الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فيرجينيا.. وطريق الطاقة النظيفة

11 يونيو 2017 23:45
يُشكل التغير المناخي تهديداً خطيراً لكل سبل الحياة في ولاية فيرجينيا. وبلا رادع، سيؤثر هذا على كل شيء بدءاً من نوعية المياه إلى الهواء الذي نتنفسه أينما وحيثما يمكن للسكان إقامة استثمارات أو شراء منازل، وتُعد منطقة «هامبتون رودز» هي ثاني أكثر المناطق عرضة للتأثر في الولايات المتحدة، بعد «نيو أورليانز»، للتأثيرات الفعالة لارتفاع مستوى سطح البحر. ولأنها تضم أكبر محطة بحرية في العالم، فإن التغير في مستوى سطح البحر يهدد ليس فقط بنيتنا التحتية بل أيضاً أمننا القومي. ومن ناحية أخرى، لدينا ممتلكات سكنية بقيمة 92 مليار دولار، وهي أيضاً معرضة لخطر الأضرار الناجمة عن زيادة العواصف. وتواجه نصف مقاطعات فيرجينيا خطراً متزايداً من نقص المياه بحلول عام 2050، وذلك بسبب تحولات الطقس ذات الصلة بالمناخ. وربما تكون فيرجينيا عرضة للخطر بشكل خاص، بيد أن هذه القصة ليست حالة فريدة في بلادنا، فتأثيرات التغير المناخي ستمثل تهديداً على نحو متزايد للمجتمعات والاقتصادات في كل ركن من أركان البلد والعالم، ويتطلب هذا التهديد استجابة فورية وعالمية، وقد استعد عديد من الولايات، ولكن للأسف فإن الولايات المتحدة، في عهد ترامب، ليس من المرجح أن تكون واحدة من هذه الدول. وحتى الآن فإن الرئيس وإدارته يتهربون من مسؤوليتهم لتولي هذه القضية، وقد أمر ترامب بتفكيك خطة الطاقة النظيفة، وانسحب من التزام الولايات المتحدة بتلبية الأهداف التي تم وضعها في محادثات المناخ في باريس. وفي غياب القيادة الفيدرالية، يرجع الأمر للولايات لكي تملأ الفراغ. وقد كنت فخوراً بوضع الكومنولث (الرابطة) الخاص بنا على قائمة الدول والمدن المكرسة لتنفيذ مبادئ اتفاقية باريس للتغير المناخي حتى في غياب القيادة الفيدرالية، لكننا كنا نعمل بجد في هذا الشأن حتى قبل أن ينسحب ترامب من اتفاقية باريس. وفي الشهر الماضي، قمت بالتوقيع على أمر تنفيذي للبدء في عملية وضع سقف على مستوى الولاية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قبل المرافق الكهربائية في ولاية فيرجينيا. وعند اكتمالها، فإن هذه اللوائح ستقلل بشكل كبير من مساهمة الكومنولث في الاحترار العالمي، وتجعل فيرجينيا رائدة في اقتصاد الطاقة النظيفة. وفي العقود القادمة، من المنتظر أن تكون تكنولوجيا الطاقة النظيفة مصدراً لنمو اقتصادي لا يصدق. فخلال الفترة من عام 2015 إلى عام 2016، زادت المنشآت الشمسية في فيرجينيا بنحو أربعة أضعاف. وارتفع عدد سكان فيرجينيا من العاملين في صناعة الطاقة الشمسية إلى 3236، ليتجاوز بشكل كبير العدد المتقزم للعاملين في صناعات متعلقة بالفحم في ولايتنا. إنني أشعر بالفخر، على الرغم من سمعتنا كولاية جنوبية معادية للطاقة المتجددة، لأن فيرجينيا هي أول ولاية في عهد ترامب تتخذ إجراءات للحد من الكربون وتوفير وظائف ذات صلة بالطاقة النظيفة، بيد أننا لا يمكننا تلبية هذا التهديد بمفردنا، ومن الضروري أن يلتقط الآخرون عباءة القيادة التي تركها الرئيس ترامب. وكل ولاية تتخذ خطوات إلى الأمام ستعزز من استجابتنا الوطنية لهذه الأزمة، وستكون لديها الفرصة للمساهمة في نهج قائم على السوق في مجال ابتكار الطاقة النظيفة، والذي يمكن أن يحول اقتصادنا ويخلق فرص عمل في جميع أرجاء البلاد، والأمر الذي وقعته يوجه إدارتي لوضع لوائح للطاقة النظيفة من شأنها أن تسمح للمرافق في فيرجينيا بتداول أرصدة الكربون في سوق متعدد الولايات. ومن خلال وضع سقف لانبعاثات الكربون، سنخلق الحافز في ولاية فيرجينيا للابتكار وتوفير طاقة أنظف وأرخص، ما يفيد بيئتنا والأسر والشركات التي تدفع فواتير الطاقة. وبينما تتخذ المزيد من الولايات إجراءات للمشاركة في هذه الأسواق، يمكننا العمل معاً للحد من الانبعاثات والتكاليف من خلال التجديد، ويمكننا أن نبدأ صفحة جديدة من استقلال الطاقة الأميركي، ويمكننا استعادة مكانة أمتنا كدولة رائدة في الاستجابة العالمية للتغير المناخي. * حاكم ولاية فيرجينيا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©