توج الجزيرة بطلاً لكأس صاحب السمو رئيس الدولة لكرة القدم للمرة الأولى في تاريخه، بعد الفوز على الوحدة برباعية نظيفة في المباراة النهائية التي جرت مساء أمس باستاد مدينة زايد الرياضية، في نهائي مثير أقيم تحت شعار “كلنا خليفة”، ويقترب “الفورمولا” من تحقيق الثنائية هذا الموسم بعدما أن أصبح قاب قوسين أو أدنى من لقب الدوري، وأصبح الجزيرة الفريق الثاني عشر الذي يحمل الكأس الغالية.
تقدم الجزيرة في الشوط الأول عن طريق باري في الدقيقة 12 وفي الثاني يسجل أوليفييرا في الدقيقة 68 ويعود باري إلى التهديف ويسجل الثالث في الدقيقة 80 ويضيف أحمد جمعة الهدف الرابع في الدقيقة الثانية في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
وشهد الشوط الأول سقوط عيسى سانتو لاعب الوحدة داخل منطقة الجزاء إثر دفعه من ياسر مطر لم يحتسبها الحكم فريد علي، كما سجل بشير سعيد هدفاً احتسبه الحكم تسللاً.
كعادة النهائيات التي دائماً ما تشهد حالة من الهدوء الحذر في البداية، وهو ما ظهرت عليه المباراة، رغم أن الكرة وصلت إلى المرميين خلال دقيقتين ثلاث مرات من الفريقين، ولم تكن أكثر من محاولات لكسب الثقة من جانب كل فريق، ومنح الحارسين فرصة دخول أجواء النهائي الكبير.
جاءت الأوراق مكشوفة بين المدربين، سواء البرازيلي براجا مدرب الجزيرة، أو النمساوي هيكسبيرجر مدرب الوحدة، وكانت التشكيلة متوقعة، حيث لعب الوحدة والتي ضمت عادل الحوسني في المرمى وبشير سعيد وحمدان الكمالي وعيسى سانتو وحيدر ألو علي في الدفاع، وماجراو وخالد جلال ومحمد الشحي وهوجو في الوسط وإسماعيل مطر وبيانو في الهجوم، بينما لعب الجزيرة بتشكيلة ضمت علي خصيف في المرمى، وخالد سبيل وجمعة عبد الله وسامي ربيع وعبد الله موسى في الدفاع وياسر مطر وسبيت خاطر ودلجادو وإبراهيما دياكيه في الوسط وأوليفييرا وباري في الهجوم.
ومع الدقائق الأولى يلعب إسماعيل مطر ضربة حرة في اتجاه مرمى الجزيرة، يشتتها الدفاع، وترتد ضربة حرة على بشير سعيد الذي يراقب باري في كل مكان، ومثلما أضاعها مطر، فعلها دلجادو، وكانت أول بطاقة صفراء أخرجها الحكم الدولي فريد علي من نصيب ياسر مطر للخشونة مع محمد الشحي، وهو إنذار مبكر جداً.
وجاءت أول هجمة منظمة حقيقية في الدقيقة 8 من كرة بين بيانو وإسماعيل مطر ولعبها مطر داخل المنطقة مرت من فوق رأس بيانو وسط حراسة دفاع الجزيرة.
وكانت جماهير الجزيرة على موعد مع الهدف الأول في الدقيقة 12 عن طريق البرازيلي باري الذي تلقى عرضية جميلة من عبد الله موسى الظهير الأيسر المتقدم، يلعبها داخل المنطقة لتمر من بشير سعيد، وتجد رأس باري في انتظارها، ويودعها على يسار عادل الحوسني معلناً تقدم “العنكبوت” الجزراوي بهدف.
يضغط الوحدة من الأجناب والعمق على أمل التعادل، ويشن عدة هجمات ينقذها على الجانبين خصيف ويسقط عيسى سانتو داخل منطقة جزاء الجزيرة، بالاحتكاك مع ياسر مطر، وبعدها يقدم بيانو هدية إلى إسماعيل مطر من أجل جلب “السعادة” لـ”أصحاب السعادة” ولكن الدفاع أبعد الكرة.
