الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مثقفون: «التربية الأخلاقية» ضرورة وليست ترفاً

مثقفون: «التربية الأخلاقية» ضرورة وليست ترفاً
29 يوليو 2016 03:39
إيمان محمد - عصام أبو القاسم - فاطمة عطفة (أبوظبي) لفت كتاب ومثقفون إلى ضرورة إيجاد مساندة مجتمعية وأسرية لمبادرة ديوان ولي عهد أبوظبي لتضمين مادة «التربية الأخلاقية» في المناهج والمقررات الدراسة، بالتعاون والتنسيق بين وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم، وذلك بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، واعتبروا المبادرة خطوة متقدمة لإحياء القيم المجتمعية الأصيلة وتعزيزها في وقت باتت فيه الأخلاقيات العامة مهددة تحت العديد من الضغوط، على أن لا تتخلى الأسرة عن دورها الأساسي تجاه تربية أبنائها لتكون المناهج داعماً لهذا الدور الأساسي. بادرة فريدة وقال الدكتور علي بن تميم أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب لـ«الاتحاد»، إن إدراج مادة «التربية الأخلاقية» في المناهج مبادرة من ديوان ولي عهد أبوظبي، فقد أضحى معروفاً أن موضوع الأخلاق قد أهمل من قبل وزارات المعارف والتعليم في العالم العربي رغم أنها شديدة التأثير، وكم شهدنا المواد الإنسانية والعلمية قد تخلت عن مسؤوليتها، وبدت مادة من مثل «الدراسات الإسلامية» في بعض البلدان تتحول من كونها مادة لتعزيز قيم التسامح والأخلاقيات السامية إلى مادة جامدة. ويرى بن تميم أن وجود مادة مثل هذه المادة أضحت ضرورة لا ترفاً، على أن تكون مادة حيوية شيقة تعرض المعلومات والشواهد، وهذا لن يتحقق إلا إن فُهمت على نحو واسع علمي موضوعي، يتصل بالوطنية من جهة وبالتراث وقيم الأسلاف وبالعلوم، فالأخلاق يكمل بعضها بعضاً، وتعزز في الوقت نفسه الانفتاح على قيم الآخر، ومثلما للعلوم أخلاقياتها، فإن للأخلاق علماً، وهي من أصعب العلوم خاصة في هذا العصر، الذي يشهد في بعض نواحيه انحلالاً، ويشهد في الوقت نفسه تشدداً وجموداً، وعلى هذا الأساس باتت ثقافة التسامح مهددة، جراء التفريط في القيم أو الإفراط في تطبيقها تطبيقاً مضللاً سطحياً زائفاً. ورأى بن تميم أن موضوع الأخلاق هو من موضوعات الفلسفة، وعليه فإن المنهجية الممكنة في وضع أسس مادة الأخلاق هي الفلسفة تدعمها في ذلك المقاربات الوطنية والأدبية والدينية والعلمية، حتى لا تكون جامدة رتيبة، وتدريس مادة الأخلاق لا يعفي الأسرة من مسؤوليتها تجاه الأبناء، بل يعزز دورها، خاصة في ظل ما تتعرض له القيم المحلية والأخلاق المجتمعية للتغيير في عصر باتت فيه السلوكيات تنهال على النشء من مصادر لا حصر لها بفضل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي، فالمادة لذلك من المهم أن تعزز القدرة على تبني السلوك النافع من السلوكيات الباطلة والمضللة، فالأخلاق تعزز القيم السامية الرفيعة ضد الانحلال وتعزز قيم التسامح التي تحارب التشدد في ظل تنامي خطابات التشدد. منظومة السعادة واعتبرت الدكتورة عائشة بالخير، مستشارة البحوث في الأرشيف الوطني، أن التوجيه جاء في وقته لأننا في أمس الحاجة له، فنحن نعيش في مجتمع السعادة والانسجام والسلام، ولدينا قدوة في المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، والحكام وأولياء العهود الذين يظهرون أخلاقيات عالية في التعامل اليومي مع الصغار والكبار، وهذه أمور تتعلم بالملاحظة، بينما هناك منظومة أخلاقية متكاملة ومترسخة في الدين والقيم المجتمعية، فجاءت المبادرة لتعززها. ووصفت بالخير الخطوة بأنها «حلاوة المبادرات» فلازلنا ننعم بعام القراءة وأضفنا إليها الأخلاق، وهكذا لايوجد سبب لئلا تكون مادة الأخلاقيات السمحة مكرسة في المناهج التعليمية، وهذا