الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكومبارس».. صفقات كثيرة ووجوه غائبة (1)

«الكومبارس».. صفقات كثيرة ووجوه غائبة (1)
9 ابريل 2015 21:40
أمين الدوبلي (أبوظبي) قبل وخلال كل موسم، ينشط سوق الانتقالات الصيفية والشتوية، خصوصاً منذ الدخول في عهد الاحتراف، ويشهد «الميركاتو» رواجاً، في محاولة من الأندية لدعم الصفوف، وتتوالى أخبار المفاوضات، والصفقات، وتتزايد الآمال والطموحات عند الجماهير في مختلف الأندية، لعلها تجد ضالتها في اللاعب الجديد، ولكن بعد مرور أكثر من 6 مواسم، بدت ظاهرة غريبة، تتعمق جذورها السلبية كل عام في دورينا، وتكتسب زوايا وأبعاداً خطيرة، إنها ظاهرة «اللاعب الكومبارس» الذي ينتقل من ناديه، إما من دون بصمة حقيقية، أو نجماً يتجه إلى المجهول، وكلاهما يعكسان حالة التخبط في اتخاذ القرار، سواء من اللاعب أو النادي. وفي هذا الملف، تفتح «الاتحاد» آفاقاً جديدة، بعرض جوانب الظاهرة، وتصديها للأسباب، وطرح مدى تأثيراتها السلبية على تجربتنا الملهمة للآخرين والأكثر نجاحاً في المنطقة، ونستعرض كل أطرافها من لاعبين وأندية ووكلاء، لتشخيص بؤرة الألم، ومن ثم طرح الحلول المناسبة لعلاجها، أملاً في أن نحافظ على مكتسبات المرحلة، وأن نجعلها قاعدة قوية للبناء عليها، من أجل تحقيق المزيد من الإنجازات، مع التسليم بأن كل تجربة في بداياتها ربما تنطوي على أعراض سلبية، يجب التصدي لها، ووضع الحلول للتخلص منها، من دون أن نسمح لها بعرقلة المساعي في مسيرة التطور المأمول. الخبراء يضعون أيديهم على أسباب المرض «صراع الجبابرة» يحول النجوم إلى أسرى «دكة البدلاء»!! أبوظبي (الاتحاد) في الحلقة الأولى من الملف، نفتح المجال أمام الخبراء وأصحاب الرأي لعرض تشخيصهم للظاهرة، وكيفية بروزها، لنوجه أصابعنا إلى المتسبب فيها، ونستعرض ملامحها الهيكلية حتى ننفذ إلى تركيبتها، ونضع أيدينا على عناصرها، وسوف نعرض نماذج تلك الظاهرة التي تكونت في شكل قائمة، وسوف تكون البداية مع عادل البطي الناقد الرياضي السعودي والمحلل الفني في قناة أبوظبي الرياضية. في البداية، قال البطي: أحمل اللاعب المسؤولية الأولى في تلك الظاهرة، لأنه في عهد الاحتراف يجب أن يكون قادراً على إدارة حياته بالشكل المناسب، فهو المسؤول الأول أمامي عن قراره بالانتقال من نادٍ إلى آخر، وأيضاً التحول من لاعب أساسي إلى بديل، ولدينا الكثير من تلك النماذج في الدوري الإماراتي والسعودي، وعندما أحمل اللاعب المسؤولية الأولى، فهذا لا يعني أنه لا توجد أطراف أخرى، تقوم بأدوار العوامل المساعدة، ومن بين المسؤولين، ولكن بدرجة أقل الأندية التي تدخل أحياناً فيما نسميه «صراع الجبابرة»، وبعضهم لا يتعاقد مع اللاعب لأنه يريده، ولكن ليحرم المنافسين منه، وتلك مأساة حقيقية، تظلم اللاعب الذي كان يلعب أساسياً في فريقه، وتظلم الفرق الأخرى المنافسة من قدراته وإمكاناته، ويتسبب هذا القرار من حرمان اللاعب من تمثيل بلاده في المنتخب القومي، لأنه يتم اختياره في