يعتبر المهاجم الأرجنتيني ماريو كيمبس أحد الأسباب الرئيسية في تتويج منتخب التانجو بكأس العالم 1978 للمرة الأولى في تاريخه، حيث كانت أهدافه الستة التي سجلها خلال المنافسات سبباً مباشراً في حصد الأرجنتين للقب التاريخي الأول، المثير في قصة كيمبس أنه شارك مع منتخب بلاده في هذه النسخة عن طريق الصدفة البحتة؛ بسبب غياب أوسفالدو بيازا المهاجم الأساسي بداعي الإصابة.
وعانى رجل التانجو الأول في الأدوار التمهيدية، حيث لم يستطع كيمبس هز شباك أي فريق في هذا الدور، ليخرج مدربه سيزار لويس مينوتي ويعلق على ذلك ساخراً: «طلبت منه أن يحلق شاربه لفك هذا النحس، وفعل ذلك لتأتي الأهداف الحاسمة من قدم كيمبس ليجلب لنا كأس البطولة».
ورغم معاناة المباريات الثلاث الأولى فقد تألق تألقاً كبيراً في الأدوار الإقصائية، وسجل ماريو كيمبس 6 أهداف عانق بها منتخب بلاده المجد ورفع الكأس للمرة الأولى في تاريخه.
بعد التأهل إلى الدور الثاني وقع المنتخب الأرجنتيني في المجموعة الأولى بالدور الثاني بجوار بيرو وبولندا والبرازيل، بدأت قصة تألق كيمبس وأهدافه الساحرة، فسجل هدفي الأرجنتين أمام بولندا، ليواجه بعد ذلك المنتخب البرازيلي وينتهي اللقاء بالتعادل السلبي، وفي المواجهة الختامية ضرب المنتخب الأرجنتيني منتخب بيرو بسداسية سجل منها هدفين، ليتأهل المنتخب الأرجنتيني كمتصدر للمجموعة بفارق الأهداف عن البرازيل ليتأهل إلى نهائي البطولة.
وفي النهائي كانت المواجهة الأصعب أمام هولندا، تلك المباراة التي كانت الاختبار الحقيقي لكيمبس الذي نجح في تسجيل هدف التقدم بعد مراوغة رائعة لأكثر من ثلاثة مدافعين، حتى توغل داخل منطقة الجزاء وأعلن التقدم على الطواحين، ليعادله بعد ذلك اللاعب الهولندي نانينجا ويحتكما إلى الأشواط الإضافية، ليواصل هداف التانجو كتابته للتاريخ بتسجيل الهدف الثاني، ثم أضاف بيرتوني الهدف الثالث ليرقص التانجو مع الكأس.
وعلق كيمبس بعد تتويج منتخب بلاده بالبطولة قائلاً: «لقد ولد الفوز بكأس العالم فرحة عارمة وإحساساً بالرضا لدى شعب الأرجنتين، وأنا أتذكر جيداً أنني شاركت في هذه الدورة لغياب لاعبين آخرين مثل أوسفالدو بيازا، لكن القدر منحني الفرصة لحصد لقب الهداف والتتويج بكأس العالم للمرة الأولى في تاريخ الأرجنتين».
عدد اليوم