سيجعلنا قدوة للدول الأخرى إلى جانب أننا قدوة في التجربة الاتحادية، وهي خطوة تضيف إلينا المزيد من المسؤولة من جانبين، الأول لحفظ المنظومة التي تحافظ على القيم التي وضعها الأجداد وقدوة للآخرين، والثاني مواصلة المسيرة لنوصل هذه القيم إلى أجيال القادمة. ودعت بالخير إلى دراسة الخطوات لجذب النشء إلى هذه المادة عبر المحاضرات الشيقة والمسابقات التحفيزية، وعمل مقارنات بين الأخلاقيات الجيدة والسيئة، والتركيز على قيم الإيجابية للتغيير والتطوير وجعل مفتاح ذلك لفعل الخير. التعطش للأخلاق وقالت شيخة الجابري، كاتبة وباحثة في التراث، إن المبادرة تعكس استشعار المسؤول تجاه أبنائه وهم في حاجة إلى أن ينشأ وفق أساليب حديثة ترتكز على مبادئ الهوية الإسلامية والوطنية والعادات والتقاليد، ورأت أن الجيل متعطش لهذه المناهج والدروس لأنه مشغول بأمور أخرى شغلته عن الثوابت، خاصة أن بعض الأسر لم تقم بدورها لتثبت دعائم التربية الأخلاقية وتركت بعض الأبناء ليتعرضوا للاستغلال وغسيل الدماغ من قبل منظمات إرهابية ومشبوهة، وهذا يستدعي رعاية الأبناء بشكل أكثر منهجية، لكن لن يكون للمناهج أثر من دون أن تدعمها الأسر والمراكز الثقافية والهيئات والمؤسسات الثقافية، فعلى الجميع وضع التربية الأخلاقية على أجندتها، القاعدة المجتمعية ستعطي قيمة مضافة للمناهج وتضمن النتائج المتوقعة. ولفتت الجابري إلى ضرورة إيجاد مهارات سلوكية لتدريب الطلاب على الأخلاقيات، ومن ذلك تعريفهم على وطنهم وكيف يتعاملون مع الآثار والمتاحف والتراث المادي والمعنوي، واحترام الأثر والتعرف على الطاقة التاريخية للمكان، وكيفية التعامل مع المكتسبات الوطنية سواء مبانٍ عامة أو خاصة، وبصرف النظر عن القوانين التي تنظم ذلك، لتكون التربية الأخلاقية مستقبلاً سلوكاً وجوهراً داخل الأسر قبل أن تدرس في المناهج، حتى نصل إلى جيل قادر على بناء الأخلاق. قرار تاريخي وقال الفنان المسرحي حميد سمبيج: «إنه قرار تاريخي، وفيه تجسيد للرؤية الثقافية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة القائمة على الاعتزاز بالموروث المحلي والانفتاح على ثقافات العالم من حولنا». وأضاف سمبيج: «هذا القرار يبين الاهتمام البالغ الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالمدرسة باعتبارها المحور الأساس لصناعة وتعزيز وتقوية مستقبل بلادنا في كل مناحي الحياة الثقافية والاجتماعية والتنموية». ضمانة لأجيال المستقبل من جانبه، قال الشاعر محمد البريكي رئيس بيت الشعر في الشارقة إن المبادرة تؤكد حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على إثراء وصقل قادة المستقبل وتعزيز رابطتهم بالقيم الوطنية العليا، مشيراً إلى أن مادة «التربية الأخلاقية» بمحاورها المتعددة، تصون «أخلاقنا وقيمنا وتعاليم ديننا الحنيف»، وهي «ضمانة لمستقبل الأجيال المقبلة». وذكر مسؤول بيت الشعر في الشارقة «أن هذه المبادرة تتكامل فيها دعائم أساسية لا غنى عنها، ومن دونها لا يمكن لنا أن ننجز أي تقدم أو رقي في مسيرتنا الحضارية، وهي التربية والأخلاق والثقافة والتراث». واختتم البريكي حديثه قائلاً: «يصدر هذا القرار في وقت نشهد فيه تحديات كبرى وخصوصاً على صعيد تربية النشء وإعدادهم للمستقبل، وما لا شك فيه أن هذا القرار سيحفز على إبراز وتوضيح وحماية القيم التربوية التي نهض عليها هذا المجتمع بفضل حكمة الأجداد وبصيرتهم الأصيلة». تطور حضاري وأعرب الكاتب المسرحي والمخرج السينمائي صالح كرامة العامري عن سعادته بالقرار الذي يؤكد «العناية الفائقة التي توليها القيادة الرشيدة للمؤسسة التعليمية»، وقال: «إيجاد هذه المادة يجسر المسافة بين البيت والمدرسة ويشد الأواصر بين الدرس الأكاديمي