الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

5+1 وإيران... في جولة كازاخستان

5+1 وإيران... في جولة كازاخستان
8 ابريل 2013 22:53
سكوت بيترسون ألماأتا - كازاخستان كشف يومان من المفاوضات حول برنامج إيران النووي في كازاخستان عمق الانقسام وحجم التوقعات المتباينة بين إيران وست قوى عالمية، بسبب اختلاف الطرفين حول طرق الحد من أكثر أعمال إيران النووية حساسية. وهذه المفاوضات كانت غير مسبوقة من حيث قوتها وعمقها، يقول مسؤولون من الجانبين، وشملت حديثاً مباشراً دام لمدة 30 إلى 40 دقيقة بين كبير الدبلوماسيين الأميركيين وكبير الدبلوماسيين الإيرانيين عبر طاولة المفاوضات. غير أنه بدلاً من تضييق الهوة التي ميزت خمس جولات من المفاوضات في ظرف عام بين إيران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا)، بدا أن هذه الجولة تُبرز أكثر من أي وقت مضى حجمَ التحدي الدبلوماسي الذي ينتظر الجانبين. فمجموعة 5+1 تطالب إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة -على بعد بضع خطوات تقنية من المستوى المطلوب لصنع قنبلة- وتعطيل منشأة مبنية عميقاً تحت الأرض، مقابل رفع جزئي للعقوبات. على أن يشكل هذا المقترح خطوةً أولى نحو اتفاق أوسع لضمان أن إيران لن تقوم أبداً بصنع قنبلة نووية. أما إيران، فتقول إنها في حاجة لأن تعرف ما إن كان الاتفاق النهائي سيضمن «حقها» في تخصيب اليورانيوم من أجل أغراض سلمية ونهاية للعقوبات، وقد أشار مسؤولون إيرانيون إلى أنهم قدموا مقترحاً مضاداً يقضي بمقايضة التخصيب إلى 20 في المئة برفع لكل العقوبات أحادية الجانب. غير أن هذا الاختلاف «وسوء التأويل المتبادل» يمكن أن يضرا الآن بالعملية الدبلوماسية، يقول علي فائز، المحلل المتخصص في الشأن الإيراني بمجموعة الأزمات الدولية، الذي تحدث إلى مندوبين من الجانبين في المفاوضات بمدينة ألماأتا الكازاخستانية. ويقول فائز: «إن مجموعة 5+1 كانت تتوقع رداً على عرضها الحقيقي -والمتواضع- المتمثل في تخفيف العقوبات، بينما رأت إيران فرصة لوضع خريطة طريق نحو اعتراف بحقوقها في التخصيب». والاختلافات ما زالت الآن «كبيرة كبر المسافة بين الخطوة الأولى والنتيجة النهائية»، يقول فائز، «ومع ذلك، فهناك تكلفة حقيقية لإعلان الفشل، ومع تضاؤل فرص اتفاق، تزداد جاذبية بدائل أكثر إكراهاً. ولكن النتيجة المثيرة للسخرية لسنوات من التصعيد المتبادل هي أن كلا الطرفين يكرهان استعمال التأثير الذي ضحيا بالكثير من أجل اكتسابه». وقد تميزت المفاوضات بتبادل كلمات حادة النبرة بين الدبلوماسيين علانية، في وقت سعى فيه كل جانب إلى تقديم الآخر على أنه في حاجة إلى العودة إلى بلاده وإعادة تصحيح أفكاره. ولم يتم تحديد أي موعد للجولة المقبلة من المحادثات، ولكن القرارات بشأن طريقة العمل يمكن أن تأتي في غضون بعضة أيام. وفي هذا الصدد قال مسؤول أميركي رفيع، تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه: «ربما لم يكن ثمة تقدم، غير أنه لم يكن ثمة فشل أيضاً». ويقول المسؤول الأميركي: «من الممكن القول إن