الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإحساس بالأمان أهم احتياجات الطفل اليتيم

الإحساس بالأمان أهم احتياجات الطفل اليتيم
8 ابريل 2012
أبوظبي (الاتحاد) - هناك بعض العوامل التي تفقد الطفل اليتيم الإحساس بالأمان، ولا سيما الذين يقيمون في مؤسسات أو دور إيواء خاصة بهم، أهمها بعض الممارسات تترك تأثيراً بالغاً على إحساس الطفل اليتيم بالأمان وتحتاج إلى تكاتف الجهود للتقليل منها أو اختفائها، كتدخل عدد كبير من الأشخاص في تربية الطفل اليتيم دون ضوابط ، فمشكلة هذا التدخل أنه يتبع لأهواء البعض فتغلب مصلحة بعضهم فوق مصلحة الطفل، فيجد نفسه مضطراً لأن يغير طريقته تبعاً لمن يتعامل معه ليحصل منه على الحب والأمان، أو اعتبار الطفل كائن لا إرادة له، فعليه دائماً أن يكون مستعداً لتقبيل واحتضان من يأتي له ويناديه ب «ماما أوبابا أوأخويا «بغض النظر عن قبوله لهذا من عدمه ، وإلا سحبنا منه الأمان وانصرفنا عنه. كذلك منح اليتيم الحب المشروط، أو عدم وضوح فلسفة للعقاب والثواب، فيخضع الطفل للعقاب على السلوك بحسب طبيعة شخصية من يعاقب ، فإن كانت الأم البديلة التي تعمل معه الآن ترفض سلوك معين بحكم التربية والتنشئة التي خضعت لها فإنه يعاقب عليه وبالطريقة أيضاً التي تعودت عليها الأم البديلة والتي تراها صحيحة، ويمكن ألا يعاقب على نفس هذا السلوك مع أم بديلة أخرى، ربما خضعت لتربية مختلفة، وأسلوب عقاب مختلف، ناهيك عن أن نفس السلوك في نفس الفترة قد تقبله الأم البديلة من طفل ولا تقبله من آخر، أو تقبله المديرة في وجود زيارة للدار ولا تقبله في وقت أخر. ويكون الحل هنا أن نعلم الطفل السلوكيات المرفوضة ونعلمه بالعقاب الذي يفضل أن يكون تدريجيا. كما يجب أن يتفق عليه الجميع، بحيث لا يهتز شعور الطفل اليتيم بالأمن. كذلك التغير المفاجئ لفريق العمل مع الطفل اليتيم، حيث يلعب دوراً كبيراً في استقرار الطفل في دار الأيتام من الناحية النفسية وشعوره بالأمن، فهو محاصر دائما بإحساس بالفقد، فقد تعود منذ نعومة أظافره أن العالم حوله متغير ولا يخضع لأي درجة من الاستقرار، ولا الثبات، وحتى هذا التغير لا يبلغ به، ولا يتم دراسة طريقته، فعليه هو في كل الأحوال أن يكون مستعدا للفراق والبعد من الآخرين، بعدما كون لغة حوار، وكون حالة من الاستقرار الداخلي مع الطرف الآخر الذي يتعامل معه. فجأة يجده يغيب عنه دون اعتبار لرغبته وتقبله ، ويكون عليه في كل الأحوال أيضاً أن يسرع في التوافق مع الجديد وإلا فالعقاب أو الهجر، وكلاهما أكثر مرارة من الآخر. ومن العوامل التي تؤثر سلباً أيضاً عدم السرية في التعامل مع الطفل اليتيم وسط الباقين، لا يخفى علينا أن ما يجمع بين الأطفال في الدور الواحدة أو حتى الحجرة الواحدة في دار الأيتام ليس كما يجمع بين الأخوات في الأسرة الواحدة، كما أن الأطفال لا يعرفون سراً ليس من باب خيانة الأمانة ولكن من باب عدم إدراك أهمية الاحتفاظ بما سمع. وهنا تكون خطورة ذكر نقاط ضعف الطفل أمام إخوانه أو من يشاركونه التواجد في الدار أو محاولة إذلاله بها ليسمع ما نريد، فيكون التهديد بأن نقول لأخواته ما يعانيه. فهذا السلوك يسئ لإحساس الطفل بالأمان وثقته في الآخرين من المحيطين أو غيرهم لأن الطفل يقوم بتعميم تجربته مع شخص على كل الأشخاص الآخرين الذين يتعامل أو سوف يتعامل معهم في مراحل حياته المختلفة حتى حين خروجه من الدار ووجوده وسط البشر في الحياة العامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©