الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

«ملحمة لا تنسى» سطَّرها «الأخضر» في «مونديال 82»

«ملحمة لا تنسى» سطَّرها «الأخضر» في «مونديال 82»
12 يونيو 2010 23:01
ظهر المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى الوجود قبل استقلال الجزائر وخلال الحرب التحريرية التي خاضتها جبهة التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي. وكان الدوري الفرنسي يعج بأسماء لاعبين جزائريين قادوا الأندية الفرنسية إلى المجد على الصعيدين المحلي والقاري أمثال رشيد مخلوفي الذي كان صانع ألعاب سانت إتيان أحد أقوى الأندية في أوروبا، ومصطفى زيتوني المدافع الصلب الذي تألق مع كان. وكانت كأس العالم 1958 على الأبواب وعندما كان المنتخب الفرنسي في أوج استعدادته للمونديال قرر مسؤولو جبهة التحرير الوطني رفع تحدٍ جديد أمام فرنسا، فبعد انتصاراتهم التي حققوها على الصعيدين العسكري والسياسي جاء دور الرياضة واتخذ قرار التحاق اللاعبين الجزائريين بصفوف المنتخب الوطني الجزائري، وعلى الرغم من أن المشاركة في كأس العالم هي حلم كل لاعب في العالم إلا أن اللاعبين الجزائريين فضلوا تلبية نداء الواجب على النجومية وغادروا أنديتهم إلى تونس حيث كانت التحضيرات على قدم وساق لتشكيل المنتخب الجزائري. وكان من بين الملتحقين بتونس الثنائي مخلوفي زيتوني وعبد الحميد زوبا وغيرهم من اللاعبين الذين شكلوا اللبنة الأولى للمنتخب الجزائري عام 1957. وبدأ المنتخب الجزائري مسيرته التي كانت في البداية نضالية أكثر منها رياضية لتعريف العالم على القضية الجزائرية وشرعيتها، وخاض المنتخب مباريات ودية عدة كان في كل مرة يتألق فيها ويحقق انتصارات كبيرة على تونس والمغرب وفيتنام وليبيا وغيرها. وتم تكوين المنتخب الجزائري الذي صار يتلقى دعوات للعب في الخارج، وبعد أن كان اللاعبون الجزائريون يدافعون عن ألوان فرنسا صاروا أحد قادة الدفاع عن القضية في ميدانهم طبعاً وشاركوا بطريقتهم في الثورة الجزائرية وكان لهم الفضل في تشكيل أول منتخب جزائري. وبعد فترة فراغ استمرت طيلة عام 1961 وبعد أن نالت الجزائر استقلالها في 5 يوليو 1962 تم تأسيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم الذي انضم إلى الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) في العام 1963 وبدأت الجزائر تشارك في المنافسات الرسمية الدولية، وكان أول ظهور دولي لها في نهائيات كأس أمم أفريقيا 1968 التي أقيمت في أثيوبيا وخرج المنتخب الجزائري من الدور الأول بعد احتلاله المركز الثالث في مجموعته حيث خسر مباراتين أمام كوت ديفوار (صفر - 3 ) وأثيوبيا (1 - 3) وفاز في واحدة أمام أوغندا (4 - صفر). وعلى الرغم من وجود لاعبين بارزين في صفوفه في الستينات والسبعينات أمثال العملاق حسن لالماس وباطروني وعميروش والحارس عبروق إلا أن المنتخب الجزائري فشل في بلوغ النهائيات مرة ثانية حتى عام 1980 كما خاض المنتخب تصفيات كأس العالم ابتداءً من العام 1970 حيث خرج في الدور الأول أمام تونس بخسارته ذهاباً في الجزائر (1-2) وتعادله سلباً في مباراة الإياب. ولاقى المصير نفسه في تصفيات مونديال 1974 بينما بلغ الدور الثاني في تصفيات نهائيات 1978 وخرج على يد تونس ذاتها بخسارته (صفر-2) ذهابا وتعادله (1-1) في مباراة الإياب. وبدأت في هذه الفترة السلطات الجزائرية سياسة جديدة تخص الشباب والرياضة سميت بـ”سياسة الإصلاح الرياضي”، حيث استعانت بخبرات أجنبية خاصة من الدول الشرقية كالاتحاد السوفييتي سابقاً ويوغوسلافيا ورومانيا، بينما تكفلت شركات عمومية كشركة النفط العملاقة سوناتراك بتمويل الأندية الجزائرية. وظهرت ثمار هذا التوجه بعد مدة قصيرة خاصة على المستوى التنظيمي، ومعه ظهر جيل جديد من اللاعبين تكون أغلبهم في صفوف منتخب الشباب أمثال لخضر بلومي ورابح ماجر وعلي بن الشيخ وصالح عصاد، وصار اللاعبون القدامى أمثال مخلوفي وزيتوني وعبد الحميد كرمالي وعبد الحميد زوبا