الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نيجيريا: الإرهاب يتجه جنوباً

20 ابريل 2014 23:28
أداوبي تريشيا نيوباني كاتب نيجيري ومؤلف رواية «إنني لم آت إليك بالصدفة» في أواخر الشهر الماضي، كان أحد العمال في طريقه إلى منزلي عندما اتصل بي لتوضيح أنه تأخر بسبب الفوضى التي نتجت عن انفجار قنبلة في المدينة. وعلى الفور ساورني الشك. فلا يمكن أن تكون هناك قنبلة في أبوجا، مع وجود كل نقاط التفتيش المنتشرة في الشوارع الرئيسية هنا، والتفتيش الدقيق على مداخل المباني العامة. فبعد سلسلة من الهجمات الإرهابية التي بدأت عام 2010، تم تعزيز الأمن بصورة كبيرة في العاصمة النيجيرية. ولم تشهد أبوجا أي انفجارات كبيرة منذ عام 2012. وبدا الوضع وكأنه تحسن بصورة كبيرة لدرجة أن الرئيس النيجيري «جودلاك جوناثان» كان يتفاخر في شهر فبراير أنه تم دحر الإرهاب. وقد كنا جميعنا ننعم بالأمان، فيما عدا أولئك الذين يقطنون الشمال الشرقي. كما كنا نرسل دعواتنا القلبية إلى أبناء وطننا الذين يعيشون في المناطق النائية، حيث كانت جماعة «بوكو حرام» الإرهابية تواصل تنفيذ هجماتها المروعة. واتضح أن العامل كان صادقاً في ذلك اليوم. فقد كان هناك بالفعل بعض الفوضى. لكن الشيء الذي اعتقد الناس أنه قنبلة كان مجرد انفجار غاز. ويوم الإثنين الماضي ثبت أن الرئيس «جوناثان» -وأنا- قد أصبحنا واثقين للغاية. فقد أسفر انفجار قنبلة في موقف للحافلات في بلدة «نيانيا» المجاورة عن مقتل 71 شخصاً وإصابة العشرات. وبالنسبة لسكان أبوجا، تعتبر نيانيا مجرد واحدة من الضواحي التي يقطنها السائقون والطهاة وعمال النظافة. وتقع هذه الضاحية على بعد 15 دقيقة بالسيارة عن الفيلا الرئاسية، والبنك الدولي، وبعض المكاتب الحكومية والسفارات. وقد بقيت معظم فترة الصباح أسمع نفير سيارات الإسعاف في طريقها من وإلى مستشفى «أسوكورو» العام، حاملة ضحايا الحادث المأسوي. وقد رد الكثير من الناس على الانفجار، وتهديد جماعة «بوكو حرام» بالانتقال إلى الجنوب لشن هجمات إرهابية، بدعوة الرئيس «جوناثان» لبذل مزيد من الجهود لتعزيز الأمن في البلاد. وأعتقد أن الرئيس يبذل قصارى جهده، لكن ذلك لا يكفي، وهو في حاجة إلى مساعدة. وفي العام الماضي، أعلن وزير الإعلام النيجيري «لاباران ماكو» أنه باستثناء تبادل المعلومات والتدريب، فإن الحكومة لن تطلب أي مساعدة أجنبية في حربها ضد الإرهاب. وفي عام 2007، رفض رئيس نيجيريا في ذلك الوقت «عمر يارادو» السماح للقيادة الأميركية الأفريقية بفتح قاعدة في نيجيريا، مشيراً إلى أنه يتعين على الدول الأفريقية إنشاء القيادات الخاصة بها. لكن بعد التفجير، دعا نائب الرئيس النيجيري السابق «أتيكو أبو بكر» الحكومة إلى مراجعة استراتيجياتها في التعامل مع الإرهاب، وأن تقبل المساعدات الأجنبية. والحقيقة المحزنة هي أن الأجانب هم الذين يقومون إلى حد كبير بعملية تكرير النفط الخام في نيجيريا، وتشغيل العديد من هواتفنا النقالة، إلى جانب إدارة بعض من أفضل المدارس لدينا. وقد يتقدمون إلى منطقة أخرى يقل بها عدد السكان المحليين. ففي هذا الشهر فقط، زعم جندي نيجيري في مقابلة مع راديو صوت أميركا أن بعض أعضاء الجيش يساعدون «بوكو حرام»، حتى وإن كان هذا غير صحيح، فما مدى فاعلية الجيش إذا كان أفراده لا يثقون في بعضهم بعضاً؟ وعندما يتعلق الأمر بالتعامل مع نيجيريا، أتصور أن بقية العالم يجب أن يشعر أحياناً وكأنه صبي من الرقيق دعي لتناول وجبة على مائدة سيده، كما جاء في أحد الأمثال في لغة شعب الإيجبو «مجموعة عرقية نيجيرية»، فإذا ما غسل الصبي يديه قبل الجلوس إلى المائدة، اتهم بإهدار المياه، وإذا لم يقم بغسل يديه، اتهم بالقذارة. وهكذا الحال مع الأجانب، فهم يخشون تفسير مساعدتهم على أنها تدخل. لكن الهجمات مستمرة، فالأطفال في نيجيريا يذبحون في مدارسهم، والآباء يذهبون طي النسيان في أماكن عملهم. وفي هذا العام فقط، فقدت نيجيريا أكثر من 1500 شخص. إن النيجيريين سوف يرحبون بأي مساعدة للتعامل مع هذا الوحش الإرهابي. ومن ناحية أخرى، أكد الرئيس «جوناثان» أن العمليات الإرهابية لن توقف جهود الحكومة الرامية إلى تحقيق التنمية في البلاد، مشدداً على أن نيجيريا ستزداد قوة رغم هذه التفجيرات. وقال جوناثان خلال لقاء مع أعضاء «حزب الشعب الديمقراطي» الحاكم بمدينة «كانو»، يوم الثلاثاء الماضي، إن «نيجيريا قادرة على التغلب على مشاكلها الأمنية ومصممة على التصدي للإرهاب». كما عبر مجلس الأمن الدولي عن إدانته الشديدة للتفجيرات «الإرهابية» التي وقعت في نيجيريا. وأكد أعضاء المجلس على ضرورة تقديم مرتكبي تلك الأعمال إلى العدالة، وحثوا كل الدول على التعاون بشكل فعال مع السلطات النيجيرية في هذا المجال. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «نيويورك تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©