الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تركيا... ضغوط من أجل تسليم «جولن»

29 يوليو 2016 23:06
صعَّد قادة أتراك من مطالباتهم للولايات المتحدة لمعاقبة فتح الله جولن، رجل الدين المقيم في بنسلفانيا والذي يقال إن منظمته وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، التي وقعت في 15 يوليو والتي كانت تسعى إلى الإطاحة بالرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته. ويصر مسؤولون في أنقرة على أن جولن له يد مباشرة في مؤامرة الانقلاب، والتي كانت عبارة عن تمرد بقيادة فصيل من الجيش، وانتهى بمقتل 290 شخصاً قبل القضاء عليه. وقد ذكر وزير الخارجية الأميركي جون كيري إنه سينظر في طلب التسليم إذا قدمت تركيا «دليلا شرعيا، يحتمل التمحيص والتدقيق، على تورط جولن». وقال نظيره التركي «مولود جاويش أوغلو» إن الولايات المتحدة بحاجة إلى أخذ مخاوف تركيا على محمل الجد. وأشار «جاويش أوغلو» في مقالة افتتاحية إلى «أن الشعب التركي أصيب بالدهشة من إصرار الولايات المتحدة على إيواء جولن، مشيراً إلى طلب حكومة بلاده من الولايات المتحدة تسليم جولن لغرض مثوله أمام العدالة». وأضاف أن «الشعب التركي يتطلع أن تسلم الولايات المتحدة جولن لتركيا»، وأوضح أن ما ستفعله إدارة أوباما «ربما يرسم شكل العلاقات بين البلدين الحليفين في المستقبل». يذكر أن تركيا قدمت للسلطات الأميركية وثائق قانونية تتعلق بأنشطة جولن لكنها قالت إنها ستطلب رسميا تسليمه بعد انتهاء الدولة من التحقيق مع مدبري الانقلاب. ومن جانبه، ذكر رئيس الوزراء التركي لصحيفة «الجارديان البريطانية» أن «الملفات التي تتعلق بتورطهم في محاولة الانقلاب هذه لم يتم إرسالها بعد»، مشيرا إلى جولن ومنظمته. وأضاف «هذه الملفات سيتم إرسالها ولن تدع مجالاً للشك على الإطلاق في تورطهم في هذا». وما زالت الصحافة التركية مستمرة في تسليط الضوء على الدور المفترض الذي لعبه جولن في التحريض على محاولة الانقلاب. وفي شهادته التي تم تسريبها لوسائل الإعلام، ذكر الجنرال «خلوصي أكار»، رئيس أركان الجيش التركي، ما حدث بالتفصيل أثناء احتجازه من قبل ضباط الجيش المشاركين في الانقلاب. وقال أكار إن عميدا بين فصيل المتمردين عرض علي «التواصل مع زعيمهم في الرأي فتح الله جولن». وأضاف أكار أنه رفض التحدث إلى جولن أو قراءة البيان الذي صاغه مدبرو الانقلاب معلنين فيه سيطرتهم على الدولة. وأوضح أكار أنه ذكر لضباط الانقلاب أن «الطريق الذي يسلكونه خاطئ، وأنهم يغرقون في المستنقع، وسيدفعون ثمن ذلك». ومنذ ذلك الوقت، تم إلقاء القبض على 40% من كبار الضباط في الجيش التركي، والجنرالات، والأدميرالات المتورطين في مؤامرة الانقلاب. كما تم اعتقال آلاف آخرين من بينهم جنود وأعضاء في النيابة العامة وقضاة وغيرهم من الموظفين في إطار جمع هائل للمشتبهين والعناصر المخربة التابعة لجولن. وفي هذا الإطار أيضا، فقد عشرات الآلاف من الموظفين الآخرين وظائفهم أو تم تعليقها. وتشمل أحدث أهداف التطهير حاكم إسطنبول السابق رفيع المستوى، والذي تم اعتقاله يوم الثلاثاء بسبب صلاته المزعومة بحركة جولن. وأصدرت السلطات كذلك مذكرات اعتقال ل 42 صحفيا، وهو التحرك الذي وصفه الممثلون الأتراك لحركة مراسلون بلا حدود بأنه يشبه «مطاردة ساحرة». ومع اشتداد حملة الاعتقالات، نصحت السفارة الأميركية في أنقرة المواطنين الأميركيين بإعادة النظر في «السفر إلى تركيا في هذا الوقت» كما سمحت أيضا ب «المغادرة الطوعية» لأسر الموظفين الأميركيين العاملين في أنقرة وفي القنصلية في إسطنبول. وكما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية، فإن القرار جاء بعد محاولة الانقلاب وإعلان الحكومة التركية بعد ذلك لفرض حالة الطوارئ لمدة تسعين يوما. وفي الشارع التركي، على الرغم من ذلك، ما زال التأييد لرد الحكومة على الانقلاب عاليا. وامتلأت الطرق العامة والشوارع في إسطنبول بالأعلام التركية في عرض للتضامن القومي، بينما ترفرف نفس الأعلام الحمراء من السيارات والدرجات النارية المارة. يذكر أن جولن يبلغ من العمر 79 عاماً، ويعيش في منفى شبه اختياري في الولايات المتحدة لما يقرب من عقدين من الزمان. وقد ترأس شبكة كبيرة من المدارس التي يقول المراقبون إنها خلقت جيلا من البيروقراطيين المتأثرين به والذين تخللوا مختلف مؤسسات الدولة، بما في ذلك الشرطة والقضاء. وفي السنوات الأولى لحكم أردوغان، عمل حزبه «الحرية والعدالة» الحاكم مع التابعين لجولن لتقويض وتهميش جيش الدولة العلماني. بيد أن المعسكرين انقلبا في نهاية المطاف على بعضهما البعض. والآن، يتهم أردوغان جولن بأنه المخطط لوجود دولة موازية داخل الدولة من أجل تقويض الجمهورية. حتى خصوم أردوغان السياسيين يتفقون معه في الرأي. ويوم الثلاثاء، ردد «كمال قيليتش دار أوغلو»، زعيم حزب المعارضة الرئيس في تركيا، دعوات الحكومة بتسليم جولن. وقال «في حال كان هو من يقف وراء التمرد فيجب عليه المثول أمام القضاء المحايد». *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©