والطبائع المجتمعية، وهذا تطور حضاري مهم وسينعكس إيجاباً على كل وجوه حياتنا». وتمنى كرامة «أن يسهم هذا القرار في توسيع قاعدة النشاط الثقافي في مدارسنا، وخصوصاً المسرح الذي يعتبر معلم الشعوب ومرشدها العريق». حماية للأجيال وبدوره أكد الروائي علي أبو الرئش قائلا: «ما من شك في أن بلادنا «الإمارات» زاخرة بقيم أبنائها وأخلاقهم الأصيلة المرتكزة على الدين الإسلامي الحنيف وتقاليد الآباء والأجداد. لكننا اليوم نعيش في عالم ثورة المعلومات والاتصالات، لذلك نحن بحاجة إلى مثل هذه المبادرة لأننا نعيش في عالم مضطرب. وانطلاقا من هذا التقدير لحماية أجيالنا، ليس غريبا أن يطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة هذه المبادرة، ليكون الإنسان الإماراتي بتربيته بعيداً عن شؤون العنف، فهذه المبادرة هي بمثابة سياج يحمي الأجيال ويعزز لدى الإنسان الإماراتي ما يتحلى به من تواضع وأخلاق حميدة. وتابع أبو الريش موضحا أن الإمارات هي مقصد كل طيور العالم، وأن الحياة في دولتنا الغالية أشبه بشجرة مليئة بالأوراق الخضراء، ومبادرة التربية الأخلاقية تدعو للتخلص مما يشوبها من أوراق صفراء مريضة. بالإضافة إلى أن شبابنا يظلون واعين للتوجيهات الحكيمة، لافتاً إلى أن القيادة تعمل وبحرض دائم على إيجاد قوانين تزيد عندهم الوعي لاستدراك أي مفهوم غلط، قد يحدث في مجتمعاتنا ولأجيالنا الناشئة، التي هي عماد المستقبل. قرار استثنائي وقالت عائشة سلطان: «هذا القرار الحكيم يدل على حرص القيادة على الأجيال الجديدة في أن تحمل وتعمل على رفع مستوى السلوك الاجتماعي الراقي بين الأمم». وأضافت: لم يأتِ هذا إلا حرصا من القيادة الحكيمة على متابعة مسيرة التطور والحداثة، وحرصا منها على أن لا يتم إغفال أي من القيم الأخلاقية أو تجاوزها في أجواء التكنولوجيا العالمية وثورة الاتصالات. وأوضحت سلطان أن في هذه المبادرة عودة إلى أصل التربية قائلة: «هذا قرار استثنائي من رجل حاكم ومسؤول، ويرى ما وصلت إليه الأجيال. هذه المبادرة تحمل نوعا من التدارك من حدوث ثغرات بين الأجيال. وهنا يكمن أيضاً دور الأهل بالتعاون مع المدرسة للعمل واستكمال هذه المادة «التربوية الأخلاقية». واختتمت حديثها بالتأكيد على أن التنفيذ يجب أن يكون حازما. يفترض أن يتم بلورة هذه المادة وتقديمها للطلاب بما يناسب أهميتها وجعلها مادة قيمة حتى تأخذها وزارة التربية والمدرسة والأسرة بما فيها من أهمية لسلامة سلوك أبنائنا. أهم المبادرات الإنسانية وقالت أسماء المطوع، صاحبة الملتقى الثقافي: هذه المبادرة الكريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، هي بمثابة ترجمة لما جاء في قوله تعالى «وإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عظيم»، وقول أمير الشعراء شوقي «وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت...» ويجب الأخذ بهذه القيم التي دعا سموّه إلى تمسك أجيالنا بها والمحافظة عليها والتزام المناهج التعليمية بها من قبل المدارس والأهل معا. وأضافت: «هذه المبادرة من أهم المبادرات الإنسانية في العالم، حيث تؤدي إلى رفع المستوى الراقي في الأخلاق، وعلى الأهل وبشكل متكامل مع المدرسة أن يعملوا على تنفيذ هذه الخطة بالأفكار نفسها. إن القيم والأخلاق الحميدة جاءت في جميع الرسالات السماوية، نحن في الإمارات نشأنا على الأخلاق الحميدة والتواضع الذي أسسه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وما تعلمناه من أهلنا لكن متابعة هذه القيم من القيادة تعبير عن الحرص الأبوي الشديد على سلامة شبابنا والنشء الجديد». وختمت أسماء بشواهد من الحكماء، مشيرة إلى قول لوثر: «ليست سعادة الدول بوفرة إيراداتها، ولا بقوة حصونها، ولا