«مهرجان الإمارات للمسرح المدرسي».. منصة للإبداعات الطلابية

أحمد السعداوي (أبوظبي) بحضور معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي جميلة المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، انطلقت صباح أمس فعاليات النسخة الأولى من «مهرجان الإمارات للمسرح المدرسي»، تحت شعار «على خطى زايد»، ويستمر 5 أيام، بمشاركة 1751 طالباً وطالبة من 119 مدرسة من مختلف أنحاء الدولة. ويهدف المهرجان لتعزيز ثقافة المسرح المدرسي بين النشء، عبر توفير منصة مهمة تتيح المجال للمنافسة وإفراز المواهب الطلابية في حضور عدد من كبار العاملين في المسرح بالإمارات والوطن العربي، يشاركون في لجنة تحكيم النسخة الأولى من الحدث الكبير الذي شهد افتتاحه المسرح الوطني بالعاصمة أبوظبي، ويتنقل قطاره في أنحاء الدولة قبل الحفل الختامي المقرر أن يقام في 13 مايو الحالي على مسرح جامعة باريس السوربون- بأبوظبي. تكريم الرعاة شهد الحفل تكريم أعضاء لجنة التحكيم وعدد من الجهات الراعية لمهرجان الإمارات للمسرح المدرسي، والمدارس التي شاركت في مبادرة «بداية الحكاية» التي أطلقتها وزارة التربية والتعليم قطاع الرعاية والأنشطة، واستهدفت مرحلة رياض الأطفال ومدارس الحلقة الأولى، حيث تشترك كل مدرسة بمسرحية غنائية استعراضية بها أهداف تربوية وتعليمية لأولياء الأمور والمجتمع، شارك فيها 19 مدرسة و2794 طالباً وطالبة. تضمن اليوم الافتتاحي 4 عروض فنية، الأول «كونشيرتو» وقدمته مدرسة رقية للتعليم الثانوي، الثاني مسرحية «حلم وطن» لطلاب الحلقة الأولى من مدرسة خديجة الكبرى، فيما قدم طلاب الحلقة الثانية من مدرسة الشوامخ مسرحية «قلوب تبيع السلام»، ورابع العروض مسرحية بعنوان «الشموخ»، أبدع في أدائها طلاب مدرسة الشموخ للتعليم الأساسي والثانوي. كلمة الوزيرة في بداية الحفل، ألقت معالي جميلة بنت سالم مصبح المهيري، وزيرة دولة لشؤون التعليم العام، كلمة قالت فيها: «يتعانق الضوء والصوت والحركة هنا على خشبة المسرح، يتعانقون ويختلطون بالألوان ومشاعر الإنسانية، فحيناً نشعر بسعادة، وحيناً نشعر بدهشة وحينا تغلبنا الدموع، نشهد على خشبة المسرح قصصاً كثيرة، نشعر بقربنا منها، وتختلط مشاعرنا مع ما نشاهده لنشهد تجربة ليس لها مثيل.. هنا صنع شكسبير مسرحياته في القرن السادس عشر، ما زالت تشهدها خشبات مسارح العالم، مع شكسبير رحلنا في عالم ماكبث، والملك لير وتاجر البندقية. شكبير جعلنا نضحك ونبكي، ونندهش، بالرغم من أنه كتبها في القرن السادس عشر، ولكن مسرحياته تبقى إلى اليوم روائع خالدة، مازال المسرحيون يتغنون بها في جميع دول العالم. ولأن الخيال يبدأ من هنا من على خشبة المسرح... ننطلق اليوم معكم في رحلة جديدة من الضوء والصوت والحركة لنفتتح معاً مهرجان الإمارات للمسرح المدرسي 2018، تحت شعار (على خطى زايد). نلتقي اليوم لنستمتع بمشاهدة لوحات مسرحية تنضج بالخيال وروعة النص والأداء.. إننا نحتفي بالمواهب الواعدة ساعين لتهيئة كل السبل الكفيلة بإبراز مواهبهم وفسح المجالات أمامهم ليستشرفوا مستقبل بلدهم ونصب أعينهم مسؤولياتهم الوطنية في البناء عبر مساهماتهم الفنية والثقافية. لا شك إننا أمام مسؤولية إعداد قادة للحياة ونجوما في عوالم المسرح والفن يؤسسون لمساحات ضوئية خاصتهم وليكونوا على قدر من تحمل المسؤولية التي تنسجم وتطلعات قيادتنا الرشيدة بقيادة سيدي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وتماشيا مع الرؤى السديدة لسموه وإخوانه حكام الإمارات. إننا في الوقت الذي نعلن فيه عن انطلاق هذا المهرجان نشد على أيدي الساعين لتفعيله وتحقيق هويته وجميع من يساهم في سبيل إنجاحه خدمة لوطن يستحق من الجميع التفاني وبذل المزيد تحقيقا لآليات الإبداع الإماراتي والذي يمثل مسؤوليتنا المشتركة وهدفنا الأسمى. إن المسرح لا يقدم المتعة والمعرفة فقط، بل هو كذلك