الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أيام الشارقة التراثية تحتفي بالبيئة البحرية الإماراتية

أيام الشارقة التراثية تحتفي بالبيئة البحرية الإماراتية
8 ابريل 2012
تحت شعار «عقد من التراث» تتواصل الفعاليات الجميلة لأيام الشارقة التراثية التي ضمت هذا العام تظاهرة حاشدة من الفعاليات والأفكار التراثية المتجددة التي حلقت بالموروث الإماراتي إلى فضاء الزمن الجميل، وأبرزت بشكل غير مسبوق جمال المفردات التراثية الإماراتية، في سبيل تعريفها لأبناء الوطن، كي يستقوا منها العبر والقيم والعادات الأصيلة للآباء والأجداد. كانت لنا جولة في ركن البيئة الساحلية في ساحة التراث، حيث تم عرض عدد كبير من مهن البيئة الساحلية وعروض الفنون الشعبية لأهل الساحل كغناء النهام، بالإضافة إلى ركن أسماك ساحل الإمارات ونماذج السفن التقليدية بأحجامها الطبيعية. أما المهن المعروضة فتنوعت ما بين تحضير وبيع الأسماك المجففة والأسماك الطازجة، وطهي الأسماك وبيع الملح البحري أو الصخري، وفلق المحار لاستخراج اللؤلؤ وفتل الحبال وصناعة «الليخ/ الشباك»، ومهنة بيع الحطب، بالإضافة إلى عرض وبيع نماذج مصغرة من السفن التقليدية الإماراتية القديمة، وعرض مختلف أشكال الأصداف والمحار المختلف الألوان والأحجام، وصولا إلى عرض نماذج من سفن الصيد الكبيرة والقراقير والمراسي. فتل الحبال وقد التقينا عبدالله محمد خميس الذي عرض مهنة فن فتل الحبال حيث قال: أقوم بعرض حرفة صنع الحبال القديمة التي ورثتها عن الوالد منذ صغري، فقد كنا نعمل في مهنة فتل الحبال إلى جانب الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وهي المهنة الرئيسية في الماضي، وقد كنا نمارس فتل الحبال في البيت أو على ساحل البحر أو على ظهر السفينة خلال مواسم الغوص، وتتكون الحبال من ليف النخل، ولا نستخدم في هذه المهنة سوى اليدين والقدمين فقط، حيث لا تتطلب هذه الحرفة أية معدات أخرى، ويستغرق صنع الحبال من خمسة إلى عشرة أيام حسب كمية وطول أو سمك الحبل. أدوات الصيد أما محمود محمد أحمد وهو بحار من رأس الخيمة فقال: شاركت في أربع دورات من أيام الشارقة التراثية، وأنا عضو في جمعية المطاف للتراث والفنون البحرية برأس الخيمة، ومشاركتي مع زملائي هذا العام تقوم على تعريف الجمهور بكل ما يتصل بالبحر من مهن وحرف، فكل بحار يختص بحرفة معينة، وأنا أقوم في هذه الدورة بالتعريف بمهنة صنع الأسماك المجففة «العومة» والقيام بدقها وسحنها في «منحاز أو هاون» ثم عرضها على شكل مسحوق معبأ في قناني أو عبوات خاصة. في حين قال محمد أحمد محمد: أنا بحار من رأس الخيمة وعضو بجمعية المطاف للتراث والفنون البحرية، وهذه هي مشاركتي الثالثة في أيام الشارقة التراثية وأقوم بعرض أدوات الصيد باستخدام الصنارة وخيوط النايلون وكل ما يتعلق بمستلزمات الصيد مثل «البلود/الأثقال الخاصة بخيوط الصيد» و«الميادير/خطاطيف الصيد»، وهناك أدوات كثيرة ومتنوعة نقوم بتحضيرها من أجل عملية الصيد. حيث أن لكل سمكة طريقة معينة لصيدها حسب نوعها وحجمها، ونحن نقوم بتصنيع هذه الأدوات بأنفسنا منذ القدم حتى اليوم رغم ظهور أدوات الصيد الحديثة التي تتوفر جاهزة في الأسواق في أيامنا هذه، أما