الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مها شاهد تشكيلية من ذوي الاحتياجات تنسج العوالم إبداعاً

مها شاهد تشكيلية من ذوي الاحتياجات تنسج العوالم إبداعاً
20 أغسطس 2008 01:03
أقامت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث أمس الأول في المجمع الثقافي بأبوظبي المعرض الشخصي الأول للفنانة التشكيلية الباكستانية مها شاهد المقيمة في الإمارات والذي افتتحه عبدالله العامري مدير إدارة الثقافة والفنون في الهيئة بحضور شخصيات اجتماعية وفنانين وصحفيين والمهتمين بالفن التشكيلي ويستمر المعرض حتى 25 يوليو الجاري· انتسبت الفنانة شاهد 22 عاماً إلى المرسم الحر في هيئة أبوظبي للثقافة والتراث منذ سنتين، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة، إلا أنها استطاعت أن تخوض تجربة في الرسم قدمت من خلالها أعمالاً فنية متميزة· قدمت في معرضها 24 عملاً فنياً تراوحت احجامها بين 20*30سم و60*70سم وتنوعت موضوعاتها في ثلاثة اتجاهات هي الطبيعة الصامتة 4 لوحات والأزهار 10 لوحات والطبيعة الحية 10 لوحات· بدت فيها الدقة في الألوان والبراعة في تخير الموضوعات ''الأكواخ، الشواطئ، الصخور، البحر'' أكثر انسجاماً في أبعادها داخل اللوحة، هذا بالإضافة إلى روح التطابق بين عمق اللوحة وأطرافها، كما أنها تتخيز الألوان الشفيفة في مواقع معينة والحارة في مواقع أخرى، أما الظلال فتظهر متجانسة تماماً· تعاني التشكيلية شاهد من فقدان حواسها البصرية والسمعية وقدرتها على التواصل الاجتماعي وبعد انتسابها إلى المرسم الحر تمكن المشرفون على القطاع الفني في الهيئة أن يأخذوا بيدها في تعلم فن الرسم وتفجير إبداعاتها التي أسفرت عن فنانة أبدى الكثير من الذين حضروا المعرض إعجابهم بما قدمته· يقول عبدالله العامري في لقاء ''الاتحاد'' معه: أن الهيئة تعتني بفئة ذوي الاحتياجات بشكل خاص، حيث اخترنا الالتزام الجدي والمسؤول في احتضان هذه الشريحة الاجتماعية التي تلقى رعاية ودعم الدولة· وأضاف: هناك أكثر من فنان من ذوي الاحتياجات يتردد على المرسم الحر، ونحن نحاول في الهيئة تشجيعهم ليكونوا جزءاً من فناني المرسم من خلال الدعم الفني الذي يقدم لهم بتوفير المدرسين المتخصصين في فنون التشكيل، كما أن الهيئة توفر لهم المواد الخام مجاناً وتمنحهم المساحة المطلوبة لتنفيذ أعمالهم· وأشار العامري: إنني تفاجأت بالمستوى الفني لمها شاهد في تقديمها أعمالاً نعتبرها متميزة في بدلياتها، وان قدرة الفنانة تتمثل في تفاعلها الصادق مع موضوعاتها، وزوايا التقاطاتها للعالم الذي تريد تصويره في تناغم تام جعلها تخرج عن الانطوائية التي كانت تعاني منها إلى الاندماج في العلاقات الاجتماعية والفنية· وأوضح: منذ سنتين عندما بدأت تجربتها في المرسم الحر، أحسسنا أن لديها كماً إنتاجياً استطعنا أن نعطيها الفرصة في الثقة بما تقدمه حتى أصبح مقبولاً فنياً· من جهتها، قالت سوسن خميس مديرة المرسم الحر في الهيئة: كانت مها شاهد في بداياتها تستغرق وقتاً طويلاً في إنجاز حركة فنية واحدة بالفرشاة، هذا بالإضافة إلى أنها كانت لا تهتم بالمكان الذي تعمل فيه إذ يبدو مبعثراً في أغلب الأحيان إلا أنها أصبحت الآن أكثر قدرة في التعامل مع اللوحة والمكان، حيث تبذل جهداً كبيراً في العمل· وأكدت: بالتأكيد أن وقوف الآخرين بجانبها خاصة والدتها وكادر المرسم الحر في الهيئة ساعدها كثيراً ونمى شخصيتها الفنية والاجتماعية· أما الفنان محمد مندي خبير الخط العربي في الهيئة، فيقول: أعتقد أن المرسم الحر أراد أن يقدم للناس في هذا المعرض تجربة تؤكد أن هذا المشغل يحتضن كل فنان يحاول تطوير إمكاناته الذاتية المبدعة خاصة ذوي الاحتياجات، وكشفت تجربة الرسم مع الفنانة شاهد أن طريقة التدريس قادرة على التعامل مع هذه الفئة التي تحتاج إلى أساليب معينة في التعلم· وأضاف: لقد استطعنا أن نتعامل مع شاهد بحذر كي نوصل لها المعلومة المطلوبة بشكل واضح؛ لأن بداية التعلم إذا كانت صحيحة تؤسس لنهايات صحيحة وهذا ما يكشفه معرضها الأول· ويتداخل الدكتور حبيب غلوم مدير الأنشطة الثقافية في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ليقول: إن ما شجعني أكثر لرؤية هذا المعرض، أنه من نتاج فنانة من ذوي الاحتياجات ومن هنا يأتي دورنا الإنساني في الدفع بهذه الفئة إلى ممارسة الفن والحياة معاً· وقال أيضاً: تفاجأت حقاً بالمعرض وأنا منبهر به؛ لأنه ليس فقط كونه من نتاج حالة إنسانية خاصة بل هو يقدم فنانة لاتزال في مقتبل العمر تعرف منذ البدايات كيف تختار الألوان بدقة للموضوع الذي تتناوله، كما أن لوحاتها في الطبيعة تفصح عن مستقبل باهر في الرسم.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©