الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمية رأس الخور تمثل بيئة مثالية للحياة الفطرية

محمية رأس الخور تمثل بيئة مثالية للحياة الفطرية
8 ابريل 2012
تعتبر الأراضي الرطبة واحدة من أكثر البيئات المنتجة في العالم فهي جيوب للتنوع البيولوجي، وتوفر الماء والإنتاجية الأولية التي تعتمد عليها في معاشها أعداد لا حصر لها من النباتات والحيوانات، وتعد الأراضي الرطبة من أهم البيئات التي تصلح كمحميات، ولذلك تعد رأس الخور حاضنة للحياة الفطرية، وتضم تجمعات هائلة من الطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك واللافقاريات. موزة خميس (دبي) - تعتبر محمية رأس الخور للحياة الفطرية منطقة رطبة فريدة، نظرا لوجود أعداد كبيرة من اللافقاريات والطيور الخواضة والشاطئية، وقد تطورت المحمية لتصبح واحدة من أكثر المناطق جذبا لمشاهدة الطيور في الدولة، حيث توجد بانتظام أعداد من الطيور المائية المهددة بالانقراض عالميا مثل، الغاق السقطري وهو اللوهة، وأيضا اللقلق الأبيض وأبوملعقة والنحام أو الفنتير، وطائر الزرقاي الأحمر «البط الصديئي»، والطيطوي أحمر الساق المنقط. طائر «الفلامنجو» ويقول حمدان الشاعر مدير إدارة البيئة في بلدية دبي: على الرغم من كثافة الحياة الفطرية، إلا أن السمة البارزة هي وجود العدد الكبير من الطيور الشتوية والطيور الأخرى المهاجرة، وقد تم رصد أكبر تجمع لطيور المحمية خلال شهر يناير الماضي 2012، حيث بلغ 25,000 طائر لنحو 88 نوعاً، وتصل كثافة الطيور الخواضة في فصلي الربيع والخريف، إلى 21 طائرا للهكتار و60 طائرا للهكتار في فصل الشتاء. ويضيف الشاعر أن ذلك المعدل يعد الأعلى في العالم، وهناك نحو ألف طائر نحام أو فنتير ويسمى «فلامنجو»، وهي تلقى اهتماما جماهيريا كبيرا من قبل المقيمين والسياح على حد سواء، وتبلغ أعداد هذه الطيور ذروتها خلال فصل الشتاء، حيث تم تسجيل ثلاثة آلاف طائر نحام خلال شتاء عام 2011 ليسجل أكبر حشد في المحمية، كما أن الوفرة العالية للافقاريات كالديدان عديدة الأشواك والرخويات والسرطعونات، من العوامل الهامة التي تحافظ على استقرار تجمعات الطيور، ومن بين أنواع الـطيور في المحمية، تسعة أنواع من بين الثمانية والثمانين، التي توجد ضمن الأعداد الهامة على الصعيد العالمي، وتشكل أكثر من نسبة 1% من التعداد العالمي. أسماك العيفاه والبياح ويكمل حمدان أن بحيرة المحمية الواقعة على الحدود الشمالية والشرقية، تزخر بفصائل متنوعة من الأسماك ذات القيمة التجارية الكبيرة في الأسواق المحلية لدولة الإمارات، وقد تم حتى الآن توثيق 31 فصيلة منها، وتتوافر الحماية للمحمية ومنها حظر التسلل أو ممارسة الصيد، وبالتالي فقد وجدت أعداد من الأسماك في بحيرة المحمية ملاذاً لوضع وحضانة بيوضها، ومن ضمن الفصائل الهامة سمكة العيفاه والجِد الكبيرة والبلطي والبياح، كما تتوافر النباتات والأشجار، ومنها أشجار القرم أكثر النظم الإيكولوجية انتشاراً في محمية رأس الخور للحياة الفطرية. وقد تم غرس 45,000 ألف شتلة من القرم خلال الفترة الممتدة من 1991-1994م، وازدهرت وتحسنت ظروفها منذ ذلك الحين لتصبح غابة وارفة، وامتدت إلى منطقة المد والجزر الوسطية العليا من الأراضي الرطبة، والتي تعتبر مكاناً لتكاثر الديدان الشوكية والسرطعونات، والأسماك وأيضا للحشرات والرخويات والقريدس أو الروبيان، وهو غذاء مناسب جداً للفنتير، وللتجمعات النباتية دور هام في تدوير المغذيات وصيانة السلسلة الغذائية. مراقبة حركة الطيور ويؤكد مدير إدارة البيئة في بلدية دبي أهمية المحمية، حيث توفر متعة مشاهدة الطيور بمختلف أنواعها، ويعد الحفاظ على البيئة أحد أهم محاور الاستراتيجية الخاصة بالتنمية البيئية المستدامة، وتسعى حكومة دبي لتوفير البيئة الملائمة للحياة الفطرية، وتعتبر محمية رأس الخور من التجارب الفريدة للحياة وسط بيئة طبيعية خلابة، ومن خلال العمل على شق سلسلة من الممرات المائية وإنشاء الجزر الخضراء. وتعمل الجهة المختصة في هذا الإطار بالتعاون مع بلدية دبي، لتحديد أفضل السبل لحماية وتحسين محمية رأس الخور للحياة البرية المجاورة للمشروع، من خلال توفير بيئة طبيعية تشكل موطنا مثاليا لآلاف الأنواع من الطيور الموجودة في المحمية، لتصبح رأس الخور مصدر عناية بطائر الفلامنجو الجميل، بالإضافة الى الطيور الأخرى التي اتخذت من المحمية مقرا دائما لها، وتم الإعلان عن استثمارها كبيئة سياحية تستقبل