الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التاجر الصغير».. طاقات شباب تنطلق نحو سوق العمل (فيديو)

«التاجر الصغير».. طاقات شباب تنطلق نحو سوق العمل (فيديو)
10 ابريل 2013 11:59
لمشاهدة الفيديو على الهواتف الذكية اضغط هنا

«التاجر الصغير» تجربة خاض غمارها مجموعة متميزة من الشباب الإماراتي لمدة أربعة أيام في مركز المارينا مول في أبوظبي لعرض مشروعاتهم التجارية البسيطة أمام الجمهور في إطار مسابقة انتهت مساء السبت الماضي. هذه المسابقة التي استنفرت طاقاتهم وحفزتهم على الاندماج في سوق العمل في مرحلة مبكرة من العمر، بحيث يكتسبون الخبرات بشكل عملي عبر التفاعل مع قطاع كبير من الجمهور الذين توافدوا بصورة لافتة على المشروعات الشبابية، ما مثل تشجيعاً كبيراً لهؤلاء الشباب وجعلهم يشعرون بأن ثمرة جهدهم لم تذهب هباء.

المشهد الذي ظهر من خلاله المستثمرون الصغار كان لافتاً، إذ أظهر العديد منهم القدرة على جذب العملاء سواءً عن طريق إقناع الجمهور بجودة السلع أو عبر أسلوب العرض الذي ميز الكثير من المحال، حيث كان واضحاً بشدة أن هناك لمسات جمالية أبرزت العديد من المنتوجات المعروضة، وهذا في حد ذاته مثل أحد عوامل الجذب في مضمار هذه المسابقة التي كشفت عن وجود حقيقي لكوادر شابة تستطيع أن تثبت جدارتها في عالم المال والأعمال، وعلى الرغم من بساطة المشروعات وعدم ارتفاع كلفتها، إلا أنها كانت جديرة بأن تجذب زوار مركز المارينا مول على اختلاف فئاتهم العمرية.
رغبة حقيقية
حول هذه المسابقة، التي أقيمت في أبوظبي للمرة الأولى منذ أن دشنتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة عام 2005، التي تستمد مفهومها من ضرورة زرع بذرة روح المبادرة في سن مبكرة، يقول المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة عبدالباسط محمد الجناحي: لم نكن نتوقع أن هذا الكم من المشروعات التي تقدم بها الشباب، حيث وصل عددها إلى 100 مشروع بمشاركة 200 طالب وطالبة، جمعيهم كانوا على قدر المسؤولية، وكان بدت عليهم الجدية والرغبة الحقيقية في إثبات أنفسهم في ميدان العمل الحر، حيث كان من الواضح جداً مدى التزامهم بمواعيد العمل التي تبدأ من العاشرة صباحاً إلى العاشرة مساء، ولم نسجل ملحوظات عليهم، حيث إنهم لم يتركوا محالهم الصغيرة طوال فترة العرض، كما أن الأيام الثلاثة الأخيرة في المسابقة اختلفت بشكل جزري من ناحية مستوى المبيعات واكتساب الشباب الثقة بالنفس والتعامل مع السوق والعملاء بشيء من الذكاء والتفاعل، ويؤكد الجناحي أن البداية في أبوظبي كانت موفقة للغاية خصوصاً في ظل دعم المسابقة، وبما ينعكس عليها في كل ربوع الدولة، وكنا نتوقع ألا يزيد عدد المشروعات على خمسين، لكن هؤلاء الشباب أثلجوا صدورنا بإقبالهم الكثيف على المشاركة في هذه التظاهرة التجارية التي تعد البوابة الرئيسية لنقطة الانطلاق الحقيقية لهؤلاء الشباب حديثي العمر، حيث نتوقع أن يكون بعضهم له علامته التجارية في المستقبل في سوق المال والأعمال.
سيدات أعمال
وبخصوص مشاركات طالبات الجامعة، يذكر أن تمثيلهن عبر المسابقة كان مشرفاً للغاية، وأثناء تجواله في المكان المخصص لعرض المشروعات بمركز المارينا مول، وجد حضوراً قوياً وكثيفاً في الوقت ذاته، ما يؤكد أن المجتمع بصدد انطلاق هؤلاء الفتيات نحو سوق العمل، ليصبحن سيدات أعمال من الدرجة الأولى، حيث بدا واضحاً من نوعية مشروعاتهن التي اهتمت بالأزياء والجوانب التراثية المتعددة أنهن واعدات، فقد وفقن إلى حد بعيد في اختيار المشروعات التي تهم المستهلك وتجذبه نحو الشراء، وكان لافتاً للغاية حجم الإقبال الكبير على معروضاتهن التي جاءت تعبيراً حقيقياً عن قدرتهن على العمل بأيديهن، ومن ثم تقديم نوع من التجارة متفرد في مرحلة مبكرة جداً، حيث تشعر الكثير من الفتيات أثناء الاندماج في سوق العمل أنهن يشبعن رغبة ملحة في إبراز مواهبهن الشخصية، ومن ثم انتظار نتيجة إقبال العملاء على ما يقدمن من منتوجات تهتم بكل الفئات العمرية خصوصاً مجال تصميم الأزياء.
كسر حاجز الخوف
وعن دور المارينا مول في إبراز مشروعات الشباب، يتوجه الجناحي بالشكر إلى إدارة هذا المركز التي سمحت للتجار الصغار بعرض منتوجاتهم في مكان مميز وبشكل مجاني، فضلاً عن أن المحال التي نصبت تم توزيعها بالكامل على الشباب، ولم تكن هناك شواغر، ما يعني أن المكان المخصص تم استثماره بالكامل لمصلحة الشباب.
ويتابع: استفادت العديد من المحال الموجود بمركز المارينا من وجود الشباب ومشروعاتهم الصغيرة، حيث ازدادت حركة البيع وسجلت مبيعات هذه المحال أرقاماً كبيرة في ظل إقبال الزوار والجمهور، وهو ما يؤكد أن وجود مسابقة «التاجر الصغير» وسط هذا المركز الكبير أحدثت رواجاً وانعكست آثارها بشكل إيجابي على حركتي البيع، ويشير إلى أن المسابقة كسرت حاجز الخوف في صفوف الشباب ودمجتهم في سوق العمل، حيث انتشروا في سوق حقيقي وتفاعلوا مع جمهور متنوع، وهو ما سوف ينعكس عليهم بصورة إيجابية في المستقبل، إذ إن الكثير منهم اكتشف آليات لم تكن حاضرة في ذهنه، حيث تجريب شريك، وكذلك عرض سلع بعينها واختبار مدى كفاءتها على جذب الزوار، فضلاً عن أن المستثمر الصغير استطاع أن يقيم نفسه بدقة في هذه الأيام المعدودات، ومن ثم يقرر أو لا يقرر الاستمرار في إنشاء المشروعات ومواجهة السوق، وقد أبرزت هذه الفعالية رغبة الكثير من الشباب في الاستمرار في تدشين مشروعات مستقبلية.