مدربين يشرفون على أندية جزائرية وبفضل عمل الأخيرين وموهبة الأولين برز إلى الساحة منتخب جزائري قوي بدأت تلوح ملامح تألقه في نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في نيجيريا عام 1980 حيث بلغ المنتخب المباراة النهائية بعد أن تغلب في نصف النهائي على مصر بركلات الجزاء (4-2) اثر تعادل المنتخبين في الوقتين الأصلي والإضافي (2-2). غير أن زملاء اللاعب بن ميلودي لم يتمكنوا من الصمود أمام نسور نيجيريا وخسروا المباراة النهائية (صفر- 3) واحتلوا المركز الثاني في هذه النهائيات التي عرفت بداية المنتخب الجزائري الحقيقية. وجاءت تصفيات مونديال إسبانيا 1982 لتكون المحك الحقيقي لإمكانات هؤلاء الشباب الذين قادهم المدرب اليوغوسلافي رياكوف، وكما كان منتظراً أبدع ماجر وبلومي ومرزقان وعصاد، مستغلين في الوقت ذاته خبرة القدامى كمصطفى دحلب أحد أبرز لاعبي نادي باريس سان جرمان الفرنسي وقندوز وقريشي. وبدأ المنتخب الجزائري التصفيات بتعادل (2-2) أمام سيراليون في فريتاون وفاز في مباراة العودة (3-1) وتأهل إلى الدور الثاني حيث واجه المنتخب السوداني وتمكن من تجاوزه بنجاح أيضا بفوزه عليه ذهابا (2-صفر) وتعادله معه (1-1) في مباراة الإياب. وتألق المنتخب الجزائري في الدور الثالث أيضاً أمام منتخب النيجر وسحقه في برباعية نظيفة ذهابا ولعب مباراة الإياب بهدوء وعلى الرغم من خسارته (صفر-1) إذ تأهل إلى الدور الحاسم أمام نيجيريا حيث كانت المباراة ثأرية لزملاء ماجر الذين لم ينسوا خسارتهم نهائي أمم إفريقيا وذهبوا إلى لاجوس والحقوا الخسارة بالنسور في عقر دارهم بفضل هدفين نظيفين لزيدان وبلومي، وفي مباراة الإياب في قسنطينة أعاد “الخضر” الكرة وفازوا (2-1) بفضل هدف سجله ماجر في الدقائق الأخيرة من المباراة. وتحقق الحلم الجزائري ببلوغ المنتخب نهائيات كأس العالم لأول مرة في تاريخه، واستدعى الاتحاد الجزائري المدرب محيى الدين خالف للإشراف على المنتخب وتحضيره للحدث العالمي بمساعدة رشيد مخلوفي. وذهب المنتخب إلى إسبانيا وحقق هناك ملحمة لا تنسى بفوزه التاريخي على ألمانيا الغربية بعدما كان الكل يرشح ألمانيا للفوز، غير أن رجال خالف فاجأوا العالم بادئهم الرجولي ومهاراتهم العالية وقهروا رومينيجه وزملاءه بعد مباراة مثيرة للغاية. ونالت الكرة الجزائرية بعد هذه المباراة قفزة نوعية كبيرة على الرغم من الخسارة أمام النمسا (صفر-2)، ثم تواطأت الأخيرة وألمانيا الغربية ضد “الخضر” في المباراة الثالثة والتي تمكن بفضلها المنتخبان النمساوي والألماني من التأهل بينما خرجت الجزائر من الدور الأول على الرغم من فوزها في مباراتها الأخيرة على تشيلي (3-2). وبعد هذه المشاركة المشرفة في النهائيات باتت الكرة الجزائرية في الصدارة في القارة السمراء، وبفضل أداء لاعبي المنتخب في النهائيات تحتم على المسؤولين في الاتحاد الجزائري تعديل قوانين الاحتراف حتى يسمح للاعبي المنتخب بالالتحاق بالأندية الأوروبية التي صارت تتهافت عليهم، غير أن ثمار تألق المنتخب في نهائيات مونديال إسبانيا 82 استثمرت بطريقة عكسية بعد أن تدخل المتطفلون في شؤون الكرة خاصة أن هذه الأخيرة تضاعفت شعبيتها في الجزائر. ولم يتمكن المنتخب الجزائري بقيادة المدرب عبد الحميد زوبا من فعل شيء في نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في كوت ديفوار، حيث خرج من الدور نصف النهائي على يد الكاميرون بركلات الجزاء (4-5) بعد أن تعادلا سلباً في الوقتين الرسمي والإضافي. وأوكلت مهمة تدريب المنتخب في تصفيات كأس العالم 1986 للمدرب القدير رابح سعدان الذي تمكن من إعادة الروح إلى المنتخب وقاده إلى النهائيات بتألق بعد فوزه في مباراة الدور الأخير على تونس ذهابا (5-2) وإيابا (3-صفر)، وحجز الخضر تأشيرة التأهل للمرة الثانية على التوالي إلى النهائيات. وبدأت المشاكل تظهر مباشرة بعد هذا الإنجاز بعد صار المنتخب رمزاً وينال كل من يلعب في صفوفه شرفاً كبيراً، وراح المسؤولون