مشاكل الاقتصاد تشعل الأرض تحت أقدام رئيس وزراء أيرلندا

يبدو أن رئيس وزراء أيرلندا بريان كوين قد أصبح الآن ''رجل في ورطة'' في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تواجهها بلاده منذ نحو 20 عاماً· وقد كان سلفه رئيس الوزراء السابق بيرتي أهيرن ''وجه الازدهار'' الاقتصادي في أيرلندا التي عرفت في تسعينيات القرن العشرين بلقب ''النمر السيلتي'' في إشارة إلى الطفرة التي حققها اقتصادها في هذه المرحلة على غرار اقتصاديات النمور الآسيوية· في المقابل يبدو أن كوين الذي شغل منصب وزير المالية في حكومات بيرتي أهيرن منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين حتى عام 2007 رجل سيئ الحظ مع التراجع الحاد في اقتصاد أيرلندا خلال العام الماضي لأسباب أغلبها خارج عن سيطرة حكومته مثل ارتفاع أسعار النفط والمواد الخام وتباطؤ الاقتصاد العالمي· ومنذ تولى كوين السلطة في 7 مايو الماضي تلقى الرجل ضربتين قويتين، كانت الأولى هي الرفض الشعبي لمعاهدة الاتحاد الأوروبي الجديدة المعروفة باسم معاهدة برشلونة· ثم جاءت الضربة الثانية بسبب فشل المحادثات بين الحكومة والنقابات بشأن زيادة الأجور التي انهارت في 3 أغسطس الحالي، المعروف أن محادثات زيادة الأجور لم تتعرض لمثل هذا الفشل على مدى 21 عاماً مضت؛ الأمر الذي يهدد بموسم احتجاجات عمالية ساخن مع قدوم ''الشتاء الأيرلندي'' البارد· وقال متحدث باسم مؤتمر النقابات العمالية الأيرلندي: إن رئيس الوزراء ونائبه كانا متواجدين خلال المحادثات بين الحكومة والعمال يوم الجمعة الماضي، ولكن مشاركتهما في المحادثات كانت محدودة وانهارت تلك المحادثات دون التوصل إلى اتفاق· وأضاف أنه في المقابل كان رئيس الوزراء السابق أهيرن حريص على المشاركة الفعالة في مثل تلك المحادثات التي كانت تنتهي بالنجاح· وقال المتحدث باسم مؤتمر النقابات العمالية: إنه من غير المتوقع نجاح مفاوضات الأجور بدون تقديم مبادرات جديدة من جانب رئيس الوزراء بريان كوين مشيرا إلى شعور عام بالإحباط مما قدمته الحكومة على مائدة التفاوض حتى الآن· وبعد انهيار محادثات الثالث من أغسطس الحالي طالب كوين جميع الأطراف بإعادة النظر في مواقفها معلنا اعتزامه عقد اجتماع معها بنهاية الشهر الحالي قبل أن يتجه إلى الساحل الغربي لأيرلندا لقضاء عطلة لمدة أسبوعين· وقد فجر حرص كوين على القيام بعطلته في أحد المنتجعات الفاخرة موجة انتقادات حادة خاصة في ظل التوتر الذي يسيطر على القطاع الاقتصادي في أيرلندا بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الأجور· ويرى البعض أن سياسات كوين عندما كان وزيرا للمالية هي سبب الأزمة الراهنة خاصة مع تنامي العجز في الموازنة العامة· من ناحيته يعتزم كوين على حد قول صحيفة أيرش تايمز الأيرلندية توجيه ''خطاب إلى الأمة'' في سبتمبر المقبل يعرض من خلاله الخطوط العريضة لخططه المستقبلية· ويبدو أن هذا الرجل الذي شاء القدر أن يأتي في نهاية دورة الازدهار الاقتصادي ليتحمل عبء دفع اقتصاد أيرلندا إلى دورة جديدة من الازدهار إذا أراد أن يحافظ على موقعة في السلطة·