وكان الهدف الجزراوي بمثابة الإعلان عن البداية الحقيقية للمباراة، حيث اشتعل الحماس بين لاعبي الفريقين، فـ”العنابي” يريد التعويض و”الفورمولا” يريد التعزيز، والرغبة تؤكد أن سيناريو النهائي الكبير له فصول أخرى.
يتحول الشحي من اليمين إلى اليسار للهروب من الرقابة، إلا أن خالد سبيل وقف له بالمرصاد، ولكن بشكل عام كان الوحدة هو الأكثر انتشاراً وسيطرة.
يلعب إسماعيل مطر ضربة حرة من جهة اليسار داخل منطقة الجزاء، ينقض عليها بشير سعيد، ويلعبها رأسية في المرمى، إلا أن راية أحمد الشامسي المساعد الأول كانت حاضرة لتلغي الهدف.
تظهر خطة الوحدة في التعامل مع الهجوم من الأجناب واللعب كرات عرضية داخل منطقة الجزاء الجزراوية، ولكن اللمسة الأخيرة غابت، بعد أن تسابق هوجو وحيدر ألو علي والشحي في لعب الكرات العرضية، ولكن بيانو ومطر غابا عن “الكادر” .
يعود” الفورمولا” للاقتراب مجدداً من مرمى “العنابي”، ويهدد دلجادو مرمى الحوسني، وكان التوقف الأول في المباراة بعد 32 دقيقة حيث تعرض بشير سعيد للإصابة أثر كرة مشتركة مع باري العائد للوسط لمساعدة فريقه.
يكاد باري يسجل الهدف الثاني، بعدما تقدم لاعبو الوحدة، وتركوا مساحات واسعة خلفهم، إلا أن عادل الحوسني المتألق تقدم بسرعة، وشتت الكرة من خارج المنطقة، قبل أن تصل إلى باري، ويرد إسماعيل مطر بتسديدة قوية تمر بجوار القائم لمرمى علي خصيف.
يتحول سيناريو المباراة إلى منطقة الوسط، وكان الزحام الشديد في منطقة المناورات، شعار الفريقين وتعليمات المدربين لإفساد مخططات الهجوم مبكراً، ويخرج فريد علي البطاقة الثانية في اتجاه “الفورمولا” من نصيب سبيت خاطر للخشونة مع محمد الشحي، ليحصل لاعبا الارتكاز في الجزيرة على بطاقتين صفراوين.
تدخل المباراة دقائقها الأخيرة في الشوط الأول، وتعود مجدداً للهدوء في الأداء، ويسقط بشير سعيد ويخرج من الملعب، وكانت آخر ضربة حرة في الشوط لصالح الجزيرة، ويلعب أوليفييرا كرة تصطدم بالحائط، ويطلق بعدها فريد علي صافرة نهاية الشوط الأول، والذي حمل شعار “الفورمولا” يسجل و”العنابي” يصوم عن التهديف.
كانت البداية في الشوط الثاني “قلقة” من الفريقين، ويضغط الوحدة من كل جانب، ويتحرك مطر وبيانو بشكل أفضل، ويحتسب فريد علي ضربة حرة على حدود منطقة جزاء الجزيرة، اثر صدام بين “الأخوين” مطر لم يستغلها “العنابي”، بعدها يشن الوحدة هجمة منظمة بين الشحي وإسماعيل مطر وبيانو، تنتهي تحت قدم بيانو داخل المنطقة، يسددها لتمر بجوار القائم، وبعدها تسديدة من الشحي يبعدها خصيف، ويخترق إسماعيل مطر من جديد دفاع الجزيرة ويسدد كرة تمر فوق العارضة.
تتحول المباراة إلى هجوم من جهة واحدة لـ”العنابي”، ويعود وسط الجزيرة لمساعدة الدفاع، ووقف الهجوم الشرس من جانب الوحدة، ويسدد هوجو كرة قوية تصطدم بالدفاع، وتغير اتجاهها، إلا أن خصيف أنقذها، بقدمه إلى خارج المنطقة، وأصبح ملعب الوحدة خالياً من اللاعبين، مع تقدم الدفاع “العنابي” إلى الوسط للضغط الوحداوي، ويتألق خصيف من جديد من تسديدة ماجراو وترتد منه ويشتتها الدفاع من جديد.