إيران مستعدة فقط لاتخاذ خطوات صغيرة جداً بخصوص القيود على برنامجها النووي في حين أنها تتوقع مكافآت مهمة جداً بالمقابل، (وهو) ما لا يمثل قاعدة واقعية للتقدم»، مضيفاً «لقد كانت 48 ساعة مفصلة جداً وقوية جداً ومعقدة جداً، ونحن حالياً نقوم باستيعاب كل الأشياء التي سمعناها وكل الأشياء التي نوقشت... إننا جميعاً في حاجة حقاً لاستيعاب وهضم ما سمعناه». وخلال اليوم الأول من المفاوضات، كان الدبلوماسيون الإيرانيون أعلنوا حاجتهم إلى إطار متفق بشأنه حول «أبعاد» العملية «ونتيجتها النهائية» قبل القيام بالخطوات الأولى، حيث كانوا قلقين بشأن إمكانية ارتفاع مطالب مجموعة 5+1 (ومن ذلك المطالبة بوقف كل عمليات التخصيب) مقابل تخفيف هامشي للعقوبات فقط. ويتصور العرضُ الحالي لمجموعة 5+1 اتخاذ إيران في الأخير لـ«خطوات كبيرة إضافية» غير محددة قبل إمكانية رفع العقوبات الرئيسية. وفي هذا السياق، قال دبلوماسي غربي إن مجموعة 5+1 «حائرة بعض الشيء» في الرد الإيراني. غير أن كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي قال لصحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» في مقابلة معه بعد مفاوضات ألماأتا إن إيران كانت تقول لمجموعة 5+1 «دائماً» إن مثل هذه الاتفاقية الإطار ضروري من أجل «تعزيز التعاون». وقال جليلي: «أحب أن أعتقد أننا بذلنا قصارى جهدنا لأخذ أكبر عدد ممكن من الأسئلة»، مضيفاً «لقد استغرق الأمر الكثير من الوقت، حيث أخذنا تلك الأسئلة، وقدمنا أجوبة، وشرحنا مواقفنا وأفكارنا بتفصيل وإسهاب. وقد كان ذلك شاملاً جداً إلى درجة أن سئل أعضاء (مجموعة 5+1) في الأخير: هل لديكم أي أسئلة متبقية؟ ولم يكن لدى أي أحد منهم سؤال». وقد استعمل البيان الختامي لإيران عدة عبارات إيجابية؛ حيث قال جليلي إن إيران قدمت «خطة عمل» تراعي مقترح 5+1، مشيراً إلى «تقدم إلى الأمام» وإلى أن «الشروط الجديدة» للمبادرة الإيرانية تهدف إلى دفع المفاوضات بـ«طريقة بناءة». وقال جليلي في هذا الإطار: «إن الأمر يعود الآن إلى مجموعة 5+1 لتُظهر رغبتها وصدقها في اتخاذ خطوات مناسبة لبناء الثقة»، مضيفاً «ولكن بناء الثقة ينبغي أن يكون متبادلاً؛ واليوم وبعد التدابير العديدة التي اتخذتها جمهورية إيران الإسلامية لتوفير ثقة إضافية، على (مجموعة 5+1) اليوم أن تعمل على كسب ثقة الشعب الإيراني». كما قال إن تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المئة هو «حق الشعب الإيراني»، ولكنه أضاف -بدون أن يكون دقيقاً- أن «هذا يمكن أن يكون موضوعاً يساهم في خلق مزيد من الثقة». غير أن مجموعة 5+1 نظرت إلى الخطوات الدبلوماسية لإيران تحت ضوء مختلف جداً وأكثر خفوتاً. وفي هذا الإطار، قال المسؤول الأميركي الرفيع: «إن (إيران) ردت على مقترحنا ببعض الأفكار التي شكلت حداً أدنى كرد، والتي لم تأتِ بخطوات صغيرة جداً فحسب، في رأينا، ولكنها أرادت الكثير من المكافآت مقابل تلك الخطوات الصغيرة»، مضيفاً «إن الهوة بين موقفهم الحالي وموقفنا كبيرة!». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©