الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تكثف الدبلوماسية المناخية مع اقتراب اجتماع كوبنهاجن

الصين تكثف الدبلوماسية المناخية مع اقتراب اجتماع كوبنهاجن
29 أكتوبر 2009 23:47
تكثف الصين من أنشطتها الدبلوماسية في مجال التغير المناخي بشكل متزايد قبل أسابيع من محادثات حاسمة يمكن أن تؤدي الى صياغة اتفاقية جديدة لمكافحة الاحتباس الحراري او تنتهي بضغينة قد ترتد على اكبر مصدر للانبعاثات في العالم. وقال الرئيس هو جين تاو للرئيس الاميركي باراك اوباما الاسبوع الماضي إن الصين تريد الوصول الى نتيجة ناجحة في كوبنهاجن حين تجتمع دول العالم اعتبارا من السابع من ديسمبر لمناقشة الاتفاقية المناخية الجديدة المقترحة. ومن المؤكد أن هذا الموضوع سيطرح حين يزور اوباما العاصمة الصينية بكين في منتصف نوفمبر. وشهدت الأسابيع الأخيرة العديد من الاجتماعات بين الصين ودول أخرى من اللاعبين الكبار في المفاوضات من بينها الهند. وستطرح قضية الاحتباس الحراري ايضا في قمة للصين والاتحاد الاوروبي تعقد اواخر نوفمبر. لكن حديث دبلوماسيين ومستشارين صينيين يعدون للمفاوضات جاء ليعبر مجددا عن التشاؤم الدولي المتزايد حيث حذروا من أن محادثات كوبنهاجن يمكن أن تنتهي بالوصول الى اتفاق ضعيف يبتعد عن التطرق الى القضايا الأساسية او حتى تفشل في الوصول الى اتفاق. وقال يي شيان ليانج المسؤول بوزارة الخارجية الصينية المشارك في محادثات المناخ في اجتماع عقد ببكين الاسبوع الماضي “المفاوضات الحقيقية ستكون بعد كوبنهاجن. كوبنهاجن ستكون نقطة بداية وليس نقطة نهاية”. ويرى بان جيا هوا خبير سياسة التغير المناخي بالاكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية أن الأمل في أن يتفق المفاوضون على هدف حاسم بخفض انبعاثات غازات الصوبة الزجاجية على مستوى العالم الى النصف بحلول عام 2050 مقارنة بالمستويات الأخيرة يبدو ضئيلا. الاعتماد على الفحم وبوصفها عملاقا يعتمد على الفحم ويرجح ان يزيد ناتجها من غازات الصوبة الزجاجية لسنوات كثيرة قادمة فإن الصين قد تكون اكثر من يكتوي بنار اي رد فعل عكسي اذا لم تتمخض المحادثات عن اتفاق متين. وقد يتحول هذا الى توترات اكبر بشأن التجارة. وقال وانج كي الذي يقوم بتدريس السياسة البيئية بجامعة رينمين ببكين “في ظل أن الصين من كبار مسببي الانبعاثات بهذا الشكل فإنها تريد تجنب أن تصبح كبش الفداء اذا كانت المحادثات غير ناجحة او حتى انهارت. “نشعر أن المسألة حسمت بالفعل. كوبنهاجن ستكون تسوية صعبة... الصين تريد أن تأخذ بزمام المبادرة حتى لا ينحى عليها باللائمة اذا وصف هذا بالفشل”. وبلغت انبعاثات الصين من ثاني اوكسيد الكربون وهو الغاز الرئيسي من غازات الصوبة الزجاجية الذي يتولد نتيجة للأنشطة البشرية 6.8 مليار طن عام 2008 مرتفعا بنسبة 178 بالمئة عن مستويات عام 1990 وفقا لما ذكره معهد (آي.دبليو.آر) وهو معهد الماني متخصص في الطاقة. وارتفعت الانبعاثات الاميركية بنسبة 17 في المئة على مدار هذه الفترة الى 6.4 مليار طن. وكثيرا ما يندد منتقدون غربيون بالصين بوصفها حجر عثرة في طريق الاتفاق لأنها تقول إنه يجب ألا تخضع الدول النامية للحدود الدولية القصوى الملزمة المفروضة على الانبعاثات أثناء خروجها من نطاق الفقر. مساعدات للدول النامية في المقابل قالت الصين ودول نامية أخرى إن الدول المتقدمة لم تبذل جهدا يذكر حتى الآن على صعيد تعهداتها بخفض انبعاثاتها من غازات الصوبة الزجاجية وتقديم التكنولوجيا والاموال لدول العالم الثالث للمساعدة في مواجهة الاحتباس الحراري. ومن غير المرجح أن تؤدي الأسابيع السابقة لاجتماع كوبنهاجن الى تقدم حاسم لتسوية تلك المسائل والنزاعات ذات الصلة بشأن التعهدات والتحقق. وقال بان الباحث في مجال التغير المناخي الذي يقدم المشورة للحكومة ايضا “نعتقد أن