أكثر الأسماك التي نقوم باصطيادها فهي الأسماك المرغوبة من المواطنين الإماراتيين مثل القباب والصافي والكنعد والشعري، وهي أسماك لذيذة يتم اصطيادها عن طريق الخيط أو الصنارة. صناعة الشباك أما محمد سليمان محمد الشحي فقال: شاركت في خمس دورات من أيام الشارقة التراثية، وأعرض في هذه الدورة فن صناعة الليخ أي الشباك، وقد كنا في الماضي نصنع الليخ القديم من خيوط الغزل التي تصنع يدويا وتعتبر أفضل من خيوط النايلون المستخدمة في أيامنا هذه، وتختلف قياسات الشباك التي نصنعها، حيث يبلغ طولها عشرين مترا أو أكثر بحسب الطلب. ومن أجل المحافظة على هذه المهنة التراثية العريقة التي عملت فيها منذ أن كان عمري ست سنوات، قمت بتوريثها لاثنين من أولادي، واليوم بعد أن كبرت في السن لم أعد أقوى على النزول للبحر والغوص. ولهذا أكتفي بالنزول للبحر من أجل الاستجمام في رحلات بحرية قصيرة مع الاولاد أو الأصدقاء، حيث نخرج في جماعات تتكون من خمسة عشر بحارا عادة. وأنا سعيد بمشاركتي في أيام الشارقة التراثية، خاصة حين ألتقي صغار الأطفال أو الشباب الإماراتيين الصغار الذين يحلقون حولي ويطرحون علي أسئلة واستفسارات كثيرة تتصل سواء بصناعة الليخ أو بأيام الغوص لاستخراج اللؤلؤ في الماضي. فلق المحار وننتقل بالحديث إلى بحار آخر من رأس الخيمة وهو أحمد عبدالله صالح الذي قال: هذه هي المرة الرابعة التي أشارك فيها بأيام الشارقة التراثية، وأنا عضو بجمعية المطاف التراثية، وأشارك في هذه الدورة بعرض مهنة فلق المحار، والمحار الذي نعرضه ونفتحه أمام الجمهور لا يزال هو المحار نفسه الذي كنا نجلبه في الماضي من أعماق بحر رأس الخيمة، حيث نقوم حاليا بالغوص في مجموعات صغيرة تصل لخمسة أفراد، ونقوم بتقسيم المجموعة إلى غواصين وسياب واحد من أجل المساعدة في رفع الغواصين ونفرين للإشراف على القارب. وتختلف كمية المحار التي نجلبها اليوم بحسب عمق المنطقة التي نقوم بالغوص فيها، فأحيانا نجلب «منًّا» من الأصداف «يعادل المنّ أربعة كيلوجرامات»، وفي بعض المرات تصل كمية المحار التي نجلبها من منّين إلى ثلاثة أمنان، وتكون سعادتنا كبيرة عندما نفلق المحار أمام أعين زوار أيام الشارقة التراثية فنعثر على بعض اللآلئ الصغيرة، حيث ينذر أن نعثر على اللآلئ الكبيرة التي توجد عادة في الأصداف الكبيرة الحجم في البحار العميقة القريبة من الجبال مثل منطقة خصب، أو في بعض الجزر البعيدة الواقعة في المياه العميقة للخليج العربي. سفن إماراتية قديمة أما وقفتنا الأخيرة فكانت مع عبدالله محمد سعيد ربيع الذي قال: شاركت لثلاث مرات في أيام الشارقة التراثية من خلال عضويتي في جمعية المطاف للتراث والفنون البحرية برأس الخيمة، وأنا أقوم في هذه الدورة بعرض نماذج مصغرة من السفن الإماراتية القديمة. حيث نشرح لمختلف فئات جمهور أيام الشارقة التراثية، الأجزاء التي تتكون منها كل سفينة حسب نوعها، إضافة إلى التعريف بأسمائها مثل السنبوك والبوم والجالبوت والبقارة والبغلة والبانوش والصمعة والهوري والشاشة وهذه الأخيرة تشبه السطحة أو السطح الذي يستخدم كطوف بسيط للصيد أو التنقل، وهو يصنع من جريد وسعف النخيل.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©