المتنفس للطلبة خاصة لمن يعانون من قلق أو ضغوط نفسية بسبب الدراسة. في هذه الحالة يؤثر المسرح إيجابياً على تحصيل الطلبة. لذلك حتى يكون لدينا طلبة سعداء نحن نحتاج إلى الأنشطة المسرحية بجميع أنواعها. حيث بلغت المشاركات لهذا العام نحو تسع عشرة مدرسة بحوالي ما يقارب ألفين وسبعمائة وأربعة وتسعين طالبا وطالبة. منظومة متكاملة وقالت الدكتورة آمنة الضحاك الشامسي وكيل مساعد بقطاع الرعاية والأنشطة في وزارة التربية والتعليم، إن مهرجان الإمارات للمسرح المدرسي، يعقد لأول مرة هذا العام على مستوى الدولة، وفي السابق كان هناك إمارات لها باع طويل في هذا المجال وعملت على مهرجانات المسرح المدرسي منذ سنوات عديدة، غير أن هذا العام وضعت منظومة متكاملة للخروج بأعمال مسرحية على المستوى الوطني، فكان هناك المهرجانات القائمة سابقاً مثل مهرجاني الشارقة والفجيرة، واستحدثنا مهرجانات جديدة بالتعاون مع الهيئات المحلية مثل مهرجان أبوظبي للمسرح المدرسي بالتعاون مع دائرة السياحة والثقافة-ابوظبي، مهرجان دبي بالتعاون مع هيئة الثقافة دبي، مهرجان يشمل مدارس رأس الخيمة وعجمان وأم القيوين بالتعاون مع وزارة الثقافة وتنمية المعرفة. وأشادت، بإقبال المدارس والطلاب على المشاركة في فعاليات مهرجان الإمارات الأول للمسرح المدرسي، معتبرة ذلك بشارة خير لإحياء حركة المسرح المدرسي مرة أخرى على مستوى الدولة في وجود هذه المنظومة المتكاملة، كما عبرت عن سعادتها بمستوى العروض الذي افتتحت به المهرجان، ما ينبئ بمهرجان مسرحي قوي يتضمن عروضاً متميزة على مدى أيامه الخمسة من جميع الأعمال المتأهلة من مختلف إمارات الدولة، إلى أن يتم تتويج الفرق الفائزة في اليوم الختامي لأول نسخة من هذا المهرجان صباح الأحد المقبل في مسرح جامعة باريس السوربون-أبوظبي. أهداف تربوية وأوردت الشامسي، أن المسرح المدرسي، له عديد من الأهداف التربوية، فهو يعالج الكثير من الجوانب السلوكية وأحيانا القصور في الجانب الأكاديمي وزيادة دافعية الطلبة للتعلم من خلال إيجاد منصات للتعبير عن مشاعرهم وأعمالهم، بما يجعل المدرسة بيئة جاذبة تنمي في الطالب كثيرا من مهارات الجانب المعرفي، والاجتماعي الذي يصقل شخصيته، وهو جزء لا يتجزأ من العملية التعليمية الشاملة. من جانبه قال الدكتور محمد الشرع، رئيس لجنة التحكيم بالمهرجان، إن اللجنة تضم نخبة من الفنانين وخبراء المسرح في العالم العربي، منهم المخرج المسرحي مرعي الحليان والفنان حسن رجب من الإمارات، وعجرم عجرم من لبنان، ومصطفى ستيتو من المغرب. وثمن الشرع، اهتمام وزارة التربية والتعليم في الإمارات بهذه التظاهرة الفنية الطلابية، لما للمسرح المدرسي من دور في تنمية الشخصية بجوانبها المتعددة، وتفريغ الطاقات لدى الطلاب بما يفيدهم في عمليات النمو والتنشئة، فالمسرح المدرسي ليس نشاطا ترفيهيا بقدر ما هو قائم على صقل وتنمية مواهب الطلاب ولديهم مفهوم مرتفع بالذات، ويكون لدى الطالب نوع من الجرأة وكسر حاجز الخجل في التواصل مع الآخرين. متمنياً استمرار المهرجان وتحقيق مزيد من النجاح والمشاركة الواسعة بين طلاب المدارس. لما تحققه من تنمية للذائقة الفنية والجمالية عند الطلبة، وتنوير العقول والتوجيه الواعي من خلال الخطاب المتضمن في الأعمال المسرحية المدرسية. 13 مسرحية نوه محمد الشرع رئيس لجنة التحكيم في المهرجان، باهتمام وزارة التربية والتعليم في الدولة بالنشاط المسرحي، ما انعكس على العدد الكبير من المسرحيات والطلاب المشاركين في النسخة الأولى من مهرجان المسرح المدرسي في الدولة، مبيناً أن المهرجان يتضمن 13 عرضاً مسرحياً من مختلف الإمارات تتنافس فيما بينها للحصول على أفضل المراكز قبل إعلان النتيجة النهائية في حفل التتويج يوم 13 مايو، بحيث يتنافسون في أفضل عرض مسرحي، أفضل ديكور، أفضل تمثيل، إخراج، أزياء موسيقى، وغيرها من عناصر العمل الفني بالمسرح.