عن الكرة في الجزائر يخبطون خبط عشواء بقرارات ارتجالية وفوقية لا تفسير لها، كأن يفرض على المدرب وضع اسم لاعب ضمن التشكيلة، ووجد الانتهازيون طريقهم إلى صفوف المنتخب وراحوا يعكرون أجواءه. وظهرت أولى نتائج هذه الفوضى في نهائيات كأس الأمم 1986 التي أقيمت في مصر حيث خرج المنتخب من الدور الأول بعد تعادله مع المغرب وزامبيا سلبا وخسارته أمام الكاميرون (2-3). برج المراقبة بمطار جوهانسبرج يتسبب في تأخير تدريب منتخب الجزائر بولوكوان (د ب أ)- اضطر المنتخب الجزائري لكرة القدم أمس إلى تأخير حصته التدريبية الأخيرة قبل مواجهته سلوفينيا اليوم بملعب بيتر موكابا بمدينة بولوكوان في المرحلة الأولى من مباريات المجموعة الثالثة بنهائيات كأس العالم 2010 التي انطلقت بجنوب افريقيا. وقال إيدي هامل المنسق الإعلامي للبعثة الجزائرية لوكالة الأنباء الألمانية إن برج المراقبة بمطار جوهانسبرج رفض في البداية إعطاء الضوء الأخضر للطائرة التي كانت ستقل الفريق من مطار مارجات الصغير بمنطقة سان لامير التابعة لمقاطعة كوازولو ناتال، مقر إقامته على اعتبار أن هذا الأخير مطار صغير والإقلاع منه يتطلب إجراءات أخرى. وأوضح أن الطائرة تأخرت عن وصولها إلى مطار جوهانسبرج نصف ساعة وهو ما أدى إلى إرجاء الحصة التدريبية أربع ساعات كاملة. سعدان «كبش الفداء» يدفع «فاتورة 86» دوربن (ا ف ب) - في نهائيات كأس العالم 1986 لم يستطع المنتخب تحقيق الآمال المعلقة عليه فتعادل مع ايرلندا الشمالية (1-1) وخسر أمام البرازيل (صفر-1) ثم أمام إسبانيا (صفر-3) وخرج يجر أذيال الخيبة من الدور الأول. وصب الجميع جام غضبه على المدرب رابح سعدان الذي كان كبش الفداء ودفع فاتورة هذه النكسة، ولم يكن لاحد الشجاعة لقول الحقيقة وكشف الستار عن الحقائق قبل وخلال وبعد مشاركة الجزائر في النهائيات. حيث بدأت البوادر تظهر قبيل إعلان التشكيلة التي ستمثل الجزائر في النهائيات وبدأ الكل يسعى لضم هذا الاسم وذاك إلى صفوف المنتخب، لنيل الشهرة والمال، خاصة بعد ما أشيع عن العلاوات والهدايا التي تقاضاها لاعبو المنتخب والمشرفين عليه في نهائيات إسبانيا 82. وطفت قضية العلاوات مجدداً قبل مباراة إسبانيا وتفجر الخلاف بين اللاعبين الهواة والمحترفين، ووجد المدرب سعدان نفسه في وضع لا يحسد عليه، وانعكس كل ذلك على أداء المنتخب الذي صار لاعبوه يركزون على ما سيحصلون عليه قبل تحقيق النتائج. ودخلت الكرة الجزائرية في دوامة من المشاكل على الرغم من المساعي التي حاول المسؤولون عليها القيام بها من أجل إعادة القطار إلى السكة، وبدأ المدربون يتداولون على التشكيلة الواحد تلو الآخر إلى أن استنجد الاتحاد بالعجوز عبد الحميد كرمالي لقيادة المنتخب في نهائيات كاس الأمم الأفريقية التي أقيمت في الجزائر عام 1990 فنجح في مهمته وقاد المنتخب إلى الفوز باللقب بعد فوزه في المباراة النهائية على نيجيريا (1-صفر). وغابت النتائج عن المنتخب الجزائري الذي فقد بريقه وامتدت الأزمة إلى الاتحاد المحلي لكرة القدم الذي صار وكراً للصراعات وتصفية الحسابات الشخصية، وكم من مرة بلغ فيه الخلاف حد المشادات اليدوية. وطغت الممارسات اللا مسؤولة على قرارات الاتحاد بينما دخل المنتخب في مرحلة من السبات لم يصح منها حتى الآن على الرغم من وجود لاعبين بارزين في صفوفه أمثال تصفاوت ودزيري وصايفي وغيرهم. وعاد سعدان إلى صفوف المنتخب الجزائري عام 2003 وشكل منتخباً قوياً بلغ به ربع نهائي كأس أمم إفريقيا في تونس عام 2004 لكن المشاكل القت بظلالها مجدداً واستقال من منصبه لتغط الكرة الجزائرية في سبات عميق حتى تمت الاستعانة مجدداً بسعدان عام 2007 فقاد الجزائر إلى دور الأربعة لكأس أمم إفريقيا قبل أن تحتل المركز الرابع وإلى النهائيات العالمية للمرة الأولى منذ 24 عاماً والثالثة في التاريخ وذلك على حساب مصر بطلة القارة السمراء في النسخ الثلاث الأخيرة.
المصدر: دوربن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©