الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خبراء التربية يحذرون الطلاب من الكتب الخارجية والإرهاق والسهر

خبراء التربية يحذرون الطلاب من الكتب الخارجية والإرهاق والسهر
8 ابريل 2012
اليوم يبدأ الفصل الثالث من العام الدراسي الحالي الذي يشرف على الانتهاء، وفيه يستجمع الطلاب قدراتهم وجهودهم ليكونوا على أهبة الاستعداد للامتحانات النهائية. وما من شك في أن لكل طالب برنامجه وأسلوبه وطريقته الخاصة في ذلك. ومن الطبيعي أن تتفاوت القدرات على صعيد الاستيعاب والتحصيل الدراسي، وكيفية المراجعة النهائية، ومعهما تختلف الحالة النفسية، واللياقة الذهنية، وقدرة وكيفية الطالب على استرجاع ما تدارسه، وكيفية تعامله مع المؤثرات والانفعالات النفسية المرتبطة بالامتحانات مثل إرادة النجاح، وتحديد الأهداف، والثقة بالنفس، والقلق والخوف والتوتر، من جانب، وكيفية التعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية والمؤثرات الخارجية من جانب آخر. خورشيد حرفوش (أبوظبي) - كثير من الأسر تعتبر الامتحانات «شبحا» أو»كابوساً» مزعجاً ومرهقاً يطل برأسه كل عام، وعليهم مواجهة مسؤولياتهم الرئيسية في تهيئة المناخ المناسب للأبناء، إلى جانب تحمل الأعباء المالية الإضافية، فضلاً عما يعانونه من قلق وتوتر وخوف يخفقون في إخفائه ومن ثم يصدرونه بشكل مباشر أو غير مباشر إلى الأبناء، ومن ثم تلقي مثل هذه المشاعر السلبية بظلالها وتأثيراتها على أبنائهم الطلاب. ومن الطبيعي أننا نشهد اختلافاً وتفاوتاً في المشاكل التي تواجه الآباء والأمهات في مثل هذا الظرف، وفي طرق التعامل مع هذه المشاكل، ويتساءل البعض: ما هو مطلوب مننا كآباء وأمهات أن نفعله حتى ينجح أبناؤنا في مراحلهم الدراسية المختلفة؟، أو»كيف نضمن للأبناء التفوق؟، أو كيف نجعل الابن في حالة ممتازة للتعامل مع الامتحانات؟ وكيف نهيئ له الجو الصحي المناسب؟ كيف ننفذ المطلوب؟ ولماذا تقلق الأسرة من الامتحانات؟ وما هي أبز المشكلات التي تواجه الأسرة في موسم الامتحانات؟ أهمية التركيز تشير الاستشارية النفسية الدكتورة نضال الميسوي، إلى أهمية عامل التركيز مع اقتراب نهاية العام الدراسي، وخلال استعدادات الطلاب للامتحانات النهائية، وأهمية وفاعلية التركيز في أثناء المراجعة النهائية للامتحانات، وتقول: «علينا أن نتعرف أولاً على طبيعة التركيز بأنه أحد جوانب التفكير العميق كعملية عقلية، وتعني تجميع وحصر التفكير في موضوع واحد فقط. والتركيز في الامتحانات يشير إلى حصر التفكير في هذا الجانب أكثر من غيره، وهناك عدة مشتتات للتركيز أهمها العوامل الداخلية مثل: الحالة الجسمية والصحية والجوع أو العطش، والحالة الذهنية للطالب، والحالة المزاجية والنفسية، والمشاكل الخاصة أو الأسرية، وأحلام اليقظة، والقلق، والتخطيط الجيد للأهداف، والقدرة على التحصيل، أما العوامل الخارجية كمكان الدراسة أو الاستذكار، وأدوات