علي معالي (دبي)
تعتبر أمل بن حيدر واحدة من أفضل لاعبات الدولة ومنطقة الخليج في كرة السلة النسائية، بعدما استطاعت أن تفرض نفسها بقوة على ساحة اللعبة حتى توجت بالعديد من الألقاب المحلية والخليجية كأحسن لاعبة لفترات طويلة، وفجأة وبدون مقدمات توقفت اللاعبة الماهرة عن لعبتها المفضلة، رغم ما قدمته خلال مشوارها لدرجة جعلتها واحدة من الأسماء الرنانة.
الحكاية أن أمل منذ بداية هذا الموسم، لم تشارك في صفوف فريقها الذي تربت وترعرعت بين جنباته وهو نادي سيدات الشارقة، بعد الإيقاف الذي طالها في بداية الموسم وهو مستمر حتى هذه اللحظة، ولم تجد اللاعبة التي تدرس الهندسة المدنية في جامعة الشارقة، المبررات التي جعلت نشاطها يتجمد حتى الآن، وطوال هذه الفترة التي توقفت فيها أمل بن حيدر شاركت في صفوف منتخبنا الوطني في أكثر من مناسبة وكان آخرها خليجي 4 الأخيرة التي جرت في سلطنة عمان وحقق فيها منتخبنا الوصافة للمرة الثانية على التوالي خلف المنتخب القطري.
وتطورت العلاقة بشكل مفاجئ وسلبي كثيرا بين اللاعبة وناديها قبل بطولة الخليج، حيث قام النادي بإرسال خطاب إلى اتحاد كرة السلة، يطالب بإيقافها، حيث تضمن الطلب الشرقاوي إيقاف اللاعبة من النادي، وعدم ضمها إلى صفوف المنتخب، استناداً لعدم التزامها المشاركة في المباريات والتدريبات، ثم اجتمع اتحاد السلة وناقش الموضوع باستفاضة وخرج بقرار رفض طلب النادي، لكن أزمة اللاعبة مع النادي لازالت قائمة حتى الآن رغم انطلاق بطولة كأس الاتحاد للمواطنات.
«الاتحاد» التقت بن حيدر لتتعرف على جوانب المشكلة، حيث قالت: «أبحث دائماً عن تمثيل بلادي على أفضل ما يكون في جميع المحافل، وعندما أرى أن هناك مهمة وطنية تنتظرني أترك الجامعة وأهلي وأركز مع المنتخب في التدريبات والمباريات، وهناك اختلاف في وجهات النظر بيني ونادي سيدات الشارقة، ولكن ذلك يجب ألا يؤثر على مصلحة المنتخب».
وقالت: «الأندية بشكل عام يجب أن تعمل من أجل مصلحة المنتخبات الوطنية، وليس العكس، وإذا كانت هناك مشكلة وأزمة بيني والنادي، فمن المفترض أن يتم حلها بعيداً عن المنتخب وهو ما حاولت فعله».
تابعت: «صحيح أنني لم أتدرب مع النادي هذا الموسم، ولم أخض أي مباراة رسمية معه، لكنني كنت جاهزة للمنتخب حيث أتدرب مع مدرب خاص منذ فترة، ومن قبلها كنت أحافظ على لياقتي البدنية من خلال التدريبات القوية في «الجيم»، لأني لا أستطيع أن أكون بعيدة عن المنتخب، ورغم أني لا أدري سبباً لإيقافي من النادي وفي نفس الوقت لا أغفل الدور المهم والكبير الذي لعبه نادي سيدات الشارقة في حياتي كلاعبة، حيث لعبت له 8 سنوات حققت خلالها الكثير من الانتصارات، ولكنني لم أشارك معه هذا الموسم في البطولة المحلية، وهذا أمر أحزنني كثيرا».
وعن بطولة الخليج الأخيرة قالت أمل بن حيدر: «قدمنا مستويات رائعة وكان هدفنا المركز الأول ونجحنا بالفعل في تقديم عروض رائعة، لكن الصعوبة كانت امام المنتخب القطري حيث خسرنا منه وهو فريق يضم الكثير من اللاعبات المجنسات وهذه أزمة كبيرة بالفعل، حيث إن التجنيس قتل المتعة بالفعل في التنافس بين اللاعبات المواطنات في بطولة الخليج التي نعتبرها مسابقة ذات خصوصية كبيرة، وهذه الظاهرة بالفعل كان لها تأثيرها السلبي على مستويات البطولة، وفي كل بطولة نفاجأ بحالات جديدة بين صفوفهم».
