الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المجلس الوطني يدعو إلى مراجعة «ثغرات» مدارس الغد

المجلس الوطني يدعو إلى مراجعة «ثغرات» مدارس الغد
28 أكتوبر 2009 02:32
أظهر استطلاع ميداني عُرض في المجلس الوطني الاتحادي أمس أن 73 في المائة من طالبات إحدى مدارس الغد اعتبرن أن المناهج الجديدة المتبعة “صعبة وغير مفهومة”، في حين أكدت النسبة المتبقية أن المناهج جيدة ويمكن تطبيقها على جميع المراحل. وبين الاستطلاع أن حوالي 27% من الطالبات أكدن تمكنهن في اللغة الإنجليزية بطريقة جديدة ومتطورة، في حين أكدت النسبة نفسها الاستفادة من المعلومات الجديدة، وفي المقابل فإن نسبة 44% من الطالبات كان رأيهن أنهن لم يستفدن من تطبيق المناهج الجديدة، بل فضلن المناهج القديمة لسهولتها ووضوحها. ووفقاً للاستطلاع الذي عرضته اللجنة المؤقتة في المجلس الذي ناقش سياسة التربية والتعليم في مدارس الغد وتعليم اللغة العربية، فإن 88% من الطالبات يطالبن بتغيير المناهج إلى الأفضل والأسهل، في حين كانت نسبة 11% بالتساوي مع تطوير منهج اللغة العربية وتغيير منهج اللغة الإنجليزية. في موازاة ذلك، قال معالي حميد القطامي وزير التربية التربية والتعليم إن مشروع مدارس الغد يخضع لمراجعة تقويم شاملة، تعلق لجنة مخصصة حالياً على دراسات جميع المعوقات وبرامج التطوير التي يخضع لها المشروع مستقبلاً. وبين الوزير القطامي - الذي رد على مداخلات برلمانية في جلسة أمس التي ترأسها معالي عبدالعزيز الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي والدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة لشؤون المجلس الوطني- أن الوزارة اتفقت مع إحدى لجان الخبرة العالمية لتصميم مخرجات مدارس الغد، مؤكداً أن الأمر لا يرتبط فقط بقضية المناهج، بل يتعدى ذلك أحياناً إلى أمور إدارية تتعلق بالإشراف والتقويم. وحول نجاح مشروع مدارس الغد، قال القطامي إنه لا يمكن له أن يحكم على تجربة “نجاح أو فشل”، فالأمر مرتبط بالتقويم الذي يخضع له المشروع. وتوجد حالياً 44 مدرسة تطبق مشروع مدارس الغد على مستوى الدولة، ووفقاً لخلود القاسمي مديرة إدارة المناهج والمواد التعليمية، فإنه لم يتم تخفيض نصاب اللغة العربية في مدارس الغد، والأمر تعلق بزيادة نصاب حصص “الإنجليزية” من 6 إلى 10 حصص، 8 منها أكاديمية واثنتان أنشطة ثقافية متنوعة. وتطرق الاستطلاع إلى المشكلات التي تواجهها الطالبات، حيث أظهر أن نسبة 66% تعاني طول المناهج مع ضيق الوقت، و33% تشكو من التقويم المستمر و27% تشكو من صعوبة الامتحانات، في حين أشارت 22% إلى كثرة المشاريع التي تُكلف بها، و16% إلى طول اليوم الدراسي، و11% تطرقت إلى صعوبة مادة اللغة الإنجليزية. واقترح نحو 50% من الطالبات تغيير المنهج وتسهيله، في حين دعت 27% إلى تغيير المنهج إلى منهج أفضل وموحد على جميع المدارس بالدولة، في حين أشارت 27% إلى ضرورة تسهيل الامتحانات والتدريب عليها مسبقاً، كما جاء مقترح إلغاء فكرة التقويم المستمر والاهتمام بالأنشطة الترفيهية للطالبات للخروج من الضغط النفسي بنسبة 11%. مركز متخصص للغة