الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

الفقاعة الأولمبية تحت الحراسة

الفقاعة الأولمبية تحت الحراسة
18 أغسطس 2008 21:13
الذهاب إلى دورة الألعاب الأولمبية يعني ترك العالم وراء ظهرك والتحرك داخل فقاعة أولمبية لعدة أسابيع· النقطة الهامة هي اعتماد الدخول· فبطاقة تأشيرة الدخول على درجة كبيرة من الأهمية (حيث لا تقبل البطاقات الأخرى ) ومعرفة الرياضة أمر مفيد ولكنه ليس بالأمر الجوهرى والقدرة على الاحتمال مفيدة تماما لأيام طويلة من العمل وإقامة علاقات اجتماعية داخل ما يسمى بالأسرة الأولمبية· وتحاط الفقاعة الأولمبية في بكين بالأسوار وتخضع لحراسة مشددة· وتتكون من المنطقة الأولمبية الخضراء وبها مواقع بارزة مثل المكعب المائي (مركز السباحة) والاستاد الوطني (عش الطيور) والمركز الصحفي الرئيسي لغير الصحفيين ومركز الإذاعة الدولي ومناطق الرعاة· والزوار المسموح لهم بالدخول فقط هم الصينيون والأجانب المفترض أنهم يهيئون الساحات الأولمبية من أجل توفير جو مناسب وأفضل تغطية تلفزيونية· ويتم تفتيش الصحفيين الأولمبيين المسافرين من ما يسمى بالقرى الإعلامية أمنيا قبل مغادرة حافلاتهم· وتشبه الرحلة القصيرة عبر بكين إلى الفقاعة الأولمبية رحلة لينين في قطار مغلق عبر ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى من المنفى السويسري إلى روسيا استعدادا للثورة السوفيتية· إلا أن الإعلام لا يتواجد هنا للقيام بثورة· فالأمن هنا أشد صرامة منذ هجوم الفلسطينيين على الفريق الإسرائيلي في أولمبياد ميونيخ عام 1972 ولم يترك الصينيون شيئا للصدفة في عرضهم الدعائي الأولمبي الكبير· وقبل أيام قليلة قاموا بوضع ناقلة جنود مدرعة أمام المركز الصحفي الرئيسي لغير الصحفيين· إلا أن العربة أصبحت مادة للتصوير والسخرية لوسائل الإعلام العالمية· وقام الصينيون بسحبها في المساء إنقاذا لماء الوجه· في حين أن إجراءات الأمن في الدورات الأولمبية السابقة موجهة إلى الإرهابيين المحتملين فإن فقاعة بكين يمكن أن تكون اختراعاً من الحزب الشيوعي لجعل كافة هؤلاء الأجانب موضع رقابة· ويمكنك أن تسمي هذه الفقاعة سور الصين الأولمبي العظيم· وفي داخلها فإن الولوج إلى الإنترنت حر وفقا للمعايير الصينية ولكن خارجها تطبق قوانين صينية صارمة لا تشجع المحتجين المؤيدين للتبت أو ذكر حركة فالون جونج الدينية· وفي هذا الخصوص لا يقع ميدان تيانانمين ضمن الفقاعة الأولمبية! إنها مجرد البداية التاريخية للسباقات الماراثونية· ونظريا يجب أن تكون اللجنة الأولمبية الدولية الحكم على ما بداخل الفقاعة مع مساعدة بسيطة من اللجنة المنظمة محليا ومن ثم فإن خلفاء ماو تسى تونج يجرى الابقاء عليهم في الخارج· غير أن الصينيين لم يقفوا في مواجهة اللجنة الأولمبية الدولية فحسب فيما يتعلق بالوعود الخاصة بحقوق الإنسان وحرية الصحافة ولكنهم أيضا تسلقوا سرا سور الصين الأولمبي العظيم عندما لم يراقبهم أحد· وقد فعلوا ذلك بالتزوير· فالصينيون يزورون السلع من الساعات إلى أجهزة آي بود والسلع الاستهلاكية الأخرى المرغوبة ويبدو أن ذلك يمثل جزءا عاديا من الحياة اليومية، ولكنهم فى الوقت نفسه نثروا على وجه الأولمبياد العديد من الأشياء المزورة· وهو ما جعل صحيفة سيدني مورنينج هيرالد تتحدث بفجاجة عن سور الصين المزور· وقد أعترفت الصين بإستخدام الاشياء المزورة الاتية خلال حفل الافتتاح: ألعاب نارية مسجلة مسبقا للتغطية التليفزيونية وعمل محاكاة صوتية لصوت طفل في آداء أغنية مشهورة لأن الطفلة التي تشدو بتلك الأغنية لم تكن في حالة طيبة تماما، وأن الأطفال الذين مثلوا الأقليات لم يكونوا كذلك (فكل الأطفال كانوا من عرقية الهان الصينية في ملابس 56 أقلية)· حتى الجو الصحو كان مزورا لأن الصينيين حولوا إتجاه الأمطار بالصواريخ· وسطعت الشمس فقط في الأيام الأخرى بسبب القيود المرورية المشددة واغلاق المصانع المسببة للتلوث خلال الأولمبياد· إلا أن المسؤولين الأولمبيين ردوا على الصينيين بحيلة ماكرة باستخدام الرعاة الأولمبيين· فالأماكن في المنطقة الأولمبية الخضراء تحف مذهلة من العمارة الحديثة ولكن بينها وضعت شركة كوكا كولا مظلات شمس بلاستيكية حمراء رخيصة وكراسي وطاولات في مناطق الراحة والتي تصدم مشاعر أي فرد له أي إحساس بالذوق وسوف تظهر في كل صورة تلتقط لهذه الأماكن· غير أن الأخبار الطيبة (على الاقل بالنسبة للصينيين) هي أن هذا المنظر المؤذي للعين سوف يختفي عندما يتم تفكيك سور الصين الأولمبي العظيم والذي يعني أيضا الفقاعة الأولمبية في 25 أغسطس·
المصدر: بكين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©