الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجنود الأفغان وتحدي «طالبان»

8 ابريل 2013 22:53
كيفين سييف وادي تانجي «أفغانستان» عندما وصلت الأعداد الأولى من الجنود الأفغان إلى حلق وادي «تانجي» الأسبوع الماضي، رأوا علماً لحركة «طالبان» يرفرف فوق جرف عالٍ. وكأن الجنود دخلوا جزءاً من بلدهم، لا ينتمي إليهم، مدشنين بذلك واحدة من أصعب المهام في التاريخ القصير للجيش الأفغاني. وبسرعة صعد الجنود لقمة الجرف، وانتزعوا علم العدو من السارية. وكانت تلك هي اللحظة التي انفجرت عندها أول قنبلة بدائية أو شرَك متفجر، أفزعت الجنود وتركت سحابة كثيفة من الدخان والغبار والنيران في الجو. وكان ذلك تأكيداً مبكراً لشيء كان الجنود الأميركيون والأفغان يعرفونه بالفعل، وهو أن وادي «تانجي» ليس ملاذاً عادياً شأنه شأن باقي ملاذات المتمردين، وإنما هو شيء مختلف. ووفقاً لعدد من التقارير الاستخبارية يعتبر هذا الوادي أخطر شريان في المنطقة الشرقية من البلاد، كما يعتبر قلعة حصينة لمقاتلي «طالبان» و«القاعدة». وهو في الآن ذاته الموقع الذي تعرضت فيه القوات الأميركية في أفغانستان لأعنف الهجمات وأكثرها دموية، وكان واحدة من أكبر نقاط الانطلاق للهجمات التي يشنها المقاتلون على كابول التي تبعد عنه بمسافة 60 ميلاً. ولكن ما الذي كان يفعله الجيش الأفغاني هناك؟ كان الجيش الأفغاني قد هجر آخر قاعدة له في «تانجي» بعد أن اجتاحها المتمردون. وقبل ذلك بعامين كان الجيش الأميركي قد تخلى عن مهمة تأمين الوادي بعد أن أدرك قادته -والقادة الأفغان كذلك- أن قوات الأمن الأفغانية ليست لديها القدرة على إقامة مواقع دائمة لها في الوادي، واعتبروا أن الملاذ الذي أقامته «طالبان» هناك لا يمكن قلقلته بسهولة بصرف النظر عن محصلة العمليات العسكرية التي تشن هناك. وخلال ما يزيد عن عقد من الحرب لم تتمكن الولايات المتحدة من تدمير ملاذات «طالبان»، وتركت الجيش الأفغاني غير المجرب، أمام خيار ترك تلك الملاذات كي تنمو وتكبر خارج نطاق سيطرة الحكومة، أو القيام بدلاً من ذلك بخطوة جسورة ، وإن كانت غير منطقية، لإزعاج المقاتلين المتخندقين هناك. ونظراً لأن العسكريين الأفغان يريدون أن يظهروا قوتهم وقدرتهم على القتال من دون الدعم الأميركي القتالي، فقد رأوا في وادي تانجي مهمة مثالية يتمكنون خلالها من تحقيق ما فشل العسكريون الأميركيون في تحقيقه. وبالنسبة للجنود الأفغان البالغ عددهم 1027 جندياً، الذين دخلوا وادي «تانجي» في أوائل شهر إبريل الجاري، كان من المعروف أنهم سيواجهون تهديدات لن تهدأ أبداً. فعندما حل وقت رحيلهم بعد أربعة أيام طويلة، كان ما يزيد عن 40 قنبلة بدائية قد فُجّرت. وعلاوة على ذلك كان الوادي يضم العديد من «مدارس طالبان» المتناثرة في جنباته، التي كانت تستخدم كمراكز يتلقى فيها أعضاء الحركة العلم، وكمنازل كان يخرج منها المقاتلون، وهم يطلقون المدافع الرشاشة والصواريخ. أما العيادات الطبية التي مولت من قبل وكالات المساعدات الغربية ذات يوم فقد طليت جدرانها بشعارات «طالبان». وكان بالمكان أيضاً قواعد عسكرية أميركية، مزروعة بألغام أرضية. ويقول العقيد سامي باداكشاني الضابط رفيع المستوى باللواء الرابع التابع للجيش الأفغاني إن: «الإرهابيين يملكون الوادي» ويضيف «لقد غادر الجيش الأميركي، وغادرت الحكومة الأفغانية بسبب الإهمال... إن الأمر هكذا». وقد تفاجأ الجيش الأميركي عندما علم بالخطط الأفغانية قبل يوم واحد فقط من التاريخ الذي كان مقرراً فيه بدء العملية. وسارع الجنود الأميركيون للحصول على دعم جوي وطائرات مراقبة في المنطقة وأرسلوا ما يزيد على عشرة من المستشارين إلى موقع متقدم يطل على الوادي. وعلى رغم ذلك لن يدخل جندي أميركي إلى وادي تانجي (كان مراسل ومصور من واشنطن بوست هما الأميركيان الوحيدان هناك) بعد أن ولت أيام العمليات العسكرية الكبرى المشتركة في أفغانستان، وعلى وجه الخصوص في المواقع التي يشكك فيها الأميركيون في القيمة الطويلة الأمد التي يمكن الحصول عليها من خلال عمليات خطيرة. وهذه المرة سيظل الجيش الأفغاني الناشئ، والطموح في الوقت نفسه، بمفرده ليكون جنوده هم أول مقاتلين -بخلاف مقاتلي «طالبان»- الذين يدخلون إلى الوادي، خلال ما يزيد عن عامين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©