الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيام الشارقة التراثية حنين إلى الأصالة واستعادة تقاليد الأجداد

أيام الشارقة التراثية حنين إلى الأصالة واستعادة تقاليد الأجداد
12 ابريل 2011 21:01
تعتبر أيام الشارقة التراثية احتفالية كرنفالية تراثية ثقافية، تستقطب في شهر أبريل من كل عام جمهوراً متزايداً سواء من إمارة الشارقة أو من سائر دولة الإمارات من مواطنين ومقيمين عرب وأجانب وسياح، خاصة وأن هذه الأيام المفعمة بعبق التراث، يجري تنظيمها في منطقة الشارقة القديمة الواقعة في وسط الإمارة الباسمة قريبا من شواطئ البحر ومراسيه الزاخرة بحركة القوارب والسفن حيث كان يعيش ويقيم الآباء والأجداد. تستمر أيام الشارقة التراثية حتى الثامن عشر من أبريل من كل عام، لتشكل أياماً جميلة وثمرة تراثية يحين قطافها كلما حان الاحتفال بأسره بيوم المتاحف العالمي. ولذلك كله فإن أيام الشارقة التراثية تعد بحق فرصة لأبناء دولة الإمارات لكي يرتدوا بذاكرتهم وبصرهم وبصيرتهم باتجاه بحر وتراث آبائهم وأجدادهم، للتزود والتشبع بنور قيم عظيمة لا تموت، وعادات وتقاليد عربية أصيلة لم تندثر، ونكهة خليجية لا تزال عابقة في وجدان الأبناء الذين يجدون في زيهم الوطني ثوباً لا بديل عنه، ناهيك عن الموسيقى والأهازيج والأشعار التي تذكرهم وتربطهم بماضيهم الذي لم ينحسر تحت مد الحداثة وطوفانها الجارف، هذا الماضي المدهش بأنغامه وحرفه وألعابه وأزقتة وأبوابه وزخارف بيوته ومشغولاته اليدوية التي لا تزال ماثلة أمام العين كما هي ماثلة في الذاكرة والقلب. المنطقة التراثية ولهذا كله أيضاً يعد مجرد وضع الأقدام في رحاب المنطقة التراثية بالشارقة في هذه الأيام من كل عام، يعد بحد ذاته سفرا جميلا في عالم الألق والبهجة والحنين التي تعبق بها أطياف الإنسان والمكان والزمان الإماراتي، وفرصة عظيمة للمواطنين والمقيمين العرب والسياح الأجانب للاستمتاع بحلقة التواصل المهرجانية الفريدة بين الماضي والحاضر، بما توفره إمارة الشارقة على الدوام من أجواء تراثية تمتزج بروح العصر، وبخاصة استحضار موسيقى وحرف وعطور الأجداد، إلى جانب أجواء الأسواق والمأكولات الشعبية التي سادت أيام زمان، حين لم تكن هناك وسيلة ترفيه أجمل من المشي في ردهات الأسواق، لتصافح العيون الجديد من البضائع العجيبة والطازج من الزاد والفواكه والخضراوات، خاصة وأن بعض المحال تتميز بروائحها الجميلة التي تختلط فتصنع مزيجاً عطرياً أثيرياً ينساب في الهواء بدءًا من رائحة الخبز الفائرة من التنور إلى رائحة الحلوى الممزوجة بطيب الهيل والزعفران وماء الورد ونفحات الأعشاب الطبيعية والعطور المتطايرة من محال العشَّابين والعطّارين. تبقى أيام الشارقة التراثية لتسجل حضورها البهي على خريطة سائر الفعاليات القيمة سواء في إمارة الشارقة أو في سائر إمارات الدولة، من خلال استمراريتها عبر الدورات المتلاحقة التي لا تنشد شيئا سوى التواصل مع الأجيال الجديدة، كي يبقى حضور التراث متفاعلا مع الحداثة، وكي يتحول الوعي بالتراث إلى بوصلة ومصباح هدي تنطلق من خلاله الأجيال الجديدة من الإماراتيين، حتى تكون قاعدتهم صلبة ومتمثلة في ماضيهم العريق وحاضرهم المزدهر، خاصة وأن أيام الشارقة التراثية تهتدي بنهج أصحاب السمو حكام الإمارات في ضرورة الاهتمام بمكتسبات الماضي والحفاظ عليها سواء كانت هذه المكتسبات مادية أو معنوية وذلك من أجل صون الهوية المحلية وحمايتها وإشراكها في حوار مثمر وإنساني مع الهويات الأخرى. نجاح للسنة التاسعة يكمن سر تفاعل الناس وتوافد هذه الأعداد الكبيرة من الزوار على الأيام التراثية في التنظيم المدروس والتطوير الذي حرصت عليه إدارة التراث، لتدشين هذه التظاهرة الثقافية الحضارية في عامها التاسع بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للانطلاق من خصوصية وروح منطقة الشارقة القديمة الواقعة في وسط الإمارة الباسمة قريباً من شواطئ البحر ومراسيه الزاخرة بحركة القوارب والسفن حيث كان يعيش ويقيم الآباء والأجداد، فهذه البقعة الخلابة من الوطن تضم اليوم باقة ساحرة من البيوت ذات العمارة التقليدية المحلية الزاخرة بالبراجيل والحصون والأسواق القديمة والمساجد الأثرية وسور الشارقة الكبير الذي أعاد بترميمه البهي، تشكيل روح المكان من جديد ليعيده إلى بهاء الزمن الأول، ويعلن مرة أخرى للتاريخ عن استرجاع الخصوصية الجغرافية للمنطقة بعد أن هدم الإنجليز في الماضي أجزاء كبيرة من السور قبل أكثر مئتي سنة. أيام تشهد على جمال الماضي ازدانت أيام الشارقة التراثية هذا العام بالعديد من الفعاليات والأفكار التراثية المتجددة التي حلقت بالموروث الإماراتي إلى فضاء وزمن رحب فأبرزت جمال المفردات التراثية الإماراتية شأنها في كل عام، في سبيل تعريفها لأبناء الوطن كي يستقوا منها العبر والقيم والعادات الأصيلة التي تميزت بها مجتمعاتنا العربية الخليجية المسلمة، ولتبين للعالم في الوقت ذاته، ما تملكه هذه المنطقة المتفردة من هوّية وقيم حضارية وجمالية أصيلة، فقد ضمت الأيام التراثية بين جنباتها عروضاً حية للحرف التراثية النادرة والفنون والألعاب الشعبية، وجوانب لا تحصى من وجوه الثقافة والموروث الشعبي الإماراتي بأهداف سامية تصبو للحفاظ على تراث الوطن، وربط أجياله الحالية والمستقبلية بتراث الأهل والأجداد، فتكون شاهدة على جزء هام من تاريخ الإمارات والخليج والعربي.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©