وقفت جماهير “العنابي” تنتظر السعادة بالعودة للمباراة من جديد بتسجيل هدف التعادل، ويقف براجا ويصرخ في اللاعبين للامساك بالكرة وتهدئة اللعب من خلال التمريرات الكثيرة، وتتكرر المحاولات داخل منطقة جزاء الجزيرة ولكن مع تبادل اللاعبين بين بيانو وهوجو ومطر.
يخرج فريد علي البطاقة الصفراء العديد من المرات في توقيت قياسي لكل من باري وحمدان الكمالي وعيسى سانتو لترتفع عدد البطاقات الصفراء إلى خمس.
يلجأ براجا إلى اللعب من على الأطراف، خاصة من اليسار عن طريق أوليفييرا، ولكن يعود عيسى سانتو لمراقبته، إلا أنه كان مصدر خطورة بسبب المساحات الواسعة في خط ظهر الوحدة،
تنجح خطة براجا ويتألق البرازيلي أوليفييرا ويسجل الهدف الثاني في الدقيقة 68 من عرضية باري داخل منطقة الجزاء لتجد أوليفييرا الذي يلعبها رأسية ويدخل بها الحوسني إلى داخل الشباك، وتردد جماهير “الفورمولا” شعارها “أوليفييرا ما في غيره”.
وتشهد المباراة تغييرين للوحدة، حيث خرج عيسى سانتو للإصابة ونزل محمود خميس، ويخرج بيانو الذي لم يحقق المطلوب، وينزل سعيد الكثيري، وفي الجزيرة يلعب هلال سعيد بدلاً من أوليفييرا، بعد أن حقق المطلوب وسجل هدف الأمان لفريقه.
تعاند الكرة الوحداوية وترفض دخول مرمى الجزراوي، ويسدد هوجو وتمر بجوار القائم ويسقط محمود خميس داخل منطقة الجزاء أثر عرقلة جمعة عبد الله، إلا أن فريد علي يشير إلى استمرار اللعب، وهي الكرة الثانية التي يسقط فيها لاعب وحداوي داخل المنطقة وكانت الأولى كانت في الشوط الأول لعيسى سانتو من عرقلة ياسر مطر، ولم يحتسبها الحكم ضربة جزاء للوحدة في المرتين.
ويخيم الصمت على جماهير “العنابي” غير مصدقة، سوء الحظ الذي يطارد فريقها، والكرة التي تعانده وينزل عبد الرحيم جمعة بدلاً من خالد جلال، ولم يجد هيكسبيرجر ما يفعله بعد أن لعب بكل الأوراق.
يطلق باري رصاصة الرحمة على العنابي في الدقيقة 80 عندما يتسلم الكرة، ويمر من حيدر ألو علي وحمدان الكمالي، ويسدد في الزاوية الضيقة، ليعلن عن تقدم “الفورمولا بالثلاثية النظيفة.
يجري براجا تغييراً بخروج باري ودلجادو ونزول أحمد جمعة الذي نجح في تسجيل الهدف الرابع من رأسية رائعة في الوقت المحتسب بدل الضائع، وتشهد المباراة طرد ياسر مطر بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية ويحصل هوجو على بطاقة صفراء
وتدخل المباراة في الثواني الأخيرة وتحتفل جماهير “الفورمولا” بالكأس الغالية، ولم تشهد المباراة أي جديد حتى أطلق حكم اللقاء صافرة النهاية معلناً فوز الجزيرة بالكأس برباعية مستحقة، وقاسية على الوحدة.
الأهداف: باري في الدقيقتين 12 و80 وأوليفيرا في الدقيقة 68 وأحمد جمعة في الدقيقة 92 “الجزيرة”.
الإنذارات: ياسر مطر وسبيت خاطر وباري وخالد سبيل “الجزيرة” حمدان الكمالي وعيسى سانتو وهوجو “الوحدة”.
الطرد: ياسر مطر “الجزيرة”.
الحكام: فريد علي وأحمد الشامسي وسلطان ساحوه وفهد الكسار الحكم الرابع.
عدد اليوم
