السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مطالبات بتشديد الرقابة على المواد المستخدمة في مكافحة الحشرات

مطالبات بتشديد الرقابة على المواد المستخدمة في مكافحة الحشرات
11 يونيو 2010 23:33
عبّر عدد من الأهالي عن قلقهم من مخاطر التعرض لاختناقات أو أزمات صحية قد تنتهي بهم إلى الوفاة، جراء استخدام بعض المبيدات الحشرية «المحظورة» والتي قد تتسرب إليهم من قبل جيرانهم أو أشخاص مستهترين من دون علمهم. وأرجع الأهالي تخوفهم من استخدام المبيدات من دون وعي أو دراية إلى الحادثين اللذين شهدتهما إمارتا عجمان والشارقة مؤخراً وراح ضحيتهما أربعة أشخاص، حيث شهدت عجمان مارس الماضي وفاة التوأم «سهيل» و«علي» ونجاة أختهما «التوأم «حلا» ، وذلك بعد اختناقهما جراء تعرضهم لروائح مبيدات حشرية من شقة جيرانهم بمنطقة النعيمية، إضافة إلى وفاة رجل وامرأة الجمعة الماضية في سكن عمال بمنطقة أبوشغارة في الشارقة. وطالب الأهالي الجهات المعنية من البلديات ووزارة البيئة إحكام سيطرتها على المبيدات التي قد تؤذي حياة الآخرين في حال استخدامها بصورة سيئة وذلك من خلال عدم بيعها إلا لشركات تملك ترخيصاً ولديها مختصون يعلمون جيداً طريقة استخدامها والإرشادات التي يحب اتباعها حال رشها في المنازل أو أي مكان عام حتى لا تتكرر الكوارث التي يكون ضحاياها أبرياء. اترك الشقة يوماً وذكر سعيد المحمود ويقطن بمنطقة البطينة في الشارقة أنه بات يخشى الأضرار التي قد تنتج عن الاستعانة بأشخاص غير متخصصين لرش المبيدات الحشرية في منازلهم من دون الاستعانة بمتخصصين. وأضاف أنه قلق كثيراً بعد أن علم بالواقعتين اللتين راح ضحيتهما «توأم عجمان» وكذلك الرجل والمرأة الآسيويان بعد أن تعرضوا لروائح نفاذة سامة تسببت في وفاتهم. وأوضح أنه استعان مؤخراً بشركة متخصصة في مكافحة الحشرات، وأنه اتبع تعليماتها وقام بترك الشقة طوال اليوم حرصاً على عدم تعرض أي من أفراد أسرته لمكروه أو استنشاق روائح قد تكون سامة وكذلك تأكد منهم أن المبيدات التي قاموا برشها لا يمكن أن تكون مؤذية للجيران أو قد تصل إليهم، وطالب بأن تضع الجهات المعنية شروطاً رادعة لتلك الشركات تكون أكثر أماناً للأهالي. بدوره أكد المهندس أحمد سليمان ويدير شركة لمكافحة الحشرات في الشارقة، ضرورة أن تلتزم شركات المبيدات بالأدوية التي يتم رشها في المنازل والشركات والأماكن العامة وخاصة سكن العمال وعدم الإخلال بالشروط التي وضعت من قبل الجهات المعنية. وقال: «من الخطير جداً أن يقوم شخص ما بشراء دواء أو مبيد ومن ثم القيام أيضاً برشه بنفسه للقضاء على الحشرات أو القوارض من دون الاهتمام بمعرفة أو طبيعة المادة المستخدمة أو معرفة المقادير الواجب اتباعها وغيرها من الأشياء المهمة والتي قد ينتج عنها عواقب كبيرة قد تتسبب كأسوأ تقدير في وفاته أو وفاة أبرياء موجودين في أماكن قريبة». نصائح طبية من جهته نصح الدكتور علي شبير، رئيس قسم الحوادث والطوارئ بمستشفى القاسمي، الأسر التي يتعرض أفرادها للمبيد بضرورة أن يعطى الشخص كمية من الحليب أو مشتقاته حال تعرضه لمثل هذه الحالات، كما أن الطبيب المعالج يضعه لفترات تحت المراقبة للتأكد من أن آثار المواد المستنشقة قد زالت وأنه لا ضرر سيقع عليه لاحقاً. وقال إن هناك بعض الحالات التي ترد للقسم يتعرض أصحابها لاستنشاق مبيدات حشرية تستخدم في المنازل، خصوصاً من الأطفال أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض مرتبطة