بجمال مبانيها، وإنما سعادتها بكثرة المهذبين من أبنائها، وعلى مقدار الرجال ذوي التربية والأخلاق فيها». قرار ينير الدروب وعبر الشاعر أحمد العسم عن غبطته بهذه المبادرة الحكيمة قائلا: «أنا سعيد جدا بما تعمل عليه قيادتنا من متابعة لأشياء كثيرة، فهم لا يألون جهدا في الالتفات لكل ما يخص صالح المجتمع والشعب، إنه قرار حكيم يأتي في مصلحة الجميع، خاصة وأن كثير من البلدان العربية الآن في تشتت من خلال التداعيات الكثيرة التي تمر بالعالم. هذا قرار يعطينا النور الذي يضيء دروبنا، التفكير فيه هو خطوة سليمة لترسيخ الأخلاق العالية عند الشباب. وأكد العسم على دور الأهل والمجتمع والمدرسة وحتى رجل الشارع في تصحيح أي خطأ يحدث ولأي سلوك غير أخلاقي، وقال: هذه أخلاقنا تربينا عليها من أجدادنا وقادتنا. أنا سعيد بهذا القرار الذي يعمل على بناء جيل صالح لبلده، وهذا القرار لمصلحة الشباب ولخير مستقبلهم. حبيب الصايغ: تقدم فهماً شاملاً للأخلاق وتقرنها بالوعي والمسؤولية أبوظبي (الاتحاد) أعلن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ترحيبه بمبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، التي أطلقها سموه والخاصة بإدراج مادة «التربية الأخلاقية» في المناهج والمقررات الدراسية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ووصف المبادرة في بيان أصدره أمس بالحدث الاستثنائي في مسيرة التعليم بالدولة، وأنها تؤسس لمرحلة جديدة تتجذر فيها إنجازات المراحل السابقة، وتضع في الوقت نفسه علاجاً استباقياً صائباً وحكيماً للعيوب والمشكلات التي طرأت أو قد تطرأ نتيجة المتغيرات التي تعصف بالمنطقة والعالم. وقال حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إن كتاب وأدباء ومثقفي الإمارات يرون في مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، استجابة لضرورات المرحلة من حيث الحاجة إلى تعزيز القيم الأخلاقية لتكون أساساً ينهض عليه أي مشروع حضاري تنموي كبير. وأضاف الصايغ: ما يميز مشروع دولة الإمارات أنه متكامل في عناصره، فهو عصري جداً، وأصيل جداً، وهو ذو بعد مستقبلي طموح، لكنه ذو جذور متشبعة بقيم التاريخ. وهو إضافة إلى ذلك مشروع إنساني في آفاقه، لكنه وطني وقومي في هويته. والخلاصة أننا في الإمارات لا نريد أن نسجل أرقاماً، بل نسعى إلى أن نترك بصمات عميقة وخاصة. وقال: اللافت للنظر في مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد أنها تستبق الحدث، فمجتمعنا لم يعان ارتدادات مباشرة وواضحة لحالة التردي الأخلاقي والقيمي التي تجتاح مجتمعات كثيرة قريبة أو بعيدة، ولم يكن واضحاً أنه سيعاني على المدى المنظور، وذلك نتيجة التأسيس القوي للشخصية الإماراتية فكرياً وسلوكياً وانتماء وولاء. لكن الحكمة تفرض نظراً بعيداً، بحيث تكون الطمأنينة إلى سلامة الأجيال المقبلة مطلقة غير محفوفة بأي نوع من المخاوف. وشدد الصايغ على أن التعليم العصري الفاعل والمنتج يجب أن يكون تعليماً بلمسات إنسانية تحييه، وتقربه إلى الواقع، ويقتضي هذا أن تكون الأخلاق والفن والجمال والتاريخ والفكر مفردات أساسية فيه جنباً إلى جنب مع العلوم الأخرى، وهذا هو جوهر «التربية الأخلاقية» كما أراده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عندما أطرها بعناصرها الخمسة: الأخلاقيات، والتطوير الذاتي والمجتمعي، والثقافة والتراث، والتربية المدنية، والحقوق والمسؤوليات. فالأخلاق هنا تتجاوز معناها التقليدي، لتتحول إلى وعي وإحساس ومسؤولية، ولتكون بالتالي حصانة ذاتية للشخصية في مواجهة عمليات غسل الأدمغة التي يتعرض لها الشباب في كثير من المجتمعات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©