الأفواج التي ترغب في مراقبة حركة الطيور. ويوضح الشاعر أن هذا المكان شهد ولا يزال الكثير من النشاط لشق سلسلة من الممرات المائية، وإنشاء الجزر كثيفة الاخضرار مع وصل خور دبي بالخليج العربي، لإحداث ممر مائي له مخرجان، ما يساهم في تدفق المياه إلى الخور، وبالتالي يحسن نوعية الماء الجاري فيه، والحياة المائية ذاتها، وبذلك تتوافر البيئة المثالية ضمن الأجواء الطبيعية الخلابة، ليتحقق انسجام وتناسق تام مع البيئة المحيطة. موضحاً: محمية رأس الخور، تمتاز بثراء وتنوع الحياة النباتية والبرية، وخاصة للطيور البحرية متعددة الأنواع والأشكال ومنها التي هاجرت نحو الإمارات، واتخذت منها مستقرا ومكاناً آمناً، ومن الطيور التي استقرت فيها ما يعيش على الروبيان المحلي الذي يعتبر الوجبة الرئيسية في مواسم التكاثر للنحام، ويعتبر مهاجرا شتويا محليا وشاع وجوده بقرب الخيران والسبخات على ساحل الخليج العربي. المناخ المناسب للتكاثر ويضيف الشاعر: أما البلشون أو بوخصيفي فإنه موجود منذ مئات السنين، والدليل على ذلك أن أجدادنا يعرفونه باسم بوخصيفي، وهو يأتي مهاجراً في كل عام ويبقى من أغسطس وحتى أبريل، ويعيش في مجموعات متفرقة في المياه الضحلة بحثا عن الأسماك، ويعتبر صنفا من طيور مالك الحزين، كما يوجد نوع من البط يعرف بالصواي أي الذي يصدر صفيرا، لأن لفظة يصوي تعني يصفر، وهو بط يهاجر إلى الإمارات بدءاً من الأشهر معتدلة المناخ مثل مارس ويكثر في يناير، ويفضل المياه الضحلة والخيران. ويذكر الشاعر أن الأيدي التي تتسابق نحو التعمير طلبا للاستثمار والنمو الاقتصادي، ربما تؤثر بشكل أو بآخر على تلك المحميات، إلا أن الأيدي الأخرى تعمل على توفير السياج الآمن والحياة الفطرية الطبيعية بعيدا عن التلوث والتدمير، وأن إدارة البيئة في بلدية دبي عملت على وضع خطة للمحافظة على البيئات الطبيعية والحياة الفطرية، من أجل صيانة المخزون الوراثي والتنوع الحيوي، وقد أعلنت رأس الخور رسميا محمية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولحماية التنوع البيولوجي، ويعتبر المحيط المائي للمحمية «فلتراً» يوفر الرطوبة الكافية التي تهيئ المناخ المناسب للتكاثر، ما يجعلها مأوى للأسماك والكائنات اللافقارية وكذلك للزواحف. ومن أهم الطيور التي ترتع بالمحمية، الغطاس الصغير الذي كان يوجد في أوروبا وأجزاء من أفريقيا، ويشاهد أيضا في الجزيرة العربية، كما تمت مشاهدته على خور دبي، وتعتبر مناطق السبخة أيضا من المناطق المفضلة للتكاثر عند هذا الطائر، وتم خلال السنوات الماضية العمل على تنفيذ الأعمال الهندسية والإنشائية، التي لها علاقة بتطوير محمية رأس الخور، باعتباره مشروعا سياحيا فريدا يعزز المكانة السياحية. نقلة للسياحة البيئية ويرى الشاعر، أن رأس الخور تعد واحدة من أهم المحميات التي تمثل نقلة للسياحة البيئية في دبي، فقد تم توفير مجموعة من الأبراج المخصصة لمراقبة ومشاهدة الطيور في المحمية، وهي مزودة بالمقاعد وأجهزة مكبرة للصوت إلى جانب أماكن لذوي الإعاقة، وتم وضع خطط لحمايتها من التلوث ومن المتسللين بالتعاون مع شرطة دبي، كما يأتي إليها العلماء الذين يعملون على دراسة سلوك الطيور، والذين يضعون بحوثاً ودراسات عن أنواعها وتكاثرها. ويكمل الشاعر: توفر مسطحات المد والجزر بيئة ملائمة لتكاثر الحيوانات اللافقارية مثل الديدان والرخويات، ومن ضمن الدراسات التي تجرى تم تسجيل 500 نوع من الحياة النباتية والحيوانية، إلى جانب تضاريس متنوعة مثل المسطحات الطينية وأشجار القرم إلى جانب الشواطئ الرملية وهناك أيضا الشعاب المرجانية، لذلك يعتبر ذلك مناخا مناسبا لأنواع الحياة الفطرية. ملجأ وغذاء للكائنات البحرية يقول حمدان الشاعر مدير إدارة البيئة في بلدية دبي: تعتبر البلدية التي تشرف على المحمية عن طريق إدارة البيئة، أن محمية رأس الخور تعد بيئة مناسبة لحفظ التنوع، وتوفر مناخا يشجع على تكاثر أنواع الفصائل المهددة سواء النباتية أو الحيوانية، ومن خلال القانون يتم السعي لمنع دخول الفصائل الغريبة التي يمكن أن تشكل تهديدا للأنظمة البيئية، وتقوم البلدية بتوفير آلاف الشتلات من أشجار القرم، التي تعتبر ملجأ وغذاء للكثير من الكائنات البحرية، كما أنها مفيدة للتربة وتمثل سوراً لحماية خط الساحل، لأن وجودها يساهم في تكاثر المزيد من الفقاريات والرخويات، والتي تعد الغذاء المناسب للطيور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©