إكسسوارات ذهبية
في أحد أركان المسابقة، برز الشاب محمد راشد الفارسي، يدرس إعلام في كلية الخوارزمي قسم تصميم «جرافيك» بإكسسواراته المطلية بماء الذهب، حيث جذبت العديد من زوار مركز المارينا مول، ومن ثم حقق مع زملائه المشاركين في المشروع أرباحاً كبيرة عبر أربعة أيام، وهي عمر المسابقة في أبوظبي، ويقول: اسم المشروع هو «m gold»، وهو عبارة عن إكسسوارات ذهبية الشكل لجميع أنواع أجهزة المحمول الحديثة ونظراً لحالة الإقبال الشديدة على متجرنا أنشأنا موقعاً إلكترونياً حتى يستطيع العملاء التواصل معنا بعد انتهاء المسابقة، خصوصاً أن الطلبات تنوعت، حيث رغب بعض العملاء في أن نطلي لهم أرقام ومفاتيح سياراتهم.
ويتابع: على الرغم من ارتفاع أسعارنا، إذ تتراوح أثمان الإكسسوارات من 900 إلى 1800 درهم، إلا أن الإقبال كان كبيراً، ما حفزنا على التفكير في أن تكون لنا علامة تجارية مسجلة لنا، ويذكر أن نسبة المبيعات وصلت إلى 35 ألف درهم في يومين وارتفعت إلى أكثر من ذلك بكثير في نهاية المسابقة، حيث استفادوا من وجودهم في سوق العمل، واستطاعوا أن يتعاملوا بمهارة مع الجمهور.
«السيدة الأنيقة
لم يختلف الأمر مع فاطمة بلال، التي تدرس تصميم أزياء في كلية الخوارزمي، حيث استقطب مشروعها قطاعاً كبيراً من الجمهور خلال فترة المسابقة، وتشير إلى أنها أطلقت على مشروعها اسم «السيدة الأنيقة وروزي»، حيث إن فكرته كانت موجودة بداخلها منذ فترة طويلة إلى أن جاءت المسابقة فحفزتها على المشاركة، وتلفت إلى أنها مصممة ملابس ومن خلال هذه الموهبة اشتغلت على بعض التصاميم، ومن ثم تنفيذها، وهي تعرض في مشروعها ملابس للفتيات والسيدات يمكن ارتداؤها في المناسبات الخاصة، وهذه الملابس بطريقة تصميماتها تبرهن على حجم الموهبة التي تتمتع بها، إذ أبرزت حسها الفني بصورة لافتة، وتوضح أن زميلتها رنا عبدالله تشاركها في هذا المشروع، وقد لاقت إبداعاتهما قبول أحد أصحاب المحال التجارية الشهيرة في دبي، حيث طلب أن يتعامل معهما في المستقبل عبر شراء منتوجاتهما، وكذلك الاستفادة من التصميمات الإبداعية التي تميزهما.
تنمية المهارات
من جهة أخرى، برز مشروع آخر كان لافتاً للغاية، إذ إنه يهتم بالعقل وتنمية المهارات الفكرية، ويسهم في زيادة الوعي المعرفي، وهو كان من نصيب الطالبة في مدرسة المواهب الثانوية في أبوظبي شيخة ناصر التي عرضت مجموعة من الكتب في فروع مختلفة من المعرفة، وعن فكرة المشروع الذي أطلقت عليه «بادلني كتابا»، وتقول: إنني حين علمت بمسابقة التاجر الصغير وتدشينها في أبوظبي، قررت أن أشارك بمشروع مختلف يسهم في نشر الثقافة في المجتمع عبر تبادل الكتب، وتلفت إلى أنها استعانت بأقاربها وأصدقائها وعائلتها في جمع هذه الكتب، فضلاً عن التجول بين المكتبات من أجل اقتناء مؤلفات تتناول مجالات معرفية متنوعة، بحيث يجد كل محب للقراءة ضالته المنشودة، وتشير إلى أن سعر أي كتاب 15 درهماً وتبادل أي كتاب بدرهمين فقط، حيث لاقى مشروعها إقبالاً من كل الفئات فضلاً عن أن هناك من تعاطف معها وقرر الشراء من أجل تشجيعها، خصوصاً أنها اختارت مشروعاً يخاطب العقل ويولد الأفكار الإبداعية، وتبين أن المستقبل أمامي للاستمرار في هذه التجربة، حيث إنني قررت أن أوسع مشروعي، وأن أوزع عبر الإنترنت كتباً إلى أن يصبح لي مكتبة خاصة بي حتى أسهل على الناس طريق المعرفة، وأن أكسر حاجز الأسعار المبالغ فيها، ومن ثم يستطيع كل قارئ أن يبادل الكتاب الذي قرأه ليذهب إلى غيره فتحدث استفادة للجميع.