أضافت: «المشكلة في النسخة الخليجية الأخيرة أننا لم نكن نعرف المنافس القطري ولم نشاهده لأن المباراة الأولى له في البطولة كانت أمامنا، في حين تابعنا الفريق جيدا كوننا لعبنا أمامه المباراة الثانية بعد أن خضنا المباراة الأولى مع البحرين، وبالتالي كان فريقنا أمامهم كتاباً مفتوحاً، في حين أنهم كانوا بالنسبة لنا أمراً مجهولاً لا نعلم عنه شيئا، وبالتالي دخلنا المباراة من دون سابق إنذار وتقدموا في البداية، ونجحنا في التقليص واقتربنا كثيرا من الانتصار عليهم لكن مفاجأة البداية جعلتهم يكسبون في النهاية وهي المباراة الوحيدة التي خسرناها في البطولة، ولو كانت هذه المباراة في نهاية البطولة مثلا لكان لنا رأي أخر في نتيجتها».
ونوهت إلى نقطة مهمة للغاية قائلة: «أزمة المنتخب الوطني المقبلة ستكون في الصف الثاني، حيث لا يوجد جيل جديد من اللاعبات يمكن الاعتماد عليهن بشكل قوي واستكمال مسيرة أفضل مما نحن عليه الآن، وذلك لعدم وجود بطولات خاصة في المراحل السنية، حيث نجد الاهتمام الأكبر في أنديتنا بالفريق الأول فقط، وهذه نقطة لابد من الوقوف عندها كثيرا لإيجاد حل لها حتى لا نصطدم بواقع مرير بعد ذلك بعدم وجود لاعبات على مستوى عال يستطعن خدمة الوطن بالشكل المناسب والأمثل في المشاركات الخارجية».
أضافت: «لعبة السلة شهدت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة بفضل الاهتمام من بعض الأندية، إضافة إلى حرص الاتحاد على تنظيم بطولات متنوعة لتطوير اللعبة على المستوى المحلي، ولكن ما زلنا نحتاج إلى نشر الوعي الثقافي الرياضي في صورة أعمق حتى تنتشر اللعبة في كل مكان خاصة وأنها لعبة ممتعة وبها الكثير من الفنون والمواهب التي يمكن إبرازها».
ترويسة 7
أثنت أمل بن حيدر على ندى عسكر مدير إدارة رياضة المرأة في نادي سيدات الشارقة في نشر الثقافة الرياضية النسائية وجهودها لتطوير الرياضة النسائية.
هلا شحادة: تمتلك مقومات البطلة
دبي(الاتحاد)
قالت هلا شحادة مدربة المنتخب الوطني:« تمتلك أمل بن حيدر موهبة كبيرة وهي لاعبة تعشق السلة، وبالتالي كان تواجدها مهما للغاية في صفوف المنتخب، وعلينا أن نساهم في تطوير مستويات مثل هؤلاء اللاعبات من خلال المشاركات المتنوعة، وأمل بن حيدر صنعت لنفسها تاريخا متميزا مع اللعبة سواء مع المنتخب أو داخل نادي سيدات الشارقة».
أضافت:« أمل من المواهب التي يجب الحفاظ عليها، ولا يمكن التعليق على ما يدور بينها وبين ناديها الذي تربت فيه كونها مشكلة داخلية، ونحن نحترم دائما في إدارة المنتخب ما يدور داخل الأندية خاصة وأنني في الوقت نفسه مدربة نادي النصر في اللعبة، وبالتالي أعلم الكثير عن مثل هذه الأمور».
تابعت:« أتمنى أن يصل نادي سيدات الشارقة مع أمل إلى قرار يخدم مصلحة الطرفين اللاعبة والنادي وفي الوقت نفسه مصلحة اللعبة ورصفة أمل بأنها من أفضل لاعبات منطقة الخليج وتمتلك مقومات لاعبة بطلة فعلاً».
غياب المنافسة
دبي (الاتحاد)
اكدت أمل بن حيدر أن المنافسة منحصرة في البطولات المحلية بين ناديي سيدات الشارقة والنصر، في وقت يتقاسم الفريقان البطولات بعد توقف النشاط في نادي الشباب الذي توج بلقب الدوري كثيرا، موضحة أن التنافس الحالي بين ناديين فقط له سلبياته. وطالبت بتطور بقية الأندية حتى تتوسع دائرة المنافسة بما يعود بالنفع على المنتخب الوطني.
«أم الإمارات»
السند الدائم
دبي(الاتحاد)
وجهت أمل بن حيدر رسالة حب وتقدير إلى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، لدورها الرائد في دعم الرياضة النسائية قائلة: «سمو الشيخة فاطمة لها أياد بيضاء على الرياضة النسائية، ونعشقها جميعاً كونها المثل والقدوة بالنسبة لنا، وهي السند الدائم لنا ليس فقط في مجال الرياضة، بل في كافة مناحي الحياة، ومن خلال ما تقدمه للرياضة بشكل عام نستلهم القوة والعزيمة».
عدد اليوم
