رايس: روسيا قضت على سمعتها وستدفع ثمن تصرفاتها

اتهمت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أمس روسيا بعدم الوفاء بالالتزامات التي تعهدت بها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار مع تبليسي، خصوصاً لجهة سحب قواتها على الفور من جورجيا مشددة على أن اجتياح القوات الروسية لجورجيا ''قضى على'' سمعة روسيا وسيكون عليها أن تدفع ثمن تداعيات أعمالها· وقالت رايس في تصريح لشبكة ''فوكس'' الأميركية ''هناك وقف لإطلاق النار وروسيا في الوقت الحاضر لا تفي بالتزاماتها''· وكان الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أعلن أمس أن القوات الروسية التي لا تزال تتمركز داخل الأراضي الجورجية ستنسحب من هذه الأراضي ظهر اليوم· وحسب الأميركيين فإن الروس تعهدوا الجمعة الماضي بسحب قواتهم على الفور بعد توقيع الجورجيين على اتفاق وقف إطلاق النار· وأضافت رايس بلهجة جافة ''آمل هذه المرة بأن يفي الرئيس الروسي بوعده''· وذكرت أن الروس قالوا أيضاً في وقت سابق من الأزمة إنهم سيبدأون سحب قواتهم من جورجيا لكنهم لم يفعلوا· وقالت ''يحدوني الأمل هذه المرة أن يكون يعني ذلك الانسحاب·· سيبدأ الناس في التساؤل عما إذا كان يمكن الثقة في روسيا''· وأكدت رايس أن روسيا ستدفع ثمن عملياتها العسكرية في جورجيا معتبرة أنها ''قضت'' على سمعتها· وصرحت عبر تلفزيون ''فوكس'' أن ''أي فكرة حول كون روسيا دولة مسؤولة، مستعدة للانضمام إلى المؤسسات الدولية، السياسية، الدبلوماسية والاقتصادية، وأن روسيا بلد مختلف، هذه السمعة قضي عليها''· وأضافت الوزيرة الأميركية أن ذلك هو نتيجة واضحة لعمليات روسيا في جورجيا· وقالت رايس عبر تلفزيون ''ام بي سي'' إن استخدام القوة المفرطة ثم الاستقبال بالترحاب في أوساط المؤسسات الدولية؟ الأمور لا تجري بهذه الطريقة''· وختمت بالقول ''ستدفع روسيا ثمناً· وسنتباحث مع حلفائنا حول عواقب أعمال روسيا على انخراطها في المؤسسات''· واعتبرت رايس أن روسيا ''ارتكبت خطأً فادحاً'' بشن عملية عسكرية واسعة في جورجيا بعد محاولة تبليسي فرض سيطرتها على منطقة أوسيتيا الجنوبية الانفصالية ليل 7 إلى 8 أغسطس الحالي· وشددت رايس ''إذا كان الروس تصرفوا بهذه الطريقة للترهيب، فإنهم لم ينجحوا إلا في تعزيز تصميم جيرانهم الأصغر''· وتتوجه وزيرة الخارجية الأميركية غداً إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الحلف الأطلسي· وسيبحث الوزراء العملية العسكرية الروسية فيما تسعى جورجيا وأوكرانيا إلى الانضمام إلى الحلف· وترفض روسيا ذلك رفضاً قاطعاً· وفي رد على سؤال في تبيليسي حول الإجراءات التي تتوقع واشنطن أن يتخذها الحلف الأطلسي لطمأنة جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق حول مستقبلها، قال رايس أمس الأول إنها ''واثقة'' بأن الحلف الأطلسي سيؤكد أنه يبقى منفحتاً على انضمام جورجيا وأوكرانيا· وبعد مشاركتها في الاجتماع الوزاري للأطلسي، يرتقب أن تتوجه رايس بعد ذلك إلى وارسو للتوقيع مع نظيرها البولندي رادوسلاو سيكورسكي على اتفاق نشر أجزاء من الدرع الأميركية المضادة للصواريخ الذي أبرمته وارسو في نهاية المطاف مع واشنطن بعد أقل من أسبوع على بدء العملية العسكرية الروسية· وكانت رايس ذكرت أثناء زيارتها لتبليسي أن ''بولندا دولة مستقلة انها حليفة الولايات المتحدة وهي بلد ديمقراطي التزمت الولايات المتحدة بالدفاع عن أمنه طبقاً للبند الخامس في معاهدة حلف شمال الأطلسي''· وتابعت ''وبالتالي فإن الاتفاقيات التي تبرمها الولايات المتحدة مع حلفائها البولنديين من أجل التأكد من أن بولندا قادرة على الدفاع عن نفسها وأن تكون عضواً ناشطاً، هي بصراحة شديدة مسألة بين بولندا والولايات المتحدة''·