تكاتف أسري
في مشهد لافت، يؤكد التكاتف الأسري من أجل الوقوف مع الأبناء في هذه المسابقة حتى يكتب لهم النجاح، جلست مريم محمد الحمادي طالبة في كليات التقنية العليا مكان أختها صالحة في مشروع حمل اسم «صالحة جاليري» الذي يعرض مجموعة من العطور المحلية.
وتشير مريم إلى أن أختها تحضر يومياً من الساعة التاسعة صباحاً إلى العاشرة مساء، لكن في الأوقات التي تحتاج فيها إلى الطعام والصلاة اضطر للجلوس مكانها، ثم تعود مرة أخرى لممارسة العمل، حيث إنها تعلم خبايا تجارتها، فهي منذ الصغير تهوى تركيب العطور وشجعتها الأسرة على تنمية مواهبها ودعمتها بالمال إلى أن أصبح الجيران والأقارب يقصدونها من أجل شراء بعض العطور، وفي هذه المسابقة التي أظهرت إبداعها ولاقت عطور أختي رواجاً كبيراً، فضلاً عن احتكاكها بصورة مباشرة مع جمهور متنوع، وهو ما أكسبها خبرات جديدة ومهارات لم تكن تتمتع بها.

بناء جيل من تجار الغد

تتلخص أهداف مسابقة «التاجر الصغير» في توفير فرص للطلاب لتجربة مشروعاتهم في عالم حقيقي من الأعمال، وتعامل الطلاب بصورة مباشرة مع العملاء من خلال عمليات البيع والشراء التي تؤدي إلى اكتساب مهارات التفاوض وتطوير العملية التسويقية للمشروعات، وبناء جيل من تجار الغد لديه ثقة بالنفس وعزيمة وإصرار، والترويج لروح الاستثمار والابتكار ورفع مستوى الوعي بأهمية عالم الأعمال التجارية، وخلق جو من العمل الإيجابي ما يؤدي إلى تطوير الأفكار وخلق خطط لهذه المشروعات.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©