أحمد عبدالعزيز (أبوظبي)
كشف مكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن 207 رحلة جوية قامت بها المفوضية من دولة الإمارات، خلال العشر سنوات الماضية، لنقل المواد الإغاثية للدول التي تشهد توترات سياسية ونزاعات وكوارث طبيعية أدت لنزوح اللاجئين، في الوقت الذي توفر فيه الإمارات أكبر مستودع ومخزون من المواد الإغاثية في العالم بدبي.
وقال سليمان داوود مدير المستودعات اللوجيستية لمكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين بدولة الإمارات لـ «الاتحاد»: «إن المفوضية تلمس التعاون الكامل في الدولة وتوجه بالشكر على ما توفره من تنسيق وتعاون، حيث إن هناك شراكة بين المفوضية والجهات الحكومية الإماراتية والقطاع الخاص ما يؤدي إلى تسهيل مهمتنا في إرسال شحنات المواد الإغاثية لكل الدول التي تعاني من مشكلات أو أزمات ولديها لاجئون.
وأضاف أن هناك خطة للتوسعة في المستودعات والتي يمكن الانتهاء منها خلال سنوات قليلة قادمة، حيث إن هناك خطوات محددة يتم على أساسها زيادة القدرة الاستيعابية للمستودعات اللوجيستية في المدينة الإنسانية العالمية في دبي، والتي تعد أهم المستودعات اللوجيستية في العالم، وتعد منصة مهمة في توفير الاحتياجات الإغاثية في العالم.
وأشار إلى أن أخر الشحنات الإغاثية التي أرسلها مكتب المفوضية في الإمارات، كانت لتقديم مساعدات لأكثر من 100 ألف شخص من اللاجئين في جنوب السودان حيث تم إرسال المواد اللازمة للإيواء مثل المطابخ المتنقلة والخيام والأغطية والسرائر علاوة على إنشاء 20 مستشفى ميدانياً.
وأكد داوود أنه في عام 2006، أودعت المفوضية مخزوناً عالمياً لحالات الطوارئ في دولة الإمارات كجزء من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية التي تم تأسيسها عام 2003 بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مشيراً إلى أنه تم تجهيز مستودعات المفوضية في دبي للوفاء باحتياجات الإغاثة الأساسية لـ200 ألف من المعوزين وذلك لجاهزيتها للوصول إلى جميع القارات واستعدادها للاستجابة السريعة في حالات الطوارئ.
وأضاف أن الإمارات تستقبل أكبر مخزون للمفوضية على مستوى العالم في مستودعات المفوضية، حيث إنها تعتبر«الجبهة الأمامية» للمستجيبين في حالات الطوارئ الإنسانية.
وأشار إلى أن مخزون الطوارئ في دبي يعد الأكبر من بين العديد من مخزونات المفوضية على مستوى العالم، حيث تبلغ مساحة المستودع المغلق 17 ألفاً و500 متر مربع، وتستخدم لتخزين لوازم الإغاثة الأساسية والمركبات ومستلزمات السلامة والأمن. فضلاً عن أنه توجد أيضاً مساحة مفتوحة للتخزين قوامها سبعة آلاف متر مربع. وبإمكان المستودع تلبية احتياجات ما يصل إلى 200 ألف شخص في أي مكان في العالم من لوازم الإغاثة الأساسية مثل: الخيام، والبطانيات، والأغطية البلاستيكية، والناموسيات، والأدوات المطبخية، وأوعية المياه، وغيرها من المواد التي يحتاجها اللاجئون أو المعوزون.
ولفت داوود إلى أن مكتب المفوضية يتميز وجوده في أبوظبي ودبي حيث يتم توفير سلسلة إمدادات بحرية وجوية تعمل دون معوقات، وذلك لقرب موقع مستودعات المفوضية من جبل علي، أكبر موانئ الشرق الأوسط وأكثرها انشغالاً بالحركة. وتبحر السفن من ميناء جبل علي أسبوعياً إلى موانئ في كافة أنحاء العالم. إضافة إلى أنه، توجد ستة مطارات دولية على بعد ثلاث ساعات بالسيارة ومنها يمكن نشر الطائرات المستأجرة خلال مدة تتراوح بين 24 و48 ساعة.
وتشير إحصاءات الصادرة عن مكتب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الدولة إلى أن عدد الرحلات خلال عشر سنوات منذ عام 2007 وحتى 2016 قد بلغت 207 رحلات جوية وأرسلت مساعدات لنحو 14 دولة تضم في حدودها لاجئين ومعوزين وفارين من النزاعات والتوترات السياسية مثل الأردن واليمن والعراق والصومال وميانمار واليونان والسودان علاوة على الوصول إلى دول تعاني من الكوارث الطبيعية.
وتظهر الإحصاءات إلى أن إجمالي مبالغ المواد الإغاثية التي تم إرسالها قد بلغت خلال سبع سنوات 171 مليوناً و73 ألفاً و658 دولاراً، حيث تم إرسال 29 ألفا و778 طن متري من المواد الإغاثية والتي تشمل 800 وحدة من اللفائف البلاستيكية والخيام وعبوات تخزين ولمبات تضاء بالطاقة الشمسية ووحدات مطابخ متنقلة وشبكات منع الناموس والحشرات وأغطية بلاستيكية وبطاطين ومراتب.
عدد اليوم