الدراسة، والبيئة المحيطة كالإنارة، والضوضاء، أو وجود عناصر بشرية تشتت الانتباه ولا تساعد على التركيز». مشتتات التركيز تضيف الميسوي: «هناك عدة أمور تعوق التركيز مثل نقص مهارة التركيز، والتشتت، والانشغال بأمور فرعية أو هوايات أو عادات شخصية محببة، ووجود عوامل إثارة الانتباه الخارجية كالأصوات وقلة التدريب والممارسة، والاهتمام بأمور جانبية، والاستسلام للإحباط البسيط، وضعف الاهتمام ونقص الدافعية والحافز، والميل إلى التأجيل التلقائي لمهمة غير محببة وعدم وضوح الهدف، واختلاط الأولويات والالتزامات والواجبات، فضلاً عن التعب والإجهاد أوالمرض أو وجود انفعالات سلبية. وكي يكتسب الطالب مهارة التركيز، ينصح بضرورة التخلص من مسببات التشتت الخارجية والذاتية، والمراجعة في غرفة خاصة خالية من المثيرات الخارجية كالتلفاز أو غيره، ووسط إضاءة هادئة مريحة، ومناخ صحي متجدد، ويحدد مهمة سهلة في البداية، ويشجع نفسه، ويتدرب على وقف التفكير في الأمور التي تشغله كممارسة هواية يحبها أو الأصدقاء، ثم التمسك بالصبر والمثابرة وعدم الاستسلام للمشتتات، ويدرب نفسه على إقصاء هذه المؤثرات بالتجاهل التام وإلغاء المؤثرات غير المرغوبة تلقائياً وقصر نشاط المخ على شيء واحد رغم تعدد المثيرات حوله، بمعنى لو كان لا يستطيع التركيز أثناء استماعه للموسيقى عليه أن يتوقف عن سماعها. وإذا كان يعاني من مرض أو أعراض مرضية عليه أن يعالجها أولاً، فإذا كان مصاباً بمشاكل في الرؤية، أو مشاكل معوية أو إصابته بنزلة برد مثلاً عليه أن يعالج هذه الأعراض حتى لا يشتت انتباهه ويفقد تركيزه، مع الاحتفاظ بقائمة شاملة لكل الالتزامات، مع البدء بالمهمة ذات الأولوية القصوى، وضرورة تعلم مهارة التركيز واحترامها.ومن ثم يحدد الطالب لنفسه خطة أو برنامج زمني للمراجعة، وتحديد الوقت المتاح، وأن يقل لنفسه مثلاً:» اليوم سأراجع كذا.. وكذا، ويعمل على تنفيذ ما حدده سلفاً، وعليه أن يختار الوقت المناسب للمراجعة بحيث لا يكون هناك مؤثرات خارجية تحول دون تحقيق هدفه. ومن العوامل المهمة أيضاً، الاهتمام بالبرنامج الغذائي السليم، وتحديد الأولويات، والوقت المتاح، وطريقة المطالعة، والاهتمام بأخذ أقساط من الراحة وعدم الاستغراق في السهر وتضييع الوقت، والابتعاد عن أية مشاكل أو ضغوط أسرية قد تصرف انتباهه وتشتت تركيزه». المراجعة النهائية ينصح الخبير التربوي والنفسي الدكتور عبدالرحمن عيسوي، الطلاب بعدد من النصائح والإجراءات التي تعينهم على إنجاز المراجعة النهائية قبيل الامتحانات، ويشيرون إلى أهمية التعلم والاستيعاب، وتدوين الملاحظات بشكل جيد في الحصة وفي الكتاب المقرر. والمراجعة الدورية، وتقديِر الوقت اللازم لمراجعة المواد مع وضع جدول لتحديد ساعات المراجعة والمواد المطلوبة، وإجراء الاختبارات الذاتية. وملاحظة أي إرشادات دراسية يوزعها المدرس قبل الامتحان أو في بداية الفصل، وسؤال المدرس عما