الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الصمود الأسطوري للمقاومة يؤكد أن عدن عصية على الغزاة

الصمود الأسطوري للمقاومة يؤكد أن عدن عصية على الغزاة
30 يوليو 2016 19:58
عدن - مهجة أحمد يحتفل اليمنيون بالذكرى الأولى للانتصار وتحرير مدينة عدن من مليشيا الحوثي والمخلوع الانقلابية، فمثل هذا اليوم لن ينسى من ذاكرة اليمنيين، مشهد الابتهاجات والأفراح في أحياء ومديريات مدينة عدن، نسخة متكررة من مشهد السابع والعشرين من شهر رمضان من العام الماضي، علت التكبيرات في جميع المساجد، بينما امتزجت الألعاب النارية وطلقات الرصاص بأجواء المدنية، عقب إعلان الحكومة الشرعية تحرير المدن الجنوبية اليمنية من قوات المخلوع ومليشيات الحوثي الغازية. هذا الإنجاز الكبير، الذي حققته المقاومة الشعبية طوال أربعة أشهر من النضال والصمود بمساندة التحالف العربي الذي وقف مع أبناء اليمن بنفس الخندق، يستحق أن يوثق، ليكون مرجعاً للأجيال القادمة للتعرف على قيم الانتماء والوفاء والاستبسال، من أجل تحقيق هذا الانتصار المجيد، الذي يؤرخ تاريخ اليمن حاضره ومستقبله. «إنجاز تاريخي ونصر عظيم» تصف مديرة إدارة المرأة بالمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي بمدينة عدن، أسمهان عبدة قاسم، مرحلة المقاومة والانتصار بالقول: إن الصمود الأسطوري لأبناء عدن البواسل والمقاومة الشعبية الشرسة، لمليشيات المخلوع والحوثيين في معركة العزة والكرامة أدت لتحرير مدينة عدن ودحر المتمردين، وهذا يثبت مجدداً، أن عدن تظل دائماً عصية على الغزاة وصعبة المنال، ويبرهن استبسال أبنائها للعالم أن إرادتهم الصلبة والقوية في الدفاع عن أرضهم وحماية مدنهم من تمدد مليشيات المخلوع صالح والحوثي وطردها من الجنوب كانت أهم عوامل ثباتهم، واستمرار صمود مقاومتهم التي تلقن الغزاة درساً قاسياً لا ينسى على مدى التاريخ سيروي للأجيال القادمة قصصاً عن تضحية أبناء مدينة تاريخية أبوا ألا يستسلموا للذل والقتل، أو يرضخوا لأطماع جاءت لمهاجمة مدينتهم التي عُرفت بمدينة السلام والوئام وقتلهم وتشريدهم من منازلهم، مضيفة: «لا ننسى دور قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودور الإمارات العربية المتحدة في الدعم اللوجستي والمعدات التي ساهمت في تحقيق هذا الانتصار لكل اليمنيين، مشيرة إلى أن مرور عام على تحرير مدينة عدن وتحقيق هذا النصر المؤزر تثبت لدول العالم أن إرادة الشعوب لا تقهر وهي تواجه أي عدوان. أهازيج الأفراح التي رسمت على وجوه الشباب والشيوخ والأطفال، وهم يرون مدينة عدن تعيد حريته المغتصبة، بأيدي شباب المقاومة ومساندة قوات التحالف، صورة لا يمكن أن تمحو من ذاكرة كل من عاش مرارة الحرب وقسوتها، هكذا تستهل نائب مدير شؤون الموظفين بالمؤسسة العامة للكهرباء بعدن، منى جُميع، وقالت: «في غمرة هذه السعادة والفرح بالانتصار نحيي أبطالنا من المقاومة الشعبية من شباب عدن وأبطال القوات الإماراتية التي وقفت معنا بنفس الخندق وقدمت الغالي والنفيس من أبنائها الشجعان أبناء الشموخ والخير، هو ما حصدناه من فرحة هذا اليوم التاريخي، وندعو لشهدائنا الأبرار أن يتغمدهم الله برحمته ويسكنهم فسيح جناته ودعواتنا لجرحانا الشفاء العاجل»، مؤكدة بأن في غمرة أفراحنا بهذا الانتصار العظيم، يتوجب علينا ألا ننسي التحديات الجسيمة التي علينا مواجهتها بحنكة والتعامل بإيجابية وتقدير مع السلطات الشرعية، وعلينا تجاوز كل العقبات التي تقف أمامنا وعدم الانجرار إلى المخططات الخفية التي تحول دون القضاء على تطلعات الشعب اليمني، خاصة أبناء مدينة عدن التي قدمت قوافل الشهداء، وناضلت من أجل تحقيق تطلعاته. مبروك النصر لليمن وتقف رئيسة شعبة التدريب والتأهيل بمكتب التربية والتعليم بعدن، مايسة عشيش، أمام الوقائع والمشاهد البطولية المؤثرة التي جسدتها شجاعة أبطال المقاومة الشعبية في تحقيق النصر، واستبسالهم في ميادين المعركة، وهم يتسابقون على التضحية، ويرسمون بدمائهم الزكية أروع صور التحدي والإقدام لنيل الشهادة، للدفاع عن أرضهم من رجس هؤلاء الغزاة المعتدين الذي تألم الأشقاء في دول الجوار لمشاهدتها وتعاطفوا وهبوا لمساندتهم بـ«عاصفة الحزم» و«السهم الذهبي»، وستظل هذه الملاحم البطولية