المنتخب على ضوء مشاركاته الفاعلة مع ناديه، وعندما ينتقل يتعرض لـ «التهميش» ولا يبرز أمام مدرب المنتخب. وأضاف: المفترض أن مسؤولي الإدارة في أنديتنا يتم اختيارهم من العارفين باللعبة، سواء بالممارسة أو بخبرة المتابعة والتمرس فيها، ولكن للأسف يترك الأمر لمن لا خبرة له، وتصدر القرارات العشوائية في الانتدابات، أحياناً بمساعدة المدرب الذي نطلق عليه في منطقة الخليج «عابر السبيل» أو وكيل اللاعبين الذي تحول إلى مدير أعمال غير أمين، لا يهمه إلا نفسه، ولا ينبري لتوجيه نصيحة مخلصة للاعب، وربما يقصد أحياناً أن ينقله إلى تجربة غير ناجحة، حتى يلجأ له مرة أخرى ويحقق منه الدخل مرتين. وفي السياق نفسه، يقول عبد الحميد المستكي المستشار الفني لأكاديمية كرة القدم بنادي الجزيرة المحلل الفني في قناة دبي الرياضية، إن المشكلة الحقيقية، تكمن في تحديد احتياجات النادي من اللاعبين، وأن من يحدد تلك الاحتياجات يجب أن تكون لديه رؤية واضحة لقدرات اللاعبين الصاعدين من قطاع الناشئين بالنادي أولاً، فربما يكون به الحل لو منحنا أحدهم الفرصة لتغطية النقص، وإكمال الهيكل السليم، ويجب أن يكون أيضاً من أصحاب الخبرة الفنية أو قريباً منهم لكي يملك القدرة على تحديد الاحتياجات، ومعرفة إمكانات اللاعبين المتاحين في السوق. وقال المستكي: بعض الأندية تذهب إلى نظرية «التكديس»، وأحياناً يكون لديها الظهير الأيمن، وتذهب للتعاقد مع ظهير أيمن بالقدرات نفسها أو أقل لتكديسه دون أن تكون هناك حاجة له، واللاعب في عصر الاحتراف أصبح ينظر إلى المال أكثر من نظره لمسيرته واحتمال تعطلها، فما دام يحصل على المال، لا يتوقف كثيرا أمام تحقيق الإضافة أو البصمة، وهذا النوع من اللاعبين يجب أن يراجع نفسه حتى لا ينتهي سريعاً. وأضاف: أعتقد أن الشباب هو أقل أندية الدولة انتداباً للاعبين، وأكثرها تصديراً للأندية الأخرى، وأنه النادي الأكثر استفادة من صفقاته، لأنه يتعاقد مع اللاعب الذي يحتاجه، ولا يقف في وجه أي لاعب آخر ترتفع تطلعاته عن قدرات ناديه، ويدير المسألة بمنتهى الذكاء في الوقت الذي يحافظ لنفسه على مكانة مرموقة بين أنديتنا في مختلف المسابقات، وللأسف فإن اللاعب «الكومبارس» الذي أصبح موجوداً بكثرة في فرقنا أصبح يأخذ فرصة الصاعد ويضيق المساحة للبروز عليه، وهذا لا يتفق مع المرحلة المقبلة التي أصبحت كل أكاديميات الكرة فيها مجتهدة في الكشف عن المواهب وصقلها، لأن اللاعب الصاعد إن لم يجد الفرصة سوف يترك ناديه ويتوجه إلى نادٍ آخر، وقد يكون ذهب إلى المجهول لأن إمكانات النادي الجديد قد لا تناسب طموحاته، ويشعر بالإحباط، ويتأثر سلباً ويبدأ في الضياع بعد أن كان ساطعاً في ناديه الأول. وقال: كل مدرب يأتينا يبحث عن اللاعب الجاهز للأسف، لأنه يدرك أن مدته لن تطول عن موسم أو موسمين، وهو يريد أن يحصد الإنجازات حتى يبقى لأطول فترة، ولا يفكر في البناء الاستراتيجي، وبعضهم يتسم بالخبث ويسعى لضم كل الصفقات القوية المتاحة حتى لا يتهدد موقعه، وحتى لو