العربية أبلغ الوزير القطامي المجلس بأن الوزارة بصدد إنشاء مركز تخصصي للغة العربية، سيبدأ نشاطه بحلول العام المقبل، بهدف تطوير قدرات الهيئات التدريسية وتعزيز مناهج اللغة العربية على حد سواء. واعتبر أن توجه الوزارة لتطوير مناهج العربية والتركيز عليها ليس إضعافاً للغة الإنجليزية لدى الطلبة، مؤكداً أن تطوير التعليم جهد مجتمعي متكامل ولا تقتصر المسؤولية فيه على وزارة التربية وحدها. ويوجد في وزارة التربية والتعليم 23 ألف معلم ومعلمة، 75% منهم من المعلمات العاملات، في حين لا تتعدى نسبة المواطنين 8% وفقاً لعلي ميحد السويدي المدير التنفيذي لشؤون الخدمات المساندة في وزارة التربية والتعليم. وقال السويدي إن الوزارة تسعى إلى زيادة عدد الرائدات العاملات إلى 95% خلال السنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى البحث عن حلول لمشكلة عزوف المواطنين عن مهنة التدريس. وعلق راشد الشريقي قائلاً إن المواطنين العاملين حالياً يشعرون بـ”الغبن الوظيفي” وليس “الرضى الوظيفي”. وأكد الوزير القطامي رداً على مداخلة لفاطمة المري بشأن النقص الحاصل وبعض التخصصات، أن يستمر وضع خطة مبكرة لاحتياجات المدارس من الكوادر البشرية والتخصصات، مقراً بأن التأخير في تلبية الاحتياجات قبيل العام الدراسي يربك العملية التعليمية ويؤثر على الأداء. ورد الوزير القطامي على مداخلة للدكتورة أمل القبيسي حول عمل الوزارة لمعالجة الثغرات التي رافقت تطبيق مشروع مدارس الغد. وأشار ممثلو الوزارة إلى أن نسبة التوطين في الفئتين القيادية والإشرافية بلغت 100%، كما وصلت في الفئة التنفيذية إلى قرابة 93%، فيما ارتفعت النسبة العامة في الفئة التخصصية والفنية من 49% قبل ثلاثة أعوام إلى 56% خلال العام الجاري. وقال الوزير إن بداية الموسم التعليمي عادة ما تشهد ثغرات، ولكن في مدارس الغد كانت الحلقة مفقودة بين تلك المدارس والإدارة الفنية في الوزارة، الأمر الذي تقرر معه إعفاء المناطق التعليمية مباشرة من التنسيق وتلبية تلك الاحتياجات. أما فيما يخص الثغرات المرتبطة بالمسائل الفنية التي تحتاج إلى تقويم، فقد أكد الوزير القطامي أن تلك المسائل ستشرف عليها فرق فنية مشتركة بين المدارس والوزارة لعلاجها وتفادي عقباتها. وقال معالي وزير التربية والتعليم إن اللائحة التنفيذية لقانون الموارد البشرية الاتحادي والتي ستعلن خلال الأسبوع المقبل ستكون جزءاً أساسياً يعول عليه في دعم كادر وزارة التربية والتعليم من خلال إجازتها للعمل الخيري في القطاع الحكومي. وشدد الوزير القطامي على أن الوزارة تعكف حالياً على تطوير المناهج الحكومية بشكل عام، مؤكداً أنه ستتم الاستفادة من تجارب المدارس كافة، لكنه أكد أن مناهج مدارس الغد وضعت لتحقيق أهداف محددة. مدارس الغد مديح وانتقاد على الرغم من اتفاق معظم أعضاء المجلس الوطني في مداخلاتهم على أهمية مشروع مدارس الغد، إلا أنهم حملوا على ما اعتبروه “ثغرات” واجهت المشروع، مطالبين بمراجعته وتقويمه وفقاً لمؤشرات الأداء بعد مرور ثلاث سنوات على تطبيقه. وتساءل أحمد بن شبيب الظاهري نائب رئيس المجلس عن تكافؤ الفرص في تطبيق المشروع للطلاب والمعلمين، وفي حين اعتبر خالد بن زايد مدارس الغد إضافة نوعية، إلا أنه أكد أنها فتحت الباب للتأثير على اللغة العربية. واتفق عبدالرحيم شاهين مع زميليه السابقين في الرأي، وقال: “للأسف، مدارس الغد اختزلت التعليم باللغة الإنجليزية”، داعياً إلى وجود خطة استراتيجية موحدة لتطوير التعليم على المستوى الاتحادي برمته. وتطرق راشد المرر إلى إمكانية تطوير مناهج متخصصة بالدراسات الاجتماعية، في حين طرح عبدالله بالحن قضية تنوع المسميات والمشروعات التعليمية داخل الدولة. أما محمد الزعابي، فأشار إلى وجود ديون تصل إلى 200 مليون درهم على وزارة التربية لجهات اتحادية مختلفة لم يسمها، مطالباً بشطبها واعتبارها في إطار المساهمة في تطوير التعليم. وتساءل حمد المدفع عن مؤشرات الأداء بعد 3 سنوات لتطبيق المشروع، في حين اعتبرت فاطمة المري أن “المشكلة الكبيرة تكمن في نقص المعلمين والاختصاصيين”، فيما سأل سلطان المؤذن عن إمكانية تطبيق المشروع على المراحل التعليمية الأولى. ووصف أحمد الخاطري مدارس الغد بأنها “مؤشر على عدم العدالة في التعليم”. كما تساءلت فاطمة المزروعي حول ما إذا كانت هناك تحفظات من قبل المجالس التعليمية المحلية على المشروع، في حين استوضح علي جاسم النائب الثاني لرئيس المجلس عن إمكانية وضع خطة تعليمية موحدة للمواطنين، واتفق مع عامر الفهيم في الرأي السابق عن دور الوزارة في توحيد السياسات التعليمية على مستوى الدولة، فيما دعا يوسف بن فاضل إلى ضرورة البحث عن الخلل في تطبيق فكرة المشروع، كما دعا علي المطروشي إلى إشراك خبرات مواطنة من المتقاعدين في عملية التقويم. وعرضت اللجنة المؤقتة المكلفة بموضوع مدارس الغد ثلاثة محاور رئيسية أولها المناهج التعليمية المتبعة، والثاني نوع الكوادر في مدارس الغد وأثر ذلك على اللغة العربية والهوية الوطنية، فيما تناول المحور الأخير أثر مدارس الغد على التحصيل الدراسي للطلبة. ففي محور المناهج، أشارت اللجنة إلى طول المناهج وصعوبتها مع ضيق الوقت مما شكل عبئاً على الطلبة والمعلمين، إضافة إلى تعارض المناهج المستوردة التي تدرس في مدارس الغد مع البيئة المحلية والتركيز على اللغة الإنجليزية كمادة للتدريس، مما أدى إلى تهميش اللغة العربية. أما محور الكوادر، فوفقاً للتقرير، فإن اللجنة أشارت إلى اعتماد الوزارة على الكادر الأجنبي مما يعني ذلك تعارض سياسية وزارة التربية والتعليم الحالية مع سياسية التوطين، لافتة إلى انعدام الكفاءة العالية والخبرة المطلوبة لبعض الكوادر الأجنبية، وعدم الارتقاء بالمعلمين المواطنين مهنياً مما أدى إلى عدم الرضى الوظيفي بالنسبة لمدرسي اللغة الإنجليزية خاصة مع زيادة الأعباء الوظيفية، حيث أصبحت مدارس الغد بيئة طاردة للإداريين والمدرسين، وضعف دور مجالس التعليم في إشراكها في العملية التربوية. وفيما يخص المحور الأخير، أشارت اللجنة إلى ضعف مستوى تحصيل الطلبة نتيجة لصعوبة المناهج الجديدة المطبقة والتي تعتمد على الكم وطول اليوم الدراسي مما يعني تحمل الطلبة أعباء إضافية مما يشكل ضغطاً نفسياً عليهم، إضافة إلى مطالبة