الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

9 من متحدي الإعاقة يهزمون المستحيل بالإرادة

9 من متحدي الإعاقة يهزمون المستحيل بالإرادة
4 يناير 2009 00:19
عمل متميز ومبادرة شبابية إنسانية خلاقة، هي الأولى من نوعها على مستوى مراكز رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، بل إنه جهد منظم ومدروس قام به تسعة شباب تتراوح أعمارهم بين 20 و28 سنة من ذوي الإعاقة الذهنية في مركز العين لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث قام هؤلاء الشباب بإدارة وتوجيه المهندس الزراعي محمد عبدالعاطي بمشروع المنحل، الذي يقوم على تربية النحل في مكان متخصص داخل المركز ضمن فترة زمنية بدأت منذ عام 2005 واستمرت بعد أن كللها النجاح حتى يومنا هذا· يتحدث المهندس محمد عبدالعاطي عن المشروع بقوله: فكرنا بهذا المشروع وتم اقتراحه على إدارة المدرسة ورفضته لخوفهم على الطلبة من المخاطر، التي قد يواجهونها ولكننا لم نيأس حيث عرضناه على الإدارة الحالية والتي بدورها شجعتنا ودعمتنا كثيرا''· ما يحققه المشروع هذا المشروع استطاع أن يلبي احتياجات الطلبة الذين لديهم إعاقة ذهنية وذلك بتنميتهم حركياً، وتنمية قدرتهم على التركيز وتقدير المخاطر والحذر في نفس الوقت، وهذا ما نسميه التآزر الحركي البصري الذهني· أما من الناحية الأكاديمية فقد تعلموا من المشروع كيف يميزون بين الأوزان والأحجام من خلال تعاملهم مع الخلية ومحتوياتها· صعوبات وتحديات أما عن الصعوبات التي واجهها المشروع فتمثلت في مدى تقبل الطلبة للفكرة وتهيئتهم نفسياً، وتعليمهم كيف يرتدون الملابس الخاصة بالمنحلة، وكيف يتعاملون مع المدخنة ثم مع الخلية الموجودة داخل الإطارات، وذلك من خلال إحضار خليتين بدون نحل إلى غرفة الصف وشرح نظرياً كيف نربي النحل ونتعامل معه· كما تم توفير شريط فيديو وشاهدوه، ثم بدأ كل طالب يطبق العملية التي شاهدها في غرفة الصف على المنحلة مما أكسبهم معرفة وتصوراً لما سيمارسونه عملياً وجدياً في مرحلة لاحقة ··· '' ردة فعل أهالي الطلبة كانت إيجابية جداً، فكان الطلبة يذهبون إلى بيوتهم ويتحدثون مع أهاليهم حول هذا المشروع، وتفاجأ الأهل بالمعلومات الجديدة التي اكتسبها أبناؤهم، فصار الطلبة يشعرون بكيانهم ووجودهم داخل أسرهم وهم يتحدثون في موضوع لا يعرفه الأهل أنفسهم، ثم حضر الأهالي إلى المركز للاطلاع على التفاصيل، وكان متوقعاً أن يرفضوا، لكنهم رحبوا بالمشروع بشكل مذهل· من النظري إلى العملي كان العمل في المنحلة يبدأ من الساعة الثامنة والنصف إلى الحادية عشرة صباحاً وهذا في فصل الصيف، أما في الشتاء فكان من الحادية عشرة صباحاً إلى الواحدة والنصف ظهرا وكانت البداية بخمس خلايا ويوجد الآن أربعون خلية '' تعاون وحماس اكتسب الطلبة من خلال المشروع قيماً ومعاني جميلة، كالتعاون والأخوة والخوف على بعضهم البعض والعمل بروح الفريق· كما ساعد المشروع هؤلاء الذين لديهم نشاط زائد نتيجة لحالة عصبية تدفعهم للتحرك اللاإردي، حيث إنهم تعلموا الهدوء داخل المنحلة لأنهم يعلمون أن الحركة الزائدة قد تسبب لهم آلاف اللسعات من النحل· الجائزة ولاشك أن الطلبة حصلواعلى قدر كبير من التحفيز والتشجيع المعنوي والمادي من خلال مشاركة المشروع في جائزة خليفة التربوية لعام 2007 وفاز تحت عنوان ''المشروعات التربوية المبتكرة'' مما ساعده على التوسع والتقدم· مشروع الإرادة ومن الجدير ذكره كما أفاد المهندس عبد العاطي أنه تمت تسمية المشروع بمشروع الإرادة لأنه لولا إرادة الطلبة وعزمهم لما كان له وجود، كما أعرب مدير المركز محمد خميس الحدادي عن أمله في أن يتوسع المشروع ويتطور ليصير في المستقبل القريب مصنعا للخلايا والعسل، على أيدي كادر مدرب من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يفجرون من إعاقاتهم آلاف القدرات والطاقات والمواهب
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©