التي يصنعها شهداء وأبطال المقاومة، صورا محفورة في ذاكرة أهالي مدينة عدن والجنوب عامة، ومحطة مشرقة ومضيئة في تاريخ نضال اليمنيين، وهم يحملون أكفانهم على أكفهم للتضحية والاستبسال، لخوض معركة العزة والكرامة للدفاع عن أرضهم الطاهرة والتصدي للغزاة الطامعين. وتوضح رئيسة القطاع النسائي بالمجلس الأهلي بمحافظة لحج، أروى مقطري، أن انتصارات عدن، مثلت الخطوة الأولى على طريق انكسار الغزو الحوثي العفاشي على الجنوب، إذ لم يتوقع الغزاة انهيار منظومتهم الأمنية والعسكرية والاستخباراتية التي ظلوا يبنونها على مدى أكثر من عشرين سنة. بل وظلوا يراهنون عليها في بقاء احتلالهم لأرض الجنوب وهيمنتهم عليه واستغلالهم لثرواته. لم يتوقعوا سقوط ذلك البناء بتلك السرعة التي أذهلت المتابعين للأحداث الجارية في اليمن. وكان الفضل، بعد الله، في ذلك، لتضحيات شباب وشيوخ المقاومة الشعبية الجنوبية الباسلة التي شهد لها البعيد قبل القريب، والتي قدمت نموذجاً للمقاومة على مستوى الإقليم والعالم، واستطردت قولها: لقد لقنت المقاومة الشعبية وبدعم جوي ولوجستي من دول التحالف العربي فلول الغزاة دروساً في التضحية والفداء لن ينسوها، وسوف يحسبون لها ألف حساب إذا ما هم حاولوا أن يعيدوا الكرة في عدوان جديد على أرض الجنوب، مضيفة «لقد كانت انتصارات المقاومة الجنوبية في عدن سبباً في الهزيمة النفسية والمعنوية لمليشيات الحوثي وقوات صالح وعملائهم الذين كانوا يحسبون أن لن يقدر عليهم أحد. فقد توالت هزائمهم وانسحاباتهم من المدن الجنوبية تحت ضربات المقاومة الجنوبية وبغطاء جوي من التحالف العربي التي وقفت إلى جانب أبناء عدن والجنوب في مواجهة المخطط الاستعماري-الإيراني الجديد الذي لا يستهدف اليمن فحسب، بل ويستهدف معها الجزيرة والخليج أيضاً. تحرير عدن.. يزرع الفرحة وينثر البهجة وبشعور الأمل والفرح في ربوع اليمن خلال الساعات الأولى من عملية التحرير، تبين مديرة إدارة المرأة بصندوق الرعاية الاجتماعية، عهد عجسوس، بأنه في مثل هذه الأيام من العام الماضي انتصرت عدن بسواعد شبابها الأقوياء والشجعان، انتصر الحق والدين والشرف على المعتدي الغازي، تصدى شبابنا للحوثة بصدور عارية وقلوب عامرة بالحب لعدن وأرض عدن الجميلة، وستظل عدن هي المدينة الخلابة بعيوننا، وكان الثمن بهذه الانتصارات هم شباب عدن الذين استشهدوا على ترابها من أجل رفعة قيم الدين السمحة، موضحه المواقف الرائعة للمرأة غير المباشر في المساندة حتى الحصول على هذا النصر، بالقول: «لعبت المرأة الجنوبية دوراً جميلاً وبارزاً أثناء العدوان الغاشم على مدينة عدن من قبل المخلوع صالح ومليشيات الحوثي التي دمرت عدن تدميراً ممنهجاً وقاموا بتشريد أهالي عدن من منازلهم، وقد شاركت المرأة في مجال الإغاثة، وذلك من خلال توفير المعونات الغذائية إلى كل مديريات عدن المتضررة للأسر النازحة جراء هذه الحرب، ودافعن عن أرضهن وبيوتهن، فمنهن من حملن السلاح ووقفن بجوار أبناء المقاومة في التفتيش وغيرها، فلم تخفهن أصوات المدافع وهي تمر من فوقهن وكذا القناصة، فالمرأة الجنوبية ضربت أروع الأمثلة في الشجاعة والبطولة، فكان حب مدينة عدن يجمعهن. وترى وزيرة إبراهيم مؤمن، رئيس قسم العلاقات العامة بمؤسسة المياه والصرف الصحي بعدن، أن ما نعيشه اليوم من انتصارات هو بفضل المقاومة الشعبية، حيث نجحت المقاومة بهذا الانتصار والإنجاز التاريخي في أن تزرع الفرحة وتنثر أجواء البهجة والسعادة الغامرة في نفوس كل اليمن عامة، ومدينة عدن على وجه الخصوص، الذين عاشوا لحظات عصيبة قبل أن تظفر المقاومة بمساعدة قوات التحالف العربي، ويحصدوا الانتصار في مشاهد لا يمكن أن ينساها اليمنيون، موضحة بأن إعلان عملية استعادة مدينة عدن من مليشيات الحوثي وصالح عبرت عنه الدموع الغزيرة التي ذرفت المعبرة عن الفرحة الكبيرة لهذا الإنجاز العظيم. وتقول رئيسة جمعية الرحمة لرعاية الطفل ذهنياً، رحيمة قاسم، سعدنا وابتهجنا وتفاخرنا بيمننا، لم يكن غريباً أن يكون نهاية الظلم نيل الحرية والانتصار على كل من يسعى أن يعود بنا إلى وراء التاريخ، فمسلحو المقاومة الشعبية «الجيش الوطني» سطروا أروع البطولات والتضحيات وصناعة النصر العظيم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©