سيغطيه ويركز عليه الامتحان. ويمكن للطالب أن يكتب الأسئلة كما لو كان هو المدرس، ثم يحاول الإجابة عنها، ومراجعة الامتحانات السابقة. وينصحون بالمذاكرة المكثفة، حيث يراجع الطالب المواد المطلوبة، و يختار العناوين والأفكار الرئيسية للمواد، ويركز على مراجعة واستيعاب النقاط الرئيسية والخطوط العريضة للمادة. ومن الممكن أن يرسم الطالب خرائط تسجل فيها الأفكار المهمة من المادة والعلاقة المتداخلة بين هذه الأفكار لتساعده على استرجاع المعلومات بسهولة، ويمكن أن يسجل الملاحظات والمقاطع المهمة من الكتاب على شريط تسجيل صوتي حتى يمكنه المراجعة عبر مسجل محمول. كما يؤكدون أهمية تنظيم الوقت، والبدء في المراجعة مبكراً، ومراجعة المواد بشكل يومي ولو لمدة قصيرة». تحديد الأهداف تؤكد الأخصائية النفسية لمياء عزب، أهمية تحديد الطالب لأهدافه، فالطالب أن يدرك أن الظروف والعوامل النفسية كالقلق و التوتر، والحزن حتى الفرح الزائد، يؤثر على التركيز والاستيعاب. كذلك الاهتمام بالظروف البيئية المحيطة مثل المناخ ودرجة حرارة الغرفة، والإضاءة، والتهوية، والهدوء، والاهتمام أيضاً بممارسة الرياضة، والحصول على أقساط كافية من النوم والراحة والابتعاد عن المنبهات، واعتماد نظام غذائي سليم». وعلى الطالب أن يدرك أن هناك عدد من الحقائق يجب ألا تغيب عن باله، كأن يفعل ما يراه ضرورياً لضمان فهم ما يقرأ أو ما يدرس. وأن يدرس المحتوى يوما بيوم. ولا ينسى أن يربط المعلومات المدرسية بالمعلومات العامة خارج نطاق الدراسة. وخلال المراجعة عليه أن يقرأ كل كلمة بعناية تامة، ويحاول الاستمتاع بما يدرس.ويقرأ وهو يقظا لما قد تكون له علاقة بالمادة من قراءات ومشاهدات، والبحث عن المبادئ العامة في الفصل المدروس من الكتاب بما يسهل من قدرته على التركيز. ولا ينسى أن يغير المادة ونوع النشاط الذي يقوم به، فليقرأ ساعة ويكتب ساعة أخرى لكي لا يشعر بالملل، وأن يضع أهدفا محددة «قصيرة وبعيدة المدى» في ذهنه وهو يذاكر. وأن يفعل كل ما بوسعه لاستمرار تركيزه أثناء المذاكرة. وأن يحاول التأكد من الحصول على نتاج مذكراته المثمرة أولاً بأول». النماذج الامتحانية أمل الأناضولي، مساعدة مدير مدرسة النهضة للبنين، تؤكد أهمية فهم واستيعاب الطالب لأهداف محتوى المقرر الدراسي، وعليه أن يسلك إلى ذلك مختلف الطرق والوسائل السمعية والبصرية والحركية، اللغة وثرائها وإغنائها وتنشيطها، والاهتمام بالتدريبات عن طريق المحاكاة ولعب الأدوار، والتركيز على كل ما يخدم تراكمية، وأن يجري تقييم نفسه باستمرار. ولفترة المراجعة أهمية كبيرة في الإلمام بالمادة، وعلى الطالب أن يستعين فيها بحل التدريبات اللغوية، والاستعانة بأوراق المراجعة، وأن يعد لنفسه مخططاً يومياً وأسبوعياً، ويكثر من حل النماذج الامتحانية، وأن يحاول إبعاد كل مؤثر سلبي يزيد من قلقه وتوتره، وهنا يبرز دور الأسرة والمحيطين به، ولا يمنع من الانخراط