الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الثقافة السياحية

الثقافة السياحية
20 أغسطس 2008 00:30
دائماً ما نتحدث عن الثقافة السياحية باعتبارها كيفية التعامل مع السائح وزوار المدن والبلدان، إلا أن الثقافة السياحية لها جوانب متعددة تتعلق بالسياحة الوافدة، والسياحة إلى الخارج أيضاً، وثقافة السفر والتنظيم والتخطيط، وكيفية التجول والقيام بالرحلات السياحية، ومعرفة الحقوق والواجبات سواء في الفنادق أو شركات الطيران أو شركات السياحة التي نتعامل معها· والحقيقة أن كل جانب من جوانب الثقافة السياحية له تأثير كبير على صناعة السياحة، ولكن إذا تحدثنا تحديداً عن ثقافة السفر للخارج، وسلوك السائح خارج بلده، فهذا الجانب به العديد من التفاصيل التي يمكن أن نناقشها· فكل سائح خارج بلده ليس إلا وسيلة دعاية متحركة لثقافة بلاده ومدى تحضرها وتقدمها، وكثيراً ما نقابل السياح في الخارج ونحكم على بلدانهم وشعوبهم وثقافتهم نتيجة تصرفاتهم، حتى وإن كانت مواقف وتصرفات بسيطة· وبسبب تصرفات السياح من بلد واحد بطريقة إيجابية أو سلبية، يتكون على الفور مفهوم لدى الناس عن هذا البلد أو ذاك، ويتم التعامل المستقبلي مع كل من يأتي من بلد ما على الأساس نفسه، ومن الصعب تغيير فكرة معينة أو مفهوم معين متى صار شائعاً بين الناس· وقد لا يشعر السائح بهذا القدر من المسؤولية عندما يسافر إلى بلد آخر··! ولا ينتبه إلى أن تصرفاته وأفعاله محسوبة ليست عليه فقط، ولكن على بلده وشعبه بالكامل، وأنه قد يكون سبباً في سوء معاملة سياح آخرين من بلاده دون ذنب ارتكبوه· ومن دون مجاملة دعونا نقل إن أي سائح عربي من أي بلد عربي، يتصرف بشكل غير مسؤول، يتحمل تبعات تصرفاته كل سائح عربي بعد ذلك إلى أن يثبت العكس، فالناس تنظر إلينا ككتلة واحدة أكثر مما ننظر نحن إلى أنفسنا كعرب، فهم يروننا كبلد واحد وثقافة واحدة من دون أن يلاحظوا بدقة اختلاف جنسياتنا· وهذا الأمر إيجابي في العديد من الجوانب، إلا أنه في الجانب السياحي له مساوئ عديدة، فنحن علينا أن ندفع ثمن عبث بعض السياح العرب غير المسؤولين، ويقع علينا عبء إثبات العكس، نتيجة هذه التصرفات· والأكثر من هذا أن هذه التصرفات تؤثر سلباً على السياحة الوافدة إلى الدول العربية، وتعطي انطباعات مغلوطة عن طابع الحياة في المنطقة العربية، وعن الثقافة العربية بشكل عام· وإذا كنا نتحدث كثيراً عن أهمية تعلم كيفية التعامل مع السياح القادمين إلى بلادنا·· فأعتقد أننا بحاجة ماسة إلى تعلم كيفية التصرف في البلاد الخارجية عندما نسافر كسياح، وأن ندرك أننا قد نسيء إلى تاريخنا وبلادنا وشعوبنا، وأن نعرف جيداً أن كل خطوة محسوبة علينا حتى لو كنا في بلاد لا يعرفنا فيها أحد· وحياكم الله·· إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©