النتيجة المرجحة ربما ستكون اتفاقا سياسيا إطاريا. “ستتطلب أهداف التخفيف من الحدة (الانبعاثات) والأهداف متوسطة المدى مفاوضات صعبة لاحقة”. واستمرارا للنبرة الواقعية أحبط تود ستيرن مبعوث الولايات المتحدة الخاص للتغير المناخي امس الاربعاء التوقعات بأن زيارة اوباما للصين الشهر القادم يمكن أن تسفر عن اتفاق للتغير المناخي. وقالت ديبورا سيليجسوهن مديرة برنامج الصين بمعهد الموارد العالمية في بكين إن القمة بين هو واوباما قد تساعد في بث شعور بمزيد من الثقة حتى تستطيع الحكومات الوصول الى اتفاق قابل للتنفيذ في كوبنهاجن. ويشعر كبار زعماء الصين بمن في ذلك هو ونائب رئيس الوزراء لي كي تشيانج بتفاؤل بشأن تحقيق نجاح في كوبنهاجن. وأضافت سيليجسوهن أنه تم تضييق هوة الخلاف حول قضايا مثل إقامة هيئة مركزية لإدارة انتشار تكنولوجيا صديقة للبيئة وتمويل الاحتياجات المناخية للدول الفقيرة. وقالت سيليجسوهن المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الاميركية التي تولت قضايا بيئية “اذا كانوا يشعرون أن بوسعهم الثقة في بعضهم بعضا فإن هذه القضايا لن تكون شديدة الصعوبة”. وأضافت “أعتقد أن المسألة تتعلق بما اذا كان الجميع يشعرون بالتفاؤل والثقة حين يذهبون الى اجتماع (كوبنهاجن)”. لكن لو شيوه دو نائب مدير المركز الوطني للمناخ بالصين الذي يشارك في المفاوضات لا يعتريه شك يذكر في أن الصين بصدد مواجهة مساومات غير سهلة قبل وبعد كوبنهاجن. وقال لو للصحفيين الاسبوع الماضي “في بعض الاحيان اثناء مفاوضات المناخ لا نجرؤ حتى على الذهاب للمرحاض لأننا حين نعود الى الغرفة تكون الأمور قد تغيرت”. بان كي مون: توقعات قمة المناخ لا تزال جيدة نيويورك (رويترز) - قال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون إن التوقعات بشأن ما ستسفر عنه قمة المناخ المقررة في ديسمبر بكوبنهاجن لا تزال جيدة وإنها قد تنجح حتى دون التوصل لاتفاقية ملزمة من الناحية القانونية للحد من التلوث. وحث بان أمس الاول الدول المشاركة في القمة وعددها 190 دولة على ابرام اتفاقات سياسية قال دبلوماسيون إنها تعني اتفاقيات غير ملزمة حول أهداف طموحة على أن يتم الحديث عن التفاصيل في وقت لاحق. وكان يانوس باستور مستشار بان لشؤون المناخ قد قلل هذا الاسبوع من التوقعات بشأن اجتماع الامم المتحدة حول الاحتباس الحراري في العاصمة الدنماركية عندما قال إن التوصل لاتفاقية ملزمة من الناحية القانونية سيأتي نتيجة محادثات تلي قمة كوبنهاجن. وقال دبلوماسيون ومسؤولون في الامم المتحدة إن التوصل لاتفاقات سياسية في كوبنهاجن لن يكون سهلا. وأضافوا أن الدول الغنية والفقيرة على طرفي نقيض بشأن تقاسم عبء تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتقديم مساعدات لتمويل اتفاقية. لكن الامين العام للمنظمة الدولية أصر في مؤتمر صحفي شهري على أن التوقعات بشأن نتائج قمة ديسمبر لا تزال جيدة وإنه يتحدث يوميا مع قادة العالم لتشجعيهم على التغلب على التعثر. وقال بان للصحفيين “لا تزال لدينا توقعات وأهداف طموحة”. وقدم بان تفاصيل حول عدة أمور تتمنى الامم المتحدة التوصل لاتفاقيات سياسية بشأنها في ديسمبر ونقاط أدق سيتم التباحث فيها العام المقبل وستكون قاعدة الاتفاقية الملزمة من الناحية القانونية. وقال بان إن الدول المتقدمة والنامية يجب أن تتفق في كوبنهاجن على أهداف طموحة لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري أو الحد منها. وستكون الدول النامية بحاجة إلى مساعدات مالية كبيرة حتى تتأقلم مع أهداف الانبعاثات وقال بان إن هذه القضية يجب الوصول لاتفاق حولها في ديسمبر. وأضاف أنه إذا تم التوصل لاتفاقات حول هذه القضايا وغيرها في ديسمبر فإن “هذا قد يكون دليلا على النجاح
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©