أجلسهم جميعاً على مقاعد البدلاء. زنجا: عدم الانسجام يمثل أحد عناصر الفشل! دبي(الاتحاد) اعتبر المدرب الإيطالي والتر زنجا أن اللاعب «الكومبارس» ظاهرة موجودة في كل الدوريات، ولا تقتصر على دولة معينة، لأن العديد من العوامل تتداخل في عدم الاستفادة من بعض اللاعبين الذين يتم التعاقد معهم في البداية لدعم الصفوف، لكنهم يتحولون بعد ذلك إلى احتياطيين لا يشاركون باستمرار. وأوضح أن الاختيارات الخاطئة، وعدم البحث بدقة عن احتياجات الفريق، ومواصفات اللاعب الجديد الذي سيتم التعاقد معه، من أجل تقديم الإضافة، تأتي في المقام الأول، ثم عوامل أخرى، مثل الإصابات أو عدم الانسجام والتأقلم، لاختلاف الأجواء التي جاء إليها اللاعب عن تلك التي اعتاد عليها، مما يشكل عوامل سلبية تحول دون الاستفادة من اللاعب بالشكل المطلوب، وهنا يتحمل اللاعب نفسه المسؤولية، لأنه مطالب باختيار البيئة التي تناسبه قبل أن يتخذ قراره الأخير. وشدد زنجا على أن الأندية مطالبة بوضع معايير دقيقة لاختيار اللاعبين، حتى تتفادى الصفقات غير الناجحة. إسماعيل راشد: قلة الخبرة وراء القرارات الخاطئة للاعبين دبي(الاتحاد) يرى إسماعيل راشد نجم الكرة الإماراتية ومدير المنتخب الوطني الأسبق، أن ظاهرة «الكومبارس» ليست موجودة بكثافة في أنديتنا، وأن كل نادٍ يختار العناصر التي تخدم مصلحته، حتى وإن وجدت في بعض الأندية، لكنها ليست بالكثافة التي نشاهدها أو نتابعها في دوريات أخرى. وقال إسماعيل راشد: «هناك أدوار مختلفة لهذا اللاعب، ومن الطبيعي أن نجد لاعب الدكة متميزاً في بعض الأوقات، ووجود لاعب قوي على مقعد البدلاء أمر مهم للغاية في عالم كرة القدم، والبديل القوي والقادر على تغيير المباراة وقت نزوله، أمر مهم للغاية في تفكير أي مدرب». وأضاف: أما بخصوص مسألة اللاعب الذي يتخذ القرار الخاطئ، فإنني أرى المسؤولية تقع عليه قبل كل شيء، لأنه يفتقد إلى الخبرة عند اتخاذ القرارات المصيرية في حياته، لأنه عندما يذهب إلى نادٍ لا يستفيد منه، لن يجد له قيمة سوقية بالتدريج في الملاعب، وربما يهدد ذلك مستقبله أو يدفعه إلى الاعتزال المبكر. عباس: الطمع وراء تفاقم الظاهرة! معتز الشامي (دبي) أكد الدكتور موسى عباس الباحث المتخصص في شؤون الاحتراف، ومسؤول الاحتراف بالنادي الأهلي، أن خيارات اللاعبين في مشوارهم الاحترافي، يجب ألا تتوقف فقط على الجانب المادي، وتفضيل صاحب العرض الأعلى، لأن هناك اعتبارات كثيرة يجب أن يراعيها اللاعب المحترف، حتى لا يخسر المنتخب الوطني مواهب يمكن أن تتألق، ولكنها فضلت أن تضحي بمستقبلها المهني في الملاعب ومع المنتخب، من أجل المال. وأضاف: يجب أن يدرك كل لاعب أن الاحتراف ليس فقط لجمع المال، من دون لعب أو رغبة في التطور الفني والتألق داخل الملعب، ولولا ذلك لما فرض «الفيفا» نظام مشاركة اللاعبين لأقل من 10%، وذلك حتى لا تموت المواهب على دكة البدلاء، بسبب طمع الأندية في مختلف دوريات العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©