في مجموعات دراسية مع زملائه للمراجعة الجادة، مع تنظيم الوقت وتهيئة مناخ ملائم للمذاكرة». وتنصح الأناضولي الطلاب والطالبات بالاعتماد على الكتاب المدرسي، وأوراق المراجعة المدرسية، وحل التمرينات والامتحانات والنماذج، واتباع المنهج أو النظام التكاملي الذي يخدم فروع مادة اللغة العربية بالتساوي، والاهتداء بأسئلة الوزارة، وعليه أن يبدأ مراجعته بالتدرج، ويمكن يبادر الطالب بتكوين» بنك للأسئلة» يراعى فيها التدرج والشمولية والتنوع». وتضيف الأناضولي:» على الطلاب المتعثرين، ألا يلجأون إلى ما يربك برنامجهم في المراجعة، وأن يسعى إلى الابتعاد عما يشتت ذهنه، ويمكنه توظيف كافة المهارات للاستيعاب والمراجعة، وأن يعتمد على القراءة والمذاكرة الجهرية، وخلو المكان من كل ما يشتت ذهنه، وأن يتفاءل بالنجاح والحذر من التفكير السلبي، والسقوط فريسةً المخاوف من الفشل، فذلك يؤدي إلى اهتزاز ثقته بنفسه. والعمل الجاد لتنظيم الوقت بطريقة مناسبة، تُراعي فيها تقسيم وقتك بين الدراسة الجادة واستقطاع بعض الوقت للراحة بين كل فترة وأخرى، والبدء بالمواد الدراسية حسب أهميتها، ووضع جدول للمذاكرة، والابتعاد عن السهر الزائد، وأخذ الكفاية من النوم والراحة فذلك مما يساعد على الاستذكار». دور المدرسة في تهيئة الطالب إذا كان الطالب يمثل محور العملية التعليمية وهدفها الأول، يوضح الدكتور بدوي، دور المدرسة في تهيئة الطالب، باعتبارها الهيئة التعليمية المعنية بتنفيذ تعليم وتدريس المنهاج المدرسي للطالب، فإن دور المعلم يعتبر دور أساسي في إيصال مفردات المنهج إلى الطالب، والتأكد من استيعابه له، ومن تهيئة الطالب نفسياً ودراسياٍ قبل الامتحانات من خلال عملية المراجعة الشاملة للمقرر، وتلخيص لما سبق دراسته مع التركيز على الدروس الصعبة التي يرى المعلم أنها قد تقف عائقا أمام الطلاب، وكذلك توضيح صيغ وأساليب الامتحانات ليصبح عند الطالب معرفة تامة بما سيلقاه أو يتوقعه، كذلك ضرورة تشجيع الطلاب على التنافس الشريف لحصد أعلى الدرجات بما يؤهلهم للانتقال للصفوف التالية، وتكريس ثقته بنفسه وقدرته على النجاح والتفوق. هذا بالإضافة إلى التركيز التام على الطلاب الضعاف أو الذين هم في حاجة إلى تحسين مستواهم ومساعدتهم في تخطي الصعوبات التي قد يواجهونها في بعض المقررات الدراسية، والتنسيق مع الأسرة في معالجة الوضع الدراسي لهؤلاء الطلاب بهدف مساعدتهم تلافياً لرسوبهم في الامتحانات. أما دور الأسرة، فيفترض ألا يكون غائباً منذ اليوم الدراسي الأول، ومتابعة فاعلة وإيجابية ومستمرة طيلة أيام السنة بالتعاون مع المدرسة، وتكلل في النهاية بتهيئة المناخ الأسري الصحي المناسب للأبناء خلال فترة المراجعة النهائية والاستعداد لفترة الامتحانات التي تمثل منعطفا هاما في حياة الطالب خاصة إذا كان الطالب في المرحلة النهائية «الثانوية العامة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©