الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الجيش السوري يقتحم البيضا وأزمة خبز في بانياس

الجيش السوري يقتحم البيضا وأزمة خبز في بانياس
12 ابريل 2011 23:57
شدد الجيش السوري أمس الحصار المفروض على مدينة بانياس الساحلية حيث تحدث شهود عيان عن أزمة خبز بسبب مواصلة قطع التيار الكهربائي. وأشار ناشطون الى دهم بلدة البيضا جنوب شرق المدينة ووقوع إطلاق نار كثيف من قبل قوات الأمن ورجال مسلحين مما أسفر عن وقوع 5 جرحى على الاقل الى جانب حدوث اعتقالات واسعة. في وقت احصت جماعة معارضة سقوط 200 قتيل منذ بدء الاحتجاجات 15 مارس الماضي. ونقلت وكالة “فرانس برس” عن أحد الشهود العيان قوله “إن قرية البيضا تتعرض لهجوم بالرشاشات بشكل عشوائي من قبل قوى الأمن والشبيحة (البلطجية)، وهو تعبير يطلقه المحتجون على مسلحين مدنيين من انصار النظام” . وقال شاهد آخر “الرصاص على البيضا مثل زخ المطر..هناك خمسة اشخاص على الاقل أصيبوا بجروح اثر إطلاق النار، كما قامت قوات الأمن والمسلحون باعتقال العشرات رجالًا واولاداً وجمعتهم في ارض خالية داخل القرية وأجبرتهم على ترديد هتاف بالروح بالدم نفديك يا بشار”. وكان سكان في البيضا شاركوا في احتجاجات بانياس يوم السبت الماضي حيث حملوا نعوشاً بيضاء خاوية تعاطفاً مع 200 شخص يقدر أنهم قتلوا في الاحتجاجات منذ 15 مارس. وقال ناشط لوكالة”رويترز” “إن بعض سكان البيضا يملكون أسلحة ويبدو أن مواجهة مسلحة نشبت..تحاول سيارات الإسعاف دخول البيضا وهناك مصابون”. وذكر مقيم في بانياس اتصل بأشخاص في البيضا “إن اتصالات الهواتف المحمولة قطعت”، وأضاف “إن عربات مصفحة دخلت البلدة وقام جنود بفتح النار عشوائياً، وأن هناك شباناً يجرون من داخل منازلهم ويعتقلون”. واضاف “إنه أبلغ بأن عصابات الشبيحة تشارك أيضا في الهجوم”. وقال أحد سكان بانياس لوكالة الأنباء الألمانية “إن الجيش منع شباب بانياس من دخول القرية لمساعدة الأسر هناك”، وأضاف “إن عدداً غير محدد من الناس قد توفوا متأثرين بإصاباتهم في قرية بيت جناد القريبة”. ورجح ناشط حقوقي ان يكون سبب الهجوم على البلدة عزم السلطات على اعتقال انس الشغري المتحدر من هناك مع معاونين له (في اشارة الى احد أبرز قادة الاحتجاجات في بانياس). واشار من جهة ثانية الى تشديد الجيش حصاره على بانياس التي بدأت تشهد أزمة خبز بسبب انقطاع التيار الكهربائي الذي عطل عمل المخابز. وكان الشغري قال للوكالة في وقت سابق “إن قوات حفظ النظام والجيش ما زالا يحاصران المدينة ونحن لا ندري ماذا يحضرون لنا”، مشيراً الى نقص في مادة الخبز في المدينة والى انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الاتصالات الهاتفية في أغلب الأحيان”. وأوضح شاهد آخر يدعى عبد الباسط “إن الوضع صعب للغاية في بانياس لقد أعاد الجيش انتشاره عند مداخلها، كما قامت قوات الأمن و شبيحة النظام باعتقالات”، واضاف “لا حياة في المدينة والمحال التجارية مغلقة”. وذكر أحد التجار ويدعى ياسر “إن بانياس محاصرة بالدبابات فلا احد يمكنه الخروج او الدخول، لقد اصبحت كالسجن”. وأضاف “لم نعد نجد خبزاً في بانياس، لقد تمكن البعض من جلب بعض الخبز من طرطوس (جنوب المدينة) الا أن ذلك ليس كافياً”، كما أشار الى ان محطات الوقود مغلقة. واعتبر المصدر أن من قتل عناصر الجيش فيما تردد عن كمين مسلح الاحد هم عناصر الأمن لأنهم رفضوا الاعتداء على المدينة. وقال خطيب احد مساجد بانياس ويدعى الشيخ محمد “لقد نقلت عائلات نساءها واطفالها الى القرى المجاورة..