الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

وداعاً للمرارة

وداعاً للمرارة
28 أكتوبر 2009 22:08
قال “باحنيني” (1) بلا أي حنان: معها لا أمن يرجى أو أمان خير ما نفعله إعدامها ما لها في جسمك الواهي مكان قلت: هل هذا قرار ماله أي نقض قال: إن الوقت حان فالمرارات إذا ما التهبت رجف الباسل منها والجبان ليس فيها أي خير يرتجى لم تكن إلا الأذى في كل آن قلت: بل كانت دفاعاً فاعلاً عندما يدخل جسمي في طعان تأخذ الحزن وتعطي فرحاً معها لم يخسر الجسم الرهان قال باحنيني: نعم لكنّها بعد أن هاجمها مر الزمان وحجار الرفض فيها استوطنت وغزاها الحزن والعزم استكان لم تعد إلا بقايا جُثة ما لها في الجسد الحي كيان قلت: ما زلت أراها حية رغم سقم في جهاز الكشف بان كيف قبل الموت تقضي نحبها بمقص نقض العهد وخان قال باحنيني إذا الحيّ غداً سبب الموت فبالموت يدان قلت لا أرضى بموت للتي كان فيما بيننا عقد قران لقبت باسم مرار إنما نحن يا بابا حنيني توأمان هي عمري كله يا صاحبي ذلّ من العمر يا صاح استهان لم يحز قولي رضا الطب فقد صدر الحكم وصمت اليأس ران جردوني من ثيابي فجأة ثم قادوني إلى ذاك المكان حيث تم الذبح في صمت وما من رقيب يحرس الحق المُصان عندما استيقظت قالوا ذي التي أورثتك السقم والسقم هوان ورأت عيناي بعضي ميّتاً قلت: إن الله ربي المستعان مرّتي كانت لجرحي بلسماً قاومت طغيان دهري والزمان صنعت من كل هم حجراً ولأحجار المرارات لسان هو من صاغ بياني كلّه لم يكن لولاه شعري والبيان فوداعاً لم يعد لي شارح لحروف غاب عنها الترجمان أيها “النرجس” (2) في مراكش مر في تاريخك الزاهي فلان كان “منصوريك” (3) الشهم الذي جاد بالحب عليه والحنان قال يا باباحنيني أعطه خير ما أعطته في الطب يدان أعطه من خبرة الجراح ما يجعل الجرح خفيفاً لا يبان هكذا كان وما شاء الذي خلق الإنسان في ذي الكون كان هوامش: 1 ـ الدكتور جميل بحنيني الذي قام بإجراء العملية 2 ـ النرجس: مستشفى النرجس في مراكش 3 ـ المنصوري: الدكتور عز الدين المنصوري صاحب مستشفى النرجس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©