقصى لدخول السكن بأكمله لا يراعي ظروف الطالبة الشخصية، فهنالك طالبات تبعد أمكنة إقامتهن ثلاث ساعات عن السكن ولا يستطعن الخروج من منازلهن وقت الظهيرة، فأنا مثلاً يصحبني أخي الذي لديه انشغالات مع عائلته، ولا يستطيع ذلك إلا مساءً، مما يؤدي إلى تأخري عن الحد الأقصى لبوابة السكن، وهذه معاناة الكثيرات، خصوصاً المتزوجات، لذلك نود مرونة في التعامل، فالمشرفات موجودات في السكن، وتأخير وقت إقفال البوابة قليلاً لن يؤدي إلى خلخلة النظام الموضوع من قبلهنَّ». منع ومعاناة بدورها تؤكد فاطمة راشد (22عاماً) إنَّ السكن الجامعي أصبح بمثابة سجن، نظراً لقوانين التصاريح السكنية التي تتطلب قدوم ولي الأمر شخصيا إلى سكن الجامعة لاستلام الطالبة، وتُرفض الفاكسات، ولو كانت مرفقة بتوقيع وموافقة ولي الأمر. وتضيف: «إن أولياء أمور بعض الطالبات لا يسمح لهم وقتهم بالقدوم إلى السكن نظرا لتقدمهم في السن، ولأسباب عديدة أخرى، فما هو الغرض من هذا القانون»؟! وتوضح فاطمة: «تمنع الطالبات من الخروج أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع، حتى لو كانت الطالبة خارجة مع ولي أمرها، أو مع أخيها، وأنا لا أجد تفسيراً لهذا الأمر». من جهتها تقول إحدى الطالبات التي امتنعت عن ذكر اسمها، وهي تبلغ من العمر 22 عاماً، وتدرس الاتصال الجماهيري: «إن أكثر معاناتي مع السكن هي بوابة الكلية التي تغلق الساعة الثامنة والنصف مساء، فلدي مساقات تنتهي متأخرة في الساعة السادسة، ثمَّ يتوجب علي حضور اجتماعات للعمل على مشاريع مع مجموعتي، حيث يمتد العمل إلى 3 أو 4 ساعات، ويحتم أن يكون هذا العمل يومياً مع اقتراب الامتحانات، فلماذا لا تغلق بوابة الكلية الساعة الثانية عشرة ليلاً؟ ليس هناك داع للخوف على الطالبات حيث إنَّ بوابات الكليات مغلقة ويوجد عليها حرس أمن لا يسمحون بدخول أحد غير موظفي الجامعة». وتتساءل محدثتنا بحسرة: «كم من المرات تأخرت عن الالتحاق بالسكن، وقوبلت بتهديدات بالإنذار، فكل ما يحدث في الجامعة يستدعي تهديدات بالفصل، حتى ولو كان في سبيل الدراسة». أمانة ومسؤولية إذا كانت معظم الطالبات ينتقدنَّ أسلوب وقوانين السكن الجامعي، فإنَّ هناك من تؤيد هذا العمل ضماناً لسلامة الطالبات، ومنهن الطالبة مريم سعيد 22 سنة، حيث تقول: «إنَّ إدارة السكن تحاول قدر المستطاع توفير الأفضل لنا من خدمات تسهل التأقلم مع الجو الجامعي، حيث القوانين التي يلزم علينا اتباعها تجعلنا أكثر حرصاً على تحمل المسؤولية، وأكثر نضجاً في مواجهة كل الصعوبات، خاصة قانون «تصريح خروج الطالبة من الجامعة»، الذي يمنعها من مغادرة الجامعة إلا بموافقة من ولي الأمر، مما يعكس حرص إدارة الجامعة على سلامة الطالبات، لأنَّها مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقها»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©