أغلبية طلبة مدارس الغد بتغيير المناهج إلى الأسهل وتوحيدها على مدارس الدولة كافة. إلى ذلك، انتخب المجلس الوطني الاتحادي أمس بالتزكية المراقبين واللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية والتي تتكون من وكيل اللجنة التنفيذية وأمين السر، إضافة إلى أربعة أعضاء، ليصار بعدها إلى تشكيل اللجان الثماني الدائمة. القطامي: إعادة البناء التنظيمي للتعليم الخاص خلال شهر أبوظبي (الاتحاد) - كشف وزير التربية والتعليم حميد القطامي عن توجه لدى الوزارة لإعادة هيكلة قطاع التعليم الخاص في الوزارة، لتحقيق مزيد من التدابير والفعالية في التعامل مع المدارس الخاصة لجهة المراقبة والمتابعة والتنسيق. وتوقع القطامي الذي رد على سؤالين برلمانيين خلال جلسة المجلس الوطني الاتحادي يوم أمس، تناول أولهما آلية الرقابة على المدارس الخاصة، في حين تطرق الثاني إلى إطالة زمن اليوم الدراسي، أن تتم إعادة البناء التنظيمي للتعليم الخاص خلال شهر على أبعد تقدير في الوقت الذي ستعلن خلاله عن تشكيل مجلس استشاري من ممثلين عن المدارس الخاصة. ويبلغ عدد المدارس الخاصة في الدولة 474 مدرسة، تضم نحو 487 ألف طالب وطالبة، بينهم أكثر من 85 ألف مواطن ومواطنة، وفقاً للوزير القطامي، مشدداً على أن جميع هذه المدارس التي تعتمد 17 منهجاً تخضع لمكتب الإشراف والمتابعة بالوزارة وتلتزم بقوانين الدولة فيما يتعلق بالامتحانات والرسوم الدراسية وشروط الترخيص والاعتماد الاكاديمي. وعقّب خليفة بن هويدن مقدم السؤال متسائلاً حول ما إذا كانت لوائح المدارس الخاصة الأجنبية “مدارس الجاليات” تستند إلى معايير وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى قلة أعداد الموجهين التربويين الذين يشرفون على تلك المدارس، مدللاً على ذلك بوجود 3 موجهين في منطقة الشارقة التعليمية يتابعون أداء 30 مدرسة في الإمارة، فضلاً عن انعدام الرقابة على المعاهد التعليمية الخاصة. وأقر الوزير القطامي بعدم وجود مظلة أو إطار تشريعي لمراقبة عمل المعاهد التعليمية، لكنه أكد أن المرحلة المقبلة ستشهد عملية متكاملة بهذا الاتجاه ليس تنظيمياً فحسب، بل سيكون هناك جهاز إداري قادر على المراقبة والمتابعة. وفيما يتعلق بسؤال “إطالة زمن اليوم الدراسي” الذي قدمه عبد الله بالحن الشحي، أكد الوزير القطامي أن الأمر يتعلق بتعويض 17 يوماً تم ترحيلها مع بداية العام الدراسي التي تصادفت مع قدوم شهر رمضان. واعتبر وزير التربية أن زيادة الحصص المدرسية بمقدار 5 دقائق لتعويض أيام التأجيل كان لها أثر إيجابي عند الطلاب، مؤكداً أن الوزارة استطلعت آراء شريحة واسعة من الميدان التربوي قبل اعتماد قرار الإطالة. بيد أن مقدم السؤال عبدالله الشحي قال إن الوزارة لم تراع اعتبارات النقل والتغذية واعتبارات الطقس وغيرها من القضايا التي ترهق الطلاب والهيئات التدريسية، لكن الوزير القطامي رد بأن 85 في المائة من الطلبة يخرجون قبل الساعة الثانية والنصف، مؤكداً أنه في حال وجود أية عقبات إدارية مستقبلاً فإنه سيتم التطرق إليها وحلها.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©