إنهم يسكنون في حي رأس النبع الذي استهدفه إطلاق النار الصادر من منطقة القوز”. الى ذلك، تظاهر نحو 700 شخص في منطقة عين العرب (شمال شرق حلب) بعد ظهر امس مطلقين هتافات تنادي بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وحريات الاحزاب. وأفاد رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان (الراصد) رديف مصطفى “إن قوات الأمن لم تتدخل لتفريق المتظاهرين”. ودعت مجموعة “يوم الغضب السوري” التي اثارت موجة الاحتجاجات الى التظاهر في كافة انحاء سوريا وذلك وفاء لدماء القتلى والجرحى والمعتقلين، وذكر نص الدعوة “سنخرج وفاء لكل القتلى والمعتقلين ووفاء لمطالبنا السلمية التي انطلقت منذ اليوم الأول للثورة، سنخرج في كل المناطق والمحافظات، سنعلن وفاءنا لدرعا وبانياس ودوما والمعضمية واللاذقية وكل المدن ولنقول إننا مستمرون ولا مجال للعودة الى الوراء”. من جهتها، قالت جماعة “إعلان دمشق” المعنية بحقوق الإنسان في سوريا “إن عدد قتلى الاحتجاجات وصل الى 200 قتيل ومئات المصابين وعدد مماثل من المعتقلين منذ 15 مارس الماضي، ودعت في رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى فرض عقوبات على النظام. وأضافت “إن النظام يطلق العنان لقواته كي تحاصر المدن وتروع المدنيين في حين أن المحتجين في كل انحاء سوريا يرددون هتافاً واحداً هو سلمية..سلمية”، وطلبت الرسالة من الجامعة فرض عقوبات سياسية ودبلوماسية واقتصادية على النظام. واضافت أن الرئيس السوري اكتفى بإعطاء وعود على مدار 11 عاماً وبدلاً من الحلول يتحدث كعادة النظام عن مؤامرة خارجية. وقال المحامي الحقوقي السوري المعارض هيثم المالح من جانبه “إن ما لا يقل عن 250 شخصا قتلوا وأصيب أكثر من ألف آخرين منذ اندلاع الاحتجاجات. واضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية “إن إطلاق سراحه كان خطوة صغيرة في الاتجاه الصحيح”، لكنه يعتقد أنه لن تتم أي إصلاحات ديمقراطية في ظل حكم الأسد. وتوقع اتساع رقعة الاحتجاجات خلال الأسابيع المقبلة. واعلن مصدر حقوقي ان الأجهزة الامنية السورية اعتقلت ظهر امس الأمين العام الاول لحزب الشعب الديمقراطي السوري واقتادته الى جهة مجهولة دون ان تفصح عن سبب الاعتقال. وقال المحامي خليل معتوق رئيس المركز السوري للدفاع عن حرية الرأي “إن عناصر من الاجهزة الامنية اعتقلت غياث عيون السود بينما كان خارجاً من منزله في صحنايا (ريف دمشق) لشراء حاجيات واقتادته دون أن تبين سبب الاعتقال”. وقال أحد المدافعين عن حقوق الإنسان إن الشرطة السورية السرية تعتقل كل شخصية ترفع صوتها المعارض يمكنها الوصول إليها. وأضاف أن الشرطة تستدعيهم إما للاستجواب وتتحفظ عليهم وتعتقلهم من الشارع أو تقتحم منازلهم. من جهة ثانية، قال بيتر هارلينج من المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات على مدونة مجلة فورين بوليسي “الوقت ينفد..فكل ضحية جديدة تسقط تتحرك معها الساعة بسرعة أكبر”، وأضاف “لفتح المجال المطلوب لبرنامج إصلاحات جذرية يجب ان تكون الأولوية الأولى للنظام هي تحقيق فترة من الهدوء..ستبدو الآفاق قاتمة إذ قد تشهد البلاد يوم جمعة دام آخر”. ووصف الوضع في سوريا بانه “ثورة بالحركة البطيئة”.
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©