بالتنفس كالربو والحساسية، وأشار إلى أن الطبيب المعالج يستقبل الحالة ويجري لها العديد من الفحوص التي تتعلق بالنبض والضغط وقياس نسبة الأوكسجين في الجسم، وكذلك التعامل مع الحالات التي قد تكون قد ابتلعت مادة من تلك المبيدات، وعليه يتم إعطاؤها الأدوية المناسبة مع كل حالة. شركات مكافحة الحشرات من جانبه أكد المهندس سلطان عبد الله المعلا مدير عام بلدية الشارقة أن عدد شركات مكافحة الحشرات المرخص لها في الشارقة 62 شركة مكتملة الإجراءات ومعتمدة من البلدية، وأن الآلية المستخدمة للتأكد من كفاءة المبيدات هي محكومة بما جاء في القرار الإداري رقم 19 لسنة 1994 والصادر من بلدية الشارقة المادة الرابعة والتي تقر بأنه يمتنع على الشركات والمؤسسات العاملة في مكافحة الحشرات استعمال أي مبيد إلا بعد إجازته والتأكد من صلاحيته. وذكر أن كافة المبيدات الحشرية التي تدخل الدولة خاضعة للاختبارات والتحاليل التي تقوم بها وزارة البيئة والمياه والوزارة لا تسمح بتداول أي مبيدات حشرية إلا بعد التأكد من أنها موافق عليها من منظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمة الفاو (FAO) وتم تجريبها في بلد المنشأ. وطالب الأهالي بعدم اللجوء لجهات غير معنية بشراء المبيدات والقيام برشها بأنفسهم لعدم معرفتهم بالصورة الكافية بالمقادير التي يمكن استخدامها للقضاء على كل نوع من الحشرات أو القوارض المراد التخلص منها. مادة الفوستوكسين المحظورة وكان التقرير الصادر عن شعبة مكافحة الحشرات ببلدية الشارقة قد أصدر بياناً ذكر فيه أن أسباب وفاة الرجل والمرأة في سكن العمال الجمعة الماضية قد يكون بسبب إحدى مواد التبخير التي تستخدم في مكافحة الحشرات والقوارض وهي إما أن تكون مادة فوسفيد الألمنيوم أو فوسفيد الزنك المعروفة بالاسم التجاري الفوستوكسين، وأنها من المواد المحظورة والممنوع استيرادها أو استخدامها إلا تحت إشراف المختصين. وذكر التقرير أن مادة «الفوستوكسين»، وعند ملامستها للهواء، تطلق غازاً شديد السمية وهو فوسفيد الهيدروجين الضار جداً بصحة الإنسان، الذي يحدث تأثيرات صحية مشابهة للتسمم في الساعات الأولى التي تتبع استنشاقه وأن تعقيدات الأوعية الدموية والقلب قد تتسبب في موت الإنسان خلال 12 إلى 24 ساعة بعد التعرض للغاز في حين أن الأعراض التي تلحق بالكبد قد تتأخر من 48 إلى 72 ساعة، أما الموت الذي يحدث خلال 24 ساعة من التعرض للغاز فعادة ما يكون نتيجة للفشل الكلوي أو الفشل الكبدي. كما أن التعرض للغاز لفترات قصيرة أقل من 8 ساعات يثبط مقدرة الجسم على إنتاج البروتينات ويسبب تهيج جهاز التنفس ويعرض وظائف القلب والأوعية الدموية للخطر كما يسبب تثبيط الجهاز العصبي وآلاماً شديدة في المعدة والأمعاء. الحبس والغرامة عقوبة المخالفين أفاد المستشار القانوني صلاح مبروك ، يعمل بأحد المكاتب القانونية في دبي، أن قانون العقوبات الصادر بالقانون الاتحادي رقم 3 لسنة 1987، نص على أن يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة وبالغرامة التي لا تتجاوز عشرة آلاف درهم أو بإحدى العقوبتين من تسبب بخطئه في المساس بسلامة جسم غيره وتكون العقوبة الحبس مدة لا تزيد على سنتين والغرامة أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا نشأ عن الجريمة عاهة مستديمة أو إذا وقعت الجريمة نتيجة لإخلال الجاني بما تفرضه عليه أصول